أوصاف الحصان ( الخيل) العربي الأصيل بالتفصيل

سأتناول في هذا الباب وصف جمیع أعضاء الجواد مبیناً المحاسن والعیوب ومشیراً إلى دلالاتها وعلاقتها بالجمال والقوة وسرعة الجري. مؤیداً آرائي بما قالته العرب في القدیم والحدیث. مقدماً فیه خلاصة تجاربي ومعلوماتي.

أوصاف الحصان ( الخيل) العربي الأصيل

أولاً- الرأس:

 رأس الجواد من أهم أعضاء جسمه وهو تاج المحاسن، ومن تركیبه یستدل على نجابته وعتقه ونشاطه وأخلاقه. ویستحب في الجواد عظم الرأس وتناسبه مع الجسم ورقة جلده وتجرده من اللحم ورحابة الجبهة وسعة الشدق. فجمال الجواد برأسه. وقوته بظهره وقوائمه. وسأبدأ بوصف الأجزاء التي یتألف منها الرأس:

١- الأذنان:

ولهما أهمیة كبرى لما یتمتعان به من قوة سمع وحس. ویستحب في الجواد رقة الأذنین وطولهما وانتصابهما ودقة أطرافهما بما یشبه القلم.

والجواد النجیب كثیر حركة الأذنین ونلاحظ ذلك أثناء ركوبنا له.

والخیل بصورة عامة قویة السمع حتى أنها تسمع وقع حوافر الخیل القادمة من بعید وتنبه أصحابها إلى القادمین علیهم قبل أن یظهروا فهي بهذه الحالة تقوم مقام جهاز الراددار وخاصة في اللیل فهي تنبه فرسانها لكل حركة تشعر بها من حولها.

ویدل انتصاب الأذنین على احتفاظ الجواد بقوته وعلى العكس من ذلك فإنه عندما تتلاشى قواه تأخذ أذناه بالارتخاء.

٢- العینان:

یجب أن تكونا كبیرتین كحلاویین مملوءتین حدة صافیتین براقتین رقیقتي الجفنین بعیدتي النظر تنمان عن ذكاء وانتباه مع اتساع ما بینهما وبعدهما عن الأذن.

٣- الجبهة:

الجبهة وهي جبین الفرس وفیها سر جمال وجهه ویحسن أن تكون عریضة مسطحة واسعة مستدیرة الأطراف. لأن جمال الجواد العربي یقوم على الدوائر لا على الزوایا كالجیاد الإنكلیزیة.

٤- الخدان:

یستحب أن یكونا مستدیرین أملسین مع قلة لحم الوجه ظاهري العروق مع اتساع ما بین الحنكین یصلح أن یكون منامة للأرنب.

ومن محاسن الوجه أن یكون عظما الناهقین بارزین وهما عظمان في الخدین تحت مجرى الدمع في العینین.

٥- الأنف:

ویستحب أن یكون مستقیماً طویل القصبة متصلاً بالجبهة بدون تحدب. وفتحتا الأنف یقال لهما المنخران، ویجب أن تكونا متسعتین حتى یسهل على الجواد التنفس وأن تكونا مستدیرتین رقیقتي الحواشي متباعدتین لأن الجواد یتمیز بطاقة رئویة هائلة، وأن الخیل لا تستطیع الاستعاضة بأفواهها للتنفس وعلى هذا فهي تعتمد كلیاً على منخریها.

المعنى: أن فتحة أنفها واسعة.

٦- الفم:

یستحسن في الفم طول شق الشدقین من الجانبین وینشأ عن الشدق الطویل قصر العذار. والشدق الطویل دلیل على قوة الجواد في السباق.

كما أنهم بینوا أهمیة رقة الشفاء أو الجحفلة وطول اللسان لأنه یساعد على قضم العلف. وصفاء الصهیل دلیل على سلامة الرئتین وسهولة التنفس، وأنواع الصهیل ثلاثة: أجش وصلصال ومجلجل. وأحسن الصهیل المجلجل.

٧- الناصیة:

وهي ما استرسل من الشعر على الجبهة ومنبتها بین الأذنین وتسمیها العرب بالسعف تشبیهاً لها بسعف النخل. ویستحب فیها الطول والانتشار وصفاء اللون وهي تقي عیني الجواد من أشعة الشمس والغبار والذباب.

٨- شعر العرف:

هو الشعر النابت على حافة العنق العلیا والمستحسن في شعر الخیل ما صفا لونه وطال واسترسل وما كان لونه أسوداً حالكاً كشعر النساء.

ونهى الرسول (ص) عن جز أذناب الخیل وأعرافها ونواصیها وقد خلق الله الشعر لهذا الحیوان لما فیه من منافع

كوقایة العین من الغبار وأشعة الشمس.

والذیل یعین الجواد على طرد ما یقع على جسمه من ذباب وهوام. وفي الناصیة والذیل من الجمال ما یدعو لعدم جز شعرهما.

كما یتطلب أن یكون منبت شعر الذیل غزیراً ویسمى بالعكوه أو مضرب الذیل. وأن یكون الذیل مرتفعاً ضافیاً ناعماً لا یمس الأرض.

ومما یتمیز به الجواد العربي أنه یشیل ذیله أثناء الجري أي یرفعه ویسمى بالمشوال مما یزیده جمالاً. والجواد الذي لا یشیل ذیله یقال له سحوب.

٩- العنق:

ویقال له “الهادي”. وللعنق أهمیة عظیمة بجسم الجواد بعد الرأس وعلى طوله أو قصره تتوقف حركة الجواد، وتعرف سرعة عدوه.

ویجب أن یكون العنق دقیقاً طویلاً لیناً قلیل اللحم لأن العنق الغلیظ والقصیر یعیق الجواد عن الجري بسبب التصاقه بالكتفین لكثرة اللحم الذي یربطه بهما مما یعیق الحركة على عكس العنق الطویل المتحرر من الالتصاق بالكتفین فإنه مستقل عنهما.

ویستحسن في العنق استقامته ورقة جلده وظهور عروقه ودقة مذبحه أي مثل مذبح الطیر.

١٠ – الصدر:

یستحسن أن یكون الصدر رحیباً ظاهر العضلات دقیق الزور غیر غائر ولا مجوف وتبرز من الصدر عضلتان تشبهان النهدین تعرفان بفهدتي الصدر.

١١ – المنكب:

هو نقطة اتصال الطرفین الأمامیین بالجذع وتوجد بین المنكبین فسحة یستحب فیها شدة العضل.

ویستدل منها على حسن تركیب الصدر وإذا كانت هذه الفسحة صغیرة یكون الجواد معرضاً للصكك.

ثانياً: الأطراف:

الأطراف هي القوائم الأمامیة والخلفیة فالأمامیة مؤلفة من الكتفین والعضدین والركبتین والذراعین والرمانتین والرسغین والحافرین.

١- الكتفان:

یوجدان بجانبي الصدر من جهتیه ومتصلا، فالأمامیة مؤلفة من الكتفین والعضدین بالعضد. ولتركیب الكتف في جیاد السبق أهمیة عظیمة.

ویجب أن یكون الكتف مائلاً إلى الأمام وطویلاً وغیر ممتلئ باللحم. وطول الكتف دلیل القوة وحسن الجري.

٢- العضد:

هو عظم طویل یتصل من الأعلى بلوح الكتف بواسطة مفصل الكتف ویتصل من الأسفل بالساعد ویتكون من عظم مغطى بالعضلات والجلد ویستحب في العضد طول وضخامته وشدة العضلات المكونة حوله وهي من علامات القوة. والساعد یتصل من الأسفل بعظم مفصل الركبة.

٣- الركبة:

یطلب في الركبة نظافتها أي خلوها من الجراح والندبات والنتوءات لأن الجرح في مقدم الركبة من أكبر العیوب ویدل على ضعف الجواد وأنه معرض للكبو. والركبة تتصل بالساعد من الأعلى وبالذراع من الأسفل.

4- الذراع:

ویمتد من الركبة إلى الرسغ ویستحب فیه القصر ومتانة الأوتار وأن تكون با رزة مجردة من اللحم والدهن والأدران لا یكسوها إلا الجلد.

ولهذا الجزء من الجواد أهمیة عظیمة حیث یتركز تركیب هیكل الجواد على هاتین القائمتین لأنهما بمثابة الأساس لجسم الجواد.  فإذا كان في هذا الأساس نقص أو خلل تعرض هذا البناء للانهیار.

ویجب أن یكون تركیب القائمتین سلیماً لیس به تقوس أو صدف، ومركز فوق الرسغ أحسن تركیز.

وقد لاحظت أن العطب أكثر ما یحصل بالقوائم الأمامیة من الجیاد وأنها عرضة للإصابات بأوتارها عندما یكون التركیب ناقصاً ویجب أن یكون الذراع عریضاً ولیس أسطوانیاً كذراع البغل. وأحسنها ما كان قصیراً ومستقیماً ذا أوتار غایة في الاستقامة والصلابة ظاهرة بكل وضوح.

5- الرمانة:

وهي المفصل بین الذراع والرسغ في الأطراف الأمامیة ومن عیوبها وجود الورم واحتقان الماء تحت الجلد ووجود جراح ناشئة عن الصكك وحري بها الصغر لا التضخم.

6- الرسغ:

ویبتدئ بعد مفصل الرمانة من الأعلى ویتصل بإطار الحافر من الأسفل. ویقال له عند العامة بیت الشكال. ویستحب في الرسغ الاعتدال لا قصره وألا یشوبه المیل الكبیر والانحراف ویجب أن یكون متوازناً مع الرسغ الثاني. والرسغ السلیم هو الخالي من مثل العیوب.

ثالثاً: الحافر:

هو حجر الأساس من الجواد وبمنزلة القدم من الإنسان وهو كالحذاء للجواد یعینه على السیر والجري في المسالك الصعبة.

وللحافر أهمیة عظیمة وعلیه تتوقف عدة أمور:

فهو یحمل الجسم وعلیه تعدو الخیل. فإذا مرض الحافر أو تعرض لإصابة كدخول مسمار فیه أو رهصة أو شق “النملة” وغیرها تعطل الجواد عن الحركة كما أن سوء البیطرة یسبب الإصابة “بالحمر”.

ویستحب في الحافر اسوداد لونه وصلابته وصقالة جدرانه وسلامته من الأمراض وصغره.

ولشكل الحافر أهمیته، فیجب أن یكون مع صغره كفنجان القهوة العربیة شكلاً وأن تكون أطراف سنابكه وهي مقادم حوافره رقیقة.

وأصلح الحوافر المعتدل أي لا یك ون ضخماً ولا صغی ا رً. وبمؤخرة صحن الحافر یوجد النسر وعلیه یتكئ الجواد أثناء الوقوف.

رابعاً: الجذع:

یتألف الجذع من جملة أقسام مهمة تبتدئ من الكتفین وتنتهي بأصل الذیل. وهذه الأقسام هي: الغارب والظهر والصدر والإبط والمحزم والكفل.

١- الغارب:

هو ملتقى لوحتي الكتفین ومرتفع نتوءات الفقرات. ویحسن أن یكون ظاهراً شدیداً مرتفعاً عن الكتف. وأن یكون دقیقاً بارزاً كحدبة السیف ویعرف بالحارك والكاهل ومركزه بین العنق والظهر. وتشتهر الخیول العربیة بعلو غاربها وحسن تركیبه.

والبدو تعتبر یبوسة الغارب دلیلاً على القوة وشرف الأصل والعتق. وینبغي أن یكون كالسنام لكنه خال من الذهن.

٢- الصهوة:

الصهوة من الجواد ظهره وهي مركز القوة في الجواد وموضع سرج الفارس. وقد قیل “ظهور الخیل عز وبطونها كنز”. ویحسن أن تكون معتدلة متناسبة مع ارتفاع الحارك من الأمام متصلة من الخلف بالصلب متلائمة مع تحدب الكفل. ومن عیوب الظهر أن یكون “أسرج”.

وتتألف الصهوة من العمود الفقري والأضلاع المرتكزة علیه. ویحسن أن تكون الأضلاع محدبة وقابة. والقسم الخلفي من الصهوة الذي یتصل بالكفل یدعى الصلب وهو موضع الردیف خلف الفارس.

٣- الصلب:

ومركزه بین الظهر والكفل فوق الخاصرتین. ولتركیبه أهمیة عظیمة في قوة الجواد. لأنه یربط الظهر بالفخذین وهما القوة الدافعة في الخیل.

فإذا كان هذا الرباط ضعیفاً منخفضاً كان الجواد رخواً بطيء السرعة، وإذا كان الصلب مرتفعاً محدباً قلیلاً وجدنا الجواد قویاً سریع الحركة.

وقد لاحظت عدداً من الخیول التي عملت نتائج باهرة في میادین السباق فوجدت معظمها مرتفعة الصلب.

٤- الكفل أو القطاة:

وبدایته من مؤخرة الصلب ونهایته عند أصل الذنب “العسیب” وینتهي من الأسفل عند أول الفخذ ویتألف من الفقرات الكائنة بین الصلب والعسیب ومن عظام الحجبتین والوركین.

ویكسو هذه العظام عضلات كبیرة مفتولة قویة. ویحلو في الكفل ارتفاعه وعرضه واستقامته وشدة عضلاته.

ویجب أن یكون مرتفعاً حیث یبدو أعلى من الحارك دون أن یسبب هذا الارتفاع انخفاضاً في الصلب بحیث تؤلف معه تحدباً.

ویكره الكفل الذي تظهر عظامه مثل كفل البقرة. ویحتوي أیضاً على عظمین یعرفان بعظم الألیة “الغرابان” یحیط بهما عضلتان بجانبي الكفل من الأسفل تعرفان بالألیتین ولهما أهمیة كبیرة لذلك یعتمد كثیراً على شدة هاتین العضلتین واستدارتهما كل الاعتماد.

ویحسن بالعظمین أن یكونا بعیدین عن بعضهما وبارزین والفسحة الممتدة بینهما تسمى “بالمجر” وتمتد بین الفخذین تحت العیسب، ویجب أن تكون متسعة خالیة من القروح والبرص.

٥- الحجبات:

وهما ما برز من رأسي عظمي الورك وفي أول الكفل من الجانبین. ویستحب فیهما بعد الواحدة عن الأخرى، مما یدل على سعة الكفل وتوازن الحجبة مع الأخرى كبراً ومركزاً.

٦- الفخذ:

ویبدأ من أسفل الآلیة أي عند نهایة التحدب وینتهي بالعرقوب الذي یصله بالساق.

ویتألف من عظم الفخذ والعضلات القویة البارزة المفتولة الطویلة. الظاهرة العروق والتي تمتد إلى الخاصرة.

٧- العرقوب:

هو المفصل الذي یصل الفخذ بالساق. ویتألف من عظام المفصل والأوتار الواصلة بین عضلات الفخذ والساق. ویستحسن بالعرقوب أن یكون رقیق الجلد شفافاً بارزاً إلى الخلف دقیق البروز وغیر محدب كعراقیب البقر وینبغي أن یكون أسفل الفخذ مما یلي العرقوب عریضاً، لأن ذلك یمنح المفصل قوة. ویجب أن یكون العرقوب خالیاً من
الدهن والأورام التي تسمى “نفخا”.


٨- الساق:


ومكانها بین العرقوب والرسغ. ویستحب استقامتها بدون اعوجاج وشفافیة أوتارها. ویكره اعوجاجها. ویجب أن تخلو من الدهن والأورام.


٩- المحزم:


ویمتد من الحارك حتى عظم القص (الزور) عند ملتقى الأضلاع الأمامیة ماراً من وراء الإبط وله أهمیة كبیرة لأنه یحتوي على القلب والرئتین واتساعه دلیل على قوة الجواد وحسن تركیبه وجریه. ویحسن أن یكون رقیق الجلد خالیاً من التجعدات تحت الإبط وخلفهما.


١٠ – الأضلاع:


ولها أهمیة كبیرة لأنها تشكل قفص الصدر ویرتكز علیها الظهر وعلى حسن تركیبها تترتب أشیاء كثیرة ویحسن أن تكون متسعة قابة تملأ ف ا رغ الخاصرتین. ویؤثر تركیب
الأضلاع في تكوین البطن فإذا كانت الأضلاع الخلفیة قاصرة أثرت في تركیب البطن،
ویقال في هذه الحالة أن الجواد خفیف الضلع.


١١ – الجلد:


یحسن بجلد الجواد أن یكون رقیقاً أملس مصقولاً ناعم الشعر قصیره صافي اللون واسع
الإهاب. والخیول العربیة العتیقة التي تتمتع بهذه الصفات تعرف بالخیل العتاق


نقلاً عن أمير بشير مارديني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top