لكل شعب أو ديانة طرق لكشف الكذب عند الناس , ومن المؤكد وجود الكثير من الخرافات على مدى التاريخ عن هذه الطرق.
وربما مازالت بعض البلدان أو الديانات تستخدم هذه الطرق لكشف الكذب الى الآن لكن لم لايوجد من يسلط الضوء عليها.
ومن أكثر الطرق انتشاراً كشف الكذب في البلدان العربية وخاصة البدو هي البشعة .
وهناك طريقة أخرى يتبعها الطائفة النصيرية ( العلويين) في سوريا وهي اللفحص عن طريق الطاقة.
وعادة تستخدم هذه الطرق لكشف جرائم السرقة أو الزنا وغيرها من الجرائم حسب ما اطلعنا عليه.
وسنورد شرحاً وافياً لكل منها:
أولاً: طريقة ” البشعة” لكشف الكذب عند البدو والعرب :
1- ماهي البشعة:
البشعة هي حرق أو كوي اللسان بالنار عن طريق لمسه أو تلحيسه بأي معدن يتم تسخينه لدرجة عالية على النار.
2- سبب تسمية البشعة بهذا الاسم:
لايوجد دليل أو مرجع واضح أو يقيني لسبب تسمية البشعة بهذا الاسم, لكن بعضهم قال أن السبب ربما يعود لبشاعة هذه الطريقة.
3- كيف تتم عملية البشعة:
ننقل لكم ماورد بكتاب ” عشار الشام” للعامة أحمد وصفي زكريا بقوله:
” البشعة :
هي تلحيس النار المتهم ، أعني عندما تنفذ جميع الأدلة الثبوتية لإظهار المجرم ، يقرر القاضي إرسال المتهم إلى رجل من أهل الطرق الصوفية كالرفاعية وأمثالهم يدعونه ( المبشع ) .
وهذا الرجل يأتي بقضيب عريض من الحديد ويحميه بالنار بحضور المدعي أو وكيله حتى يبلغ أقصى حد من الحرارة ويمسح به لسان المتهم بكل سرعة ولباقة ، ثم يناوله في الحال شربة ماء ، فإذا حصل ضرر في لسانه أعلن المبشع أن لاحس النار مجرم ، وإن لم يحصل ضرر يعلن براءته ، وحينئذ يرفع من تبرأ راية بيضاء وينادي قائلاً ( بيض الله وجه البشع وبيض الله وجه الكفيل ) وهو يعني كفيل المحاكمة .
وهذه البشعة من أغرب الأعمال وأوحشها وأبعدها عن العقل والشرع ، وقد جرت مرة في الكرك ( شرقي الأردن ) أمام أحد الأجانب ، فرفع آلة التصوير وصورها وبعث بها إلى صحف بلاده لنشرها وتشويه سمعة الأمة العربية بها . فحبذا الإعراض عنها بتاتاً .”
انتهى كلام الكاتب.
4- اين تنتشر البشعة في الوطن العربي:
تنتشر البشعة في كثير من البدان العربية وخاصة الأرياف وعند البدو وهي مشهورة في سوريا و الاردن ومصر الى وقتنا الحالي.
5- هل البشعة حرام وهل مذكورة في القرآن :
دار الافتاء في مصر أفتت بأن البشعة ليس لها أصل في الشرع الاسلاي وليست مذكورة لا بالقرآن ولا بالأحاديث النبوية الشريفة.
كما أفتى أيضاً بحرمانية التعامل فيها لما لها من الإيذاء وتعذيب النفس.
مُستَهْدِينَ بقول النبي (ص): «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني”.
6- سر البشعة وكيف تنجو منها:
يكمن سر البشعة حسب ماتم ذكره في طريقة تنفيذها ( والله أعلم) بأن الشخص المبشوع اذا كان كذاباً ربما يقل لعابه وينشف وبالتاي سوف يحترق لسانه عند لسه بالحديد الحمى على النار.
أما كيف تنجو من البشعة فلايوجد طريقة أو فكرة معينة كي تنجو منها سواء كنت كذاباً أو بريئاً حتى .
فالكثير من الناس تصاب بالرهبة عن اجراء البشعة حتى لو كان بريئاً فينشف لعابه فالكثير من الأشخاص لاترغب بحلف اليمين حى لو كان صادقاُ.
لذلك فالأفضل الابتعاد عن هذه الخرافات والأساطير القديمة حتى لو كان كانت صحيحية بنسبة 1%.
7- ماهي الأدوات المستخدمة في البشعة:
كل بلد يستخدم معدناً أو أداة معينة لكشف للبشعة , فبعض البلدان تستخدم الخنجر وبعضها يستخد قضيب معدني بنتهي بقطعة معدنية مدورة تشبه الملقة الكبيرة.
8- أضرار البشعة:
أضرار البشعة تتضمن الايذاء للسان والمجتمع فهي تؤذي اللسان عند كويه بالنار .
وتؤذي المجتمع بنشر مثل هذه الخرافات البعيدة عن الدين والعقل.
ثانياً: طريقة كشف الكذب ب ” الطاقة” عند النصيريين ( العلويين ) في سوريا:
1- ماهي الطاقة:
هي نافذة بدون غطاء أو فتحة في جدار بقياس 32 سم+23 سم.
2- أين تقع الطاقة:
تقع الطاقة في مقام الشيخ “يوسف ربعو” في قرية ربعو قرب مدينة مصياف في محافظة حماه في سوريا.
3- من هو الشيخ”يوسف ربعو”:
يقول الناس أهل هذه المنطقة ( بدون مصدر موثوق) أن من قام بعمل هذه الطاقة وهذا الاختراع هو الشيخ يوسف بن عفيف الدين، من آل جعفر بن أبي طالب، المعروف شعبياً بلقب “أبو طاقة” في قريه “ربعو”، الذي توفي عام 450 للهجرة.
4- ماهي محكمة أبو طاقة:
نقلاُ عن بعض منشورات أتباع أو مصدقين هذه الطريقة في تعريف الطاقة :
” فهي كوّة صغيرة في حائط المقام من الجّنوب استعملت لبيان أظهار حقوق النّاس ممّن كان له حقّاً بذمّة الآخر أو لبيان السّرقات وبيان كلّ تهمة وجريمة غير معروف فاعلها واشتبه بأيّ شخصٍ وأراد أن ينكر فعله وليس عليه بيّنة.
سيؤخذ بحكمها بشرط موافقة جميع الأطراف على الاحتكام إليها. قد ينقذك أبو طاقة أو يهلكك. قد تولد من طاقته أو تموت.
ويأتي إليها الناس من جميع أنحاء سوريا للفصل القاطع في قضيه ما، نزاع أو سرقة أو حتى جريمة قتل. فيقسم المتهم أمام صاحب الحق على كتاب دينه، بغض النظر عن مذهبه، ثم يُدخل جسده في فتحة الطاقة المتصلة بداخل المقام.
فإن كان صادقاً يتمكن من الخروج من فتحة الطاقة المطلة على خارج المقام مهما كان جسده ضخماً، أما إذا كان كاذباً فان الطاقة ستضيق عليه وتحجزه مهما كان جسده نحيلاً، ولن يتمكن من الخروج إلى أن يقول الحقيقة.
عند التجوال في المناطق الجبلية وفي الساحل السوري، تسمع آلاف القصص عن إتخاذ الكثير من القضاه السوريين من شهاده أبو طاقة، شهادهً صادقة، صحيحة، مثبتة، في قضايا مهمة، منها جرائم القتل.
وتسمع قصصاً عن أن القاضي لا يطلق حكماً ثابتاً غير قابل للطعن او الاستئناف إلا بعد قيام الشرطة بأخذ المتهم وصاحب الدعوى إلى المزار ليقسما امام حشدٍ من الناس، هم أهل القرية والقائمون على خدمه المزار، فتكون كلمة الفصل للطاقة.”
5- سر الطاقة :
لايوجد تفسير علمي لهذه الظاهرة سوى أن الممطلوب منه المرور عبرها ربما يصاب بتشنج في الكولون وانتفاخه وبالتالي لايستطيع المرور منهاز
اما غير ذلك فيبقى من ضمن الخرافات والخزعبلات التي لايمكن تصديقها ولو أن الكثير من أهالي المنطقة هناك يصدقوها تماماً حسب ماشاهدناه من تعليقاتهم في منشورات الفيسبوك.
ووصلت درجة التصديق للدعوة للذهاب الى هذه الطاقة لمشاهدة ذلك بنفسك, لكن ألم يسأل متبعي ومصدقي هذه الطريقة ماهي الحل في حال كان المتهم سميناً؟؟!!
فالفيديوهات المنشرة في الانترنت هي لفتاة متهم بالزنا ولشاب متهم بالسرقة وهما من ذوي الأجسام النحيفة, ومن المستحيل أن يمر عبرها شخص سمين أو مصاب بعجر لأن الموضوع يتطلب لياقة.
والأكثر دهشة بالموضوع حسب ماشاهدناه في الفيديوهات هو مساعدة الشخص على الخروج من الطاقة وسحبه منها؟؟؟ فكيف يمكن تصديق هذه الطريقة إذن.
6- موقف الحكومة السورية وتعاليم الطائفة النصيرية حول الطاقة:
في الأصل فإن تعاليم الطائفة النصيرية تبقى سراً ولايوجد مجاهرة بها أو نشر لها حتى على طائفتهم نفسها.
فالتعاليم الدينية لديهم لاتلقن للشخص الا اذا وصل لسن الأربعين وضمن إجراءات محددة سرية.
ويقول أحد المواقع الالكترونية أن بلدية المنطقة التي يوجد فيها الطاقة سوف تحكم بتغريم الشخص الذي يقوم بتصوير الطاقة ونشر الصور أو ي عنها.
وفي نهاية المقال عن البشعة والطاقة لايسعنا الا الدعوة لتحكيم العقل والمنطق في مثل هذه الأمور التي تشوه سمعة الأديان والشعوب.