الحمار هو لقب الخليفة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وكان آخر خلفاء العصر الأموي.
ولقب بهذا اللقب لما عرف عنه من صبره وعمله الدؤوب الذي لا يتوقف ضد الفتن ومحاربة الخارجين عليه ،
فكانت اضافة هذا اللقب عليه بهدف تذكير أعداءه بأنه يتحمل المشقة لمطاردتهم ومقاتلتهم حتى القضاء عليهم ،
ويقال أنه بطل شجاع داهية رزينا جبارا دوخ الخوارج بالجزيرة
وقيل : أن العرب تسمي كل مائة عام حماراً ، فلما اقترب ملك بني أمية على المائة لقبوا مروان بالحمار ،
لكن ما حدث هو العكس فقد كانت الدولة الأموية على وشك الانهيار منذ زمن يزيد وقد حاول جاهداً الخليفة مروان الملقب بالحمار القضاء على والفتن الاضطرابات التي تلت بداية فترة حكمه،
لم يستطع الوقوف في طريق الفتن الأخرى التي عصفت بدولته، خاصة عندما عمت أرجاء البلاد ، التي قام بها أتباع العباسيين ضده فقد طاردوه من مكان لآخر حتى قتلوه في منطقة (أبو صير ) بصعيد مصر .
وبما أنه قد حدثت اضطرابات وفتن في زمانه فقد خرجت المدن عن حكمه ومنها حمص فذهب لحصارها وهذه قصته في حصار حمص :
قال عامر الطائي : كنت بحمص يوم حاصر مروان حمص أربعة أشهر أو نحو ذلك حتى خلص إليهم الجوع والعطش وضاق من فيها حتى أرادوا مصالحته ،
فكان مروان يأمر قوما يحفرون خارج المدينة فإذا أخذوا في الحفر تحت سورها حفر بحذاهم من داخل المدينة قوم آخرون من أهل حمص حتى يلتقوا في الأسراب وكان لأهل حمص نبطي في المدينة إذ أخذ أصحاب مروان في الحفر أمر من في المدينة أن يحفروا بحذاهم فلا يزالون يحفرون حتى يلتقوا وربما سقط عليهم حفيرتهم فيموتون جميعا
وكان مروان لا يأمر بالحفر عليهم من موضع إلا حفروا داخل المدينة بحذاهم فقيل لمروان في المدينة نبطي لا يحفر عليهم من خارج حفرا إلا أمرهم فحفروا بحذانا حتى نلتقي نحن وهم فيها
قال فدس مروان إلى النبطي فأطعمه في مال يوصله إليه فأبى النبطي أن يخرج إليه فلما أيس من النبطي قال اقطعوا عنهم كل ماء يصل إليهم من وجه من الوجوه
فلما علم أهل حمص بذلك أقاموا على سورهم رجلا أسود عريان بحذاء عسكره فناداهم فقال يا مروان إن كنت عطشانا أسقيناك وإن كنت جائعا أطعمناك وإن كنت تريد أن نفعل بك كذا وكذا فعلنا بك فاحفظ عسكرك لا يغرقك ما يرسل عليك من الماء
ثم نادوا في المدينة أن يرسلوا الحريس نهر لهم يجري إلى خارج المدينة يخيف المدينة وقدرها فصبوا فيه الماء من من الآبار فخرج منه على عسكر مروان ماء جرارا فلما مر بعسكر مروان فزعوا منه فقال مروان ما هذا ؟
قالوا ماء أرسلوه عليك من مدينة حمص أهل حمص فقال ظننت أنه قد وصل إليهم العطش وعندهم من فضول الماء ما يخاف على عسكرنا منه الغرق ارتحلوا فارتحلوا عنهم.