وهي العملية التي تتغير بِها الكائنات الحية بمرور الوقت؛ كنتيجة للتغيرات في السمات الجسدية أو السلوكية الوراثية، بحيث تسمح للكائن الحي بالتكيّف بشكل أفضل مع بيئته، وتساعده على التكاثر والبقاء بواسطة ما يسمى ب(الانتخاب الطبيعي)،
وصاحب هذه النظرية الملحد(تشارلز روبرت داروين) عالَم تاريخ طبيعي وجيولوجي بريطاني، ولد في إنجلترا عام 1809 ، توصل إلى فكرة أن الأنواع تتطور وتتغير عبر السنين، وقد تطورت هذه النظرية وأثارت جدلًا بين العلماء،
وبعد مرور ( 162 ) عاماً على نشوء هذه النظرية، قدم العلماء الأميركيون دليلا علميا على أن هذه النظرية كانت خطأ، وذلك بكشف فريق عالمي من علماء أصول الجنس البشري من جامعتي (كين ستيت) و(كاليفورني) النقاب عن أقدم أثر معروف للبشر على وجه الأرض، وهو هيكل عظمي إثيوي يبلغ عمره حوالي أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة، وأثبت هذا الفريق أن البشر لَم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قردة الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد، وكان هذا الاكتشاف العلمي ضربة قوية لَهذه النظرية.
وقد كانت هذه النظرية من شُبه الملحدين التي استدلوا بِها على إلحادهم، أي ارتقاء المخلوقات وتطورها في خلقها من شكل إلى آخر تلقائيا، صحيح يوجد كثير من أوجه الشبه بين بعض الكائنات كالإنسان والقرد، ومع ذلك بقي كل كائن كما هو، وهذا لا يلزم من وجود الكائن الأول أن الكائن الذي يليه تولّد عنه، فلا يصح أن يقال: إن الإنسان تولد عن كائن آخر سبقه في الوجود، وإلاّ لزم التسلسل، واستمر هذا التطور والتغيير إلى اليوم، وهذا لمَ يحصل أبداً.
صحيح يوجد بعض الكائنات الحية تملك قدرة على التكيف مع الظروف؛ كظهور المناعة لمقاومة الأمراض في الأماكن البعيدة عن مراكز المدن، أو تغير لون الجلد بسبب الحرارة وأشعة الشمس، أو صلابة الأجسام والعظام في الأماكن الجبلية، لكن السبب في هذا التكيف يدل على قدرة خالق رحيم بِهذا الكون وهذه المخلوقات لبقائها منتفعة بِهذا التكيف وعدم انقراضها،
فأي دليل للملاحدة في هذا على عدم وجود خالق؟ ولماذا لا يكون العكس؟
وهذه رغم دلالتها على وجود الخالق، إلا أنهم نظروا لَها من جانب آخر بعيدا عن الفهم العلمي البيولوجي السليم، فزعموا أن أنواع الحياة قد وجدت نتيجة لَهذه النظرية، ولو فرض وجود خالق لَهذه الحياة فلا يمكن أن يخلقهم على أشكال مختلفة تتطور في الحجم والنوع، سواء في الإنسان أو الحيوان أو النبات، بل يخلقهم مرة واحدة، كل صنف في تمام شكله ونوعه، بل زعموا أن المخلوقات تطورت بنفسها، وأن بقاءها يعود إلى قدرتها على التكيف مع الظروف التي تحيط بِا على مر العصور.
إن ما يزعمونه من تطور المخلوقات بنفسها على مر العصور والأزمان. إن هو إلا خرافات سخيفة.
فالإنسان الذي يعيش في المدن يعتمد على بناء البيوت من الإسمنت.
باستعمال المواد العازلة للحرارة والبرودة.
ولو كان هذا التطور صحيحا.
كنا وجدنا الإنسان (الأسكيمو) في القطب الشمالي. وهو يبني بيته من الثلج !
ويبقى في حاله وشكله على مر العصور والأزمان.
لمَ يتحول إلى دبّ قطبي!
أو ينمو على جسده فرو أبيض يحميه من البرودة القاسية!
لو كان هذا التطور صحيحاً؟
لأدى هذا إلى أن تصبح النملة في الصحراء جملاً كبيراً !
أو تصبح الدودة في الغابة فيلاً ضخماً!
فما الذي يمنعها إذا كان قانون التطور يجيز ذلك؟
وقد مرت ملايين السنين ولا تزال النملة هي النملة، والجمل هو الجمل، والإنسان هو الإنسان، لَ يتطور من قرد إلى إنسان إلا عند (داروين) الملحد الذي أصبحت نظرياته محل سخرية العقلاء.
أما إذا كان الارتقاء بمعنى أن الإنسان والحيوان يكون في أوله صغيراً ثم يكبر شيئا فشيئا إلى أن يكتمل؛ فهذا أمر حقيقي مشاهد، وهو يدل على وجود خالق عظيم، يرتقي بالمخلوقات حسب حاجتها ومصالحها، فالطفل المولود لو كان له أسنان حادة من أول يوم لما أرضعته أمه، ولو ولد شاباً قوياً لافتقد حنان أمه وأبيه، وانعزل عنهما من أول لحظة، ولكن الملاحدة قلبوا الأمر كله، فجعلوا ما كان دليلا على قدرة الخالق وحكمته في تطور الخلق، جعلوه دليلا على إنكار وجوده!!؟؟
إن الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء، وكل ما يقوم به الإنسان من سلوك هو عبارة عن شَيء مكتسب من البيئة المحيطة به، يحمل في هيكل جسمه ختماً وطابعاً يستحيل تغييره من أصله، هكذا كان، وما زال، وسيظل.