في بيان العقيدة المسيحية لا بد لنا أن نتحدث عن :
1 – التثليث :
وان خلاصة فكرة التثليث التي هي جوهر المسيحية اليوم هي أنهم يؤمنون بإله واحد أب واحد خالق الأرض والسماء ويسوع هو الابن الوحيد المولود من الأب قبل الدهور من نور الله إله حق من إله حق مساوي للأب في الجوهر والذي به كان كل شيء والذي من أجلنا نحن البشر من أجل خطايانا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس وصلب عنا في عهد بلايطاس الملك وتألم وقبر وقام من الأموات في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وجلس على يمين الرب أباه .
وهذا هو جوهر المسيحية بعد المسيح عليه السلام وهذا الكلام لا يختلف عليه أحد من النصارى اليوم ولكن هناك فرق مسيحية تنادي بتوحيد الله وان عيسى عليه السلام لم يكن سوى بشراً اصطفاه الله تعالى وأرسله الله برسالة إلى اليهود
ومن هذه الفرق الموحدين والموجودة حاليا امريكا .
ويقول برسوم ميخائيل في تعريف الأقانيم :
وقد اصطلح المسيحيون من الأجيال الأولى على تسمية هذه التعينات بالأقانيم والمفرد أقنوم وهي كلمة سريانية تدل على من له تميز عن سواه بغير انفصال عنه ؛ ويفرق بين أقنوم وبين كلمة شخص أن المراد بالأشخاص الذوات المنفصلة احدهم عن الآخر أما الأقانيم فذات واحدة وهي ذات الله الذي لا شريدك له ولا تسطير على حد تجده .
وعلى اللاهوت المسيحيون يدللون على وجوب التثليث في ذات الله بقولهم ان لله صفات أزلية مثل السمع والعلم والبصر وان هذه الصفات كانت موجودة في ذات الله أزلاً ويسألون سؤالاً هل كانت هذه الصفات عاملة ام معطلة ؟
ويجيبون بقولهم لا بد أن تكون هذه الصفات عاملة والدليل على مباشرة عملها لا بد ان يكون هناك ذات اخرى منفصلة عن الله لكي تباشر هذه الصفات عملها عليها والذات الأخرى الابن المولود أولاً وقبل الدهور وهناك بعض النصوص التي أوردوها وجعلوها دليل على التثليث وأن التثلييث غير منفصل عن التوحيد الذي ورد ذكره في المهد القديم بقول الله الواحد أو كلمة الله .
وبذلك يجعلون التثليث والتوحيد شيء واحد لا ينفصل ؛ ومن النصوص التي يجعلونها دليل على التثليث في الأناجيل ما ورد في إنجيل يوحنا ؛ الإصحاح الأول 1- 5:
” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله مكل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء والكلمة صار جسد وحل بيننا ورآينا مجد سمي للوحيد من الأب مملوء نعمة حقاً ” 5
وورد في إنجيل متى ؛ الإصحاح الثالث 17 :
” وصوت من السماوات قائلاً هذا هوابني الذي به سررت” .
وورد في إنجيل متى ؛ الإصحاح الثامن 23 -27 :
” ولما دخل السفينة تتبعه تلاميذه وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر حتى غطت الأمواج السفينة وكان نائماً . فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيد نجنا فإننا نهلك فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان . ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيماً . فتعجب الناس قائلين أي إنسان هذا فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه ” .
وعلماء اللاهموت يقولون بان هذه الآيات دليل على إظهار يسوع بأقنومين الناسوتية عندما كان نائماً واللاهوتية عندما نهر البحر والرياح فهدأً البحر وهدأت الرياح أيضا
2- الفداء :
هذه النقطة نلخص فكرة الفداء العقيدة المسيحية وهي كالتالي :
تتلخص فكرة الفداء بان الله خلق آدم وحواء وأمرآدم ان بأاكل كل شيء في الجنة ما عدا الأكل من الشجرة ولكن آدم وقع في الخطيئة وأكل منها فغضب الله عليه وانزله إلى الأرض وبسقوط آدم في الخطية جعل ذريته من بعده بعيدين عن الله قريبين من الشيطان وأفعاله ولأن الله من صفاته المحبة أراد أن يقرب عباده إليه بأن يفديهم عن هذه الخطية بارسال ابنه الحبيب إلى الأرض لكي يكون فداء للبشرية ورضي أن يصلب ويتعذب ويتألم من أجل فداء البشرية ثم مات ومكث في قبره ثلاثة أيام ثم رفعه الله إليه في اليوم الثالث والآن هو جالس بجوار الرب أبيه .
وعلماء اللاهوت المسيحيون يقولون بأن الفرض من الفداء والغاية منه وضع جميع أعداء الله تحت قدميه وإظهار صلاحه غالباً على جميع الشرور وأن يصلح بابنه ما أورثه السقوط من الخراب وأن يجمع به كل الأشياء وأن يكمل مجد جميع المختارين بالمسيح مجداً ازلياً لم ثره عين ولم تسمع به اذن .
ودليل الفداء عندهم من الأناجيل :
1 ” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ” يوحنا الإصحاح الأول
2- ” هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ” يوحناالإصحاح 22
3 -“اذهبوا إلى العالم واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ” مرقس الإصحاح 16- 15 .
وبالرغم من أن عملية الفداء كانت للبشرية كلها كما يعتقدون إلا انهم يقصرون الفائدة منها على الذين يدخلون في بشارة المسيحية ويدللون على ذلك بما ورد في إنجيل مرقس الإصحاح 10 – 45 : ” ليبذل نفسه فدية عن الكثيرين ” .
3- الصلب:
إن عملية صلب المسيح والفداء متلازمتين فالصلب كان نتيجة للفداء والمسيحيون يعتقدون أن المسيح قد صلب وتألم وتعذب بنفسه هو ذاتاً ؛ ومكانة الصليب في المسيحية كبيرة ؛ فالصليب في المسيحية له مكانةكبيرة جدا وعلى كل معتنقي المسيحية أن يحملوه ويقدسوه غاية التقديس فلا يكاد بيت يخلو منه على الإطلاق ولا يكاد مسيحي لا يحمله وهو عندهم إشعار بإنكارالتفس واقتفاء أثر المسيح والسير وراء مخلصهم وفاديهم .
فالتئليث والصلب ؛ والفداء هم جوهر المسيحية ولبها فالتثليث أدخل على المسيحية بعد وفاة عيسى عليه السلام ولم يدخل جملة واحدة بل دخل إلى المسيحية أولاً عن طريق بطرس اليهودي الذي أراد أن ينقض المسيحية من جذورها فقام بإدخال التثليث عليها حنى ييعدها عن أصلها الحقيقي وهو توحيد الله تعالى , وبعده جاء دور المجامع الكنيسية التي أقرت الوهية المسيح
وتلك المجامع هي :
-1 مجمع نيقية عام 325م وفيه تقررالقول بتحريم كل قول يقول بوجود زمن لم يكن ابن الله موجود فيه وأنه لم يوجد قبل أن يولد ؛ وقرار المجمع الوهية المسيح وانه من جوهر الله وأنه قديم بقدمه .
2- المجمع القسطنطيني الأول 381م وتقرر فيه أن المسيح إله ابن الله وأه جوهر قديم من جوهر الأب ولم يتعرض هذا المجمع للروح القدس أهي إله أو روح .
3- مجمع افيس الأول 431 م وقررالمجمع أن مريم العذراء والدة الله وان المسيح إله حق وإنسان معروف بطبيعتين متوحد في الأقنوم .
4ه مجمع خليقدونية 541م وفيه تقرر بان المسيح له طبيعتان واقنوم واحد ووجه واحد فهو مع أبيه بطبيعة إلهية ومع الناس بطبيعة إنسانية .
وهناك الكثير من المجامع الأخرى التي صاغت كثير من افكار العقيدة المسيحية .