الأمامية الإثنا عشرية
هم القائلون بإمامة (على) رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم نصاً ظاهر أو تعييناً صادقاً من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعين،
ويرون أن (علياً) عين تعريضاً وتصريحاً أما تعريضاته فإن كان يؤمره على (أبو بكر) و (عمر).
وأما تصريحاته مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ألا هل بلغت ثلاثاً)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (أقضاكم على) نص فى الإمامة فهو أقضى القضاة فى كل حادثه،ويدخل فى عمومها أكبر مذاهب الشيعة القائمة الآن فى إيران والعراق وباكستان .
ويدخل فى عمومها طوائف لم تنحرف اعتقاداتها إلى درجة أن تخالف نصاً من نصوص القرآن الكريم أو أى أمر علم من الدين بالضرورة وطوائف أخرى أخفت اعتقاداتها، وأعمالها لا تدخل فى الإسلام على انحراف شديد، و ما يجتمع عليه هؤلاء أنهم يقولون أن الأئمة لم يُعرفوا بالوصف كما قال الإمام (زيد بن على) رضي الله عنهما – بل عُينوا بالشخص فعين الإمام (على) من النبي وهو يعين من بعده بوصية ويُسمون بالأوصياء فقد أجمع الإمامة على أن إمامة (على) ثبتت بالنص كما اتفق الأمامية وقدروا أن الأوصياء من بعد (على) هم أولاه من (فاطمة) وهما (الحسن) ثم (الحسين).
وهؤلاء المجمع عليهم وقد اختلفوا من بعد ذلك على فرق مختلفة فى الأئمة حتى وصلوا أكثر من سبعين فرقة وأعظمهما فرقتان (الإثنا عشرية) و (الإسماعيلية)
(الإثنا عشرية):
يرى الإثنا عشرية أن الخلافة بعد (الحسين) لعلى زين العابدين ومن بعده لمحمد الباقر ثم لأبى عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر ثم لابنه موسى الكاظم ثم لعلى الرضا ثم لمحمد الجواد ثم لعلى الهادي ثم للحسن العسكري ثم لمحمد ابنه وهو الإمام الثاني عشر ويعتقدون أنه دخل سرداباً فى دار أبيه بسامراء ولم يعد بعد،
وكان طفلاً وقت اختفاؤه وقد اختلفوا فى سنه ما اختلفوا فى حكمه فقال بعضهم أنه كان فى هذه السن عالماً بما يجب أن يعلمه الإمام وأن طاعته كانت واجبة،
وقال آخرون كان الحكم لعلماء مذهبه وهذا الرأي الذى يسير عليه الإثنا عشرية فى هذا الزمان- والإثنا عشرية يوجدون الآن فى العراق وكذلك أكثر أهل إيران وبعض بقاع سوريا ولبنان وهم يتوددون إلى من يجاورونهم من السنة ولا ينافرونهم،
وهم يرون أن الإمام له السلطان الكامل فى التقنين وكل ما يقوله من الشرع ولا يمكن أن يكون منه ما يخالف الشرع، ويعتقدون أن لله تعالى فى كل واقعة حكماً من الأحكام الخمسة: الوجوب والحرمة والكراهة والندب والإباحة وقد أودع الله سبحانه جميع تلك الأحكام عند نبيه وعرفها النبي وبين كثير منها وبقيت أحكام كثيرة لم تحصل البواعث لقيامها وأن حكمة التدرج أقضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ولكنه أودعها عند أوصيائه كل وصى يعهد بها لآخر لينشرها فى الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عام مخصص أو مطلق مقيد أو مجمل مبين،
ومن هذا يستفاد أن :-
- الأئمة وهم الأوصياء استودعهم النبي صلى الله عليه وسلم أسرار الشريعة وأنه لم يبينها كلها بل يبين بعضها وترك للأوصياء أن يبينوا للناس ما تقتضيه الأزمنة من بعده وذلك بأمانة أودعها إياهم.
- إن ما يقوله الأوصياء شرع إسلامي لأنه تتميم للرسالة فكلا مهم فى الدين شرع وهو بمنزلة كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من الوديعة التى أودعهم إياها.
- للأئمة أن يخصصوا النصوص العامة ويقيدوا النصوص المطلقة، ثم قرروا أن يكون الإمام معصوماً عن الخطأ والنسيان والمعاصي فهو طاهر لا تعلق به ريبه وقد أجمع على ذلك (الأمامية) وصرحت بذلك كتب (الإثنا عشرية) ويرون أن عصمته ظاهرة وباطنة وأنها قبل أن يكون إماماً وبعد توليه الإمامة.
- ويُجوزن أن تجرى خوارق العادة على يد الإمام لتثبت إمامته ويسمون ذلك معجزة، ويقولون إنه إذا لم يكن نص على إمامة الإمام وجب أن يكون إثبات الإمامة بالمعجزة، والإمام وجوده ضروري لبيان الشريعة وتتميم ما بدأه الرسول ببيانه وهو أيضاً ضروري لحفظ الشريعة وصيانتها من الضياع وهو القوام على الشريعة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ويحافظ عليها ويصونها ويمنع عنها التحريف والضلال، والفرق بين الإمام والنبي أنه لا يوحى إليه، والإمام قد يكون ظاهراً أو مستور لأن وجوده ضروري لبيان الشريعة وصيانتها.
( وهذا الكلام لم يقم دليل على صحته لأن محمداً صلى الله عليه وسلم – أتم بيان الشريعة فقال الله تعالى [اليوم أكلمت لكم دينكم] ولو كان قد أخفى شيئاً فما بلغ رسالة ربه وذلك مستحيل، ولأنه لا عصمة إلا لنبي ولم يقم دليل على عصمة غير الأنبياء).
عقائد الإثنا عشرية
- سب الشيخان (أبو بكر) و (عمر) وذو النورين (عثمان) والسيدة (عائشة) وطلحة والزبير وكل من والاهما.
- الغيبة: فيقولون أن للحسن العسكري ولد ثم يقولون إنه غاب عن الأعين وله غيبتان صغرى وكبرى، لا يعلمهما إلا خاصته فالصغرى يرجع منها أما الكبرى فتطول وهذا الإمام الغائب يراهم ولا يرونه.
- الرجعة: ولم يكتف الشيعة بالقول برجعة إمامهم الغائب بل قالوا أنه يرجع آخرون من الشيعة وأئمتهم وأعدائهم كما يرجع (على) ويرجع النبي صلى الله عليه وسلم.
- المهدي: كان الشيعة يؤمنون بخروج قائمهم ورجوع مهدهم المنتظر الذى ينشر العدل فى الأرض ويقضى على الظلم والجور وسيدعوا الناس إلى كتاب جديد وأمر جديد.
- يعتقد الإثنا عشرية أن دابة الأرض التى تخرج قبل قيام الساعة تكلمهم هي (على).
ولهم مبادئ فقهية تتلخص فى:
- الطهارة: يرون استحباب الغسل لزيارة الأئمة فى نصف شعبان (19/20) من رمضان ويوم 18 ذي الحجة وعيد النيروز الفارسي بحجة أنه يوافق إعلان الرسول لخلافة (على) كما لا يرون تغسيل الميت إذا كان من غير فرقتهم والشهيد لا يجب غسله يشترط أن يكون استشهاده مع أحد الأئمة.
- فى الآذان يزيدون عبارة (حي على خير العمل) ويزيد بعضهم ( وأشهد أن علياً ولى الله) ويزيد آخرون (أشهد أن علياً أمير المؤمنين أولاه المعصومين حجة الله).
- فى الصلاة : يعتقدون أن الصلاة فى مسجد الكوفة أفضل من الصلاة فى المسجد الأقصى لأن (علياً) ضُرب فيه ويشترطون أن يكون الإمام من فرقتهم، كما لا يرون صلاة الجنازة على من خارج فرقتهم، وفى قصر الصلاة يرون أنها عزيمة إلا فى أربعة مساجد بيت الله الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة ومسجد الجابري فى كربلاء.
- فى الصيام: يشترطون لصحة الصيام مع الإسلام الإيمان، ومن المفطرات عندهم الكذب على أئمتهم ويندب صيام يوم الغدير(18 ذي الحجة) ويوم عاشوراء حزناً.
- الزكاة: يرون وجوبها على الكافر لأن من حق الإمام أخذها منهم قهراً لكنها لا تصح منهم لأنهم غير مؤمنين وتوزيعها يجوز لغير المؤمنين من فرقتهم من باب تأليف القلوب كما تعطى للفسقة ومرتكبي الكبائر.
- الخمس: وجعلوا الخمس فى فضل مؤونة السنة من إنتاج الصناعة والتجارة والزراعة عليها 20% وقالوا يقسم ستة أقسام أسهم لله وللنبي وللإمام وهذه الأسهم من حق إمامهم الغائب والأسهم الثلاثة الأخرى للأيتام والمساكين وأبناء السبيل من فرقتهم وقالوا أسهم الإمام الغائب ترجع لنائبه وهو الفقيه.
- الحج: يشترط الإيمان لصحته وحين زيارتهم للرسول لا يزورون الشيخين.
- الجهاد: يشترطون إذن الإمام أو من نصبه لذلك وعندها يجب خمس الغنائم فقط.
- الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يحتاج لإذن الإمام والحدود لا ينفذها إلا الإمام أو من ينوب عنه.
- زواج المتعة( وهو زواج المدة محدودة بلا إرث ولا نفقة ولا عدة) إن زواج المتعة مذهبهم واعتقادهم وعليها جمهورهم ولكن يوجد من ينكر متعة النساء من علماء الشيعة وينهى عنه أشد النهى لأن تحريم المتعة نقل صحيحاً عن الإمامين أبى جعفر محمد بن الباقر وأبى عبد الله جعفر الصادق وهما إمامان من أئمتهم
يقول عنهم” الإمام أبو زهرة “هذا الكلام الذى اشتمل على دعاوى واسعة كبيرة لشخص الإمام لم يقم دليل على صحة والدليل قائم على بطلانه لأن محمداً أتم بيان الشريعة فقد قال تعالى (اليوم أكلمت لكم دينكم) ولو كان قد أخفى شيئاً فما بلغ رسالة ربه وذلك مستحيل.
ولأنه لا عصمة إلا لنبي ولم يقم دليل على عصمة غير الأنبياء، ويقول عنهم عبد القاهر البغدادي (فرق الأمامية معدودون فى فرق الأمة)”.