الشيعة Shiites
تیار من أهم التيارات الفكرية الدينية التي لعبت – ومازالت – دورا مهماً على مسرح الفكر الديني والسياسي، وتعد الشيعة من أقدم الفرق، إذ هم الجماعة ” الذين شایعوا الإمام علي – رضي الله عنه – بعد موت النبي محمد – ص – ونادوا بإمامته .
وقد أطلقت كلمة الشيعة مراداً بها الأتباع والأنصار والأعوان، قال الأزهري: “والشيعة أنصار الرجل وأتباعه، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة” .
وقال الزبيدی: “كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وكل من عاون إنسانا وتحزب له فهو شيعة له”.
بعد مقتل على – رضي الله عنه – على يد أحد الخوارج، خرج من صفوف المسلمين من يدعي عبد الله بن سبا، وكان يهودياً من اليمن، ولكنه تظاهر بالإسلام نفاقاً، وقال: إن رسول الله – – حينما خرج إلى تبوك خلف علياً، وكان على لا يتخلف عن غزوة، فقال علي للرسول -ص – أتخلفني في النساء والصبيان؟ فأجابه الرسول : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبی بعدي؟ ويوضح عبد الله بن سبا أن الرسول يريد بذلك أن يوصی لعلى بالخلافة ولكن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا مغتصبين للخلافة.
وقد سميت الجماعة التي تبعت عبد الله بن سبأ بالسبائية نسبة إليه، وقد رأت هذه الجماعة أن علياً لم يقتل ولكن شبه له، وأن علياً حي وسيعود يوماً وسيوحد الأمة بعصاه ويملك الأرض.
تعتقد هذه الفرقة بأن الأئمة آلهة وملائكة وأبناء رسل، وقالوا بتناسخ الأرواح، وإبطال القيامة والبعث والحساب والنار .
وعموما تفرقت الشيعة إلى عديد من الفرق يصعب حصرها، وقد يرجع السبب في افتراقهم إلى اختلاف نظرتهم إلى التشيع، منهم الغالي المتطرف الذي يسبغ على الأئمة هالة من التقديس، وعلى من خالفهم أحط الأوصاف وأشنع السباب بل وإطلاق الكفر عليهم، ومنهم من اتصف بنوع من الاعتدال فلا يرى أن المخالفين لهم كفار وإن كانوا على خطأ.
وقد قسمهم الرازي إلى طوائف :
الزيدية، الإمامية، الكيسانية (الغلاة).
وتفترق الزيدية إلى ثلاث طوائف:
(الجارودية) أتباع أبي الجارود، وهم يطعنون في أبي بكر وعمر . وهم يرتبون الأئمة ابتداء بعلی – رضي الله عنه – ثم ابنه الحسن ثم الحسين، ثم هي شوری بعد ذلك بين أولادهما.
( السليمانية) أتباع سليمان بن جرير، وهم يعظمون أبا بكر وعمر، ويكفرون عثمان.
( الصالحية) وهم أتباع الحسين بن صالح، وهم يعظمون أبا بكر وعمر، ويتوقفون في حق عثمان.
أما الإمامية فهم فرق:
(الأولى): يقولون إن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا وأن المقتول جنی يرى في صورة على، وأن على صعد إلى السماء، وأن الرعد صوته والبرق سوطه، وإذا سمعوا صوت البرق قالوا: عليك السلام يا أمير المؤمنين.
( الباقرية): يقولون إن الإمامة بلغت إلى محمد بن على الباقر، وهو لم يمت لكنه غائب.
(الناموسية): يقولون إن جعفر لم يمت لكنه غائب، وهو الإمام.
(العمادية): يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق هو ولده موسی.
( الشمطية): يقولون إن الإمام بعد جعفر الصادق ولده محمد بن جعفر .
( الإسماعيلية): سيأتي الحديث عنها مفصلاً.
( الممطورية): يقولون إن موسی بن جعفر لم يمت بل هو غائب، وقد سموا بهذا لأنهم لما أظهروا هذه المقالة قال لهم قوم: والله ما أنتم إلا كلاب ممطورة( اي مبتلة).
( الجعفرية): نسبة إلى جعفر بن محمد الصادق، يقولون إن الإمامة انتقلت من الحسن العسكري إلى أخيه جعفر.
أما الغلاة فهم فرق كثيرة منها:
(السبائية): أتباع عبد الله بن سبا، وكان يزعم أن عليا هو الله تعالى. وهو أول من أسس التشيع على الغلو في أهل البيت .
(الخطابية): يزعمون أن الله تعالى حل في علي، ثم في الحسن، ثم في الحسين، ثم في زین العابدين، ثم في الباقر، ثم في الصادق. وتوجه هؤلاء إلى مكة في زمن جعفر الصادق وكانوا يعبدونه ، فلما سمع الصادق بذلك فأبلغ ذلك أبا الخطاب – رئيسهم – فزعم أن الله تعالى انفصل عن جعفر وحل فيه ، ثم قتل .
( المغيرية): أتباع مغيرة بن سعيد العجلی، ادعي الإلهية، وتم حرقه بالنفط والنار.
(المفوضية): قوم يزعمون أن الله تعالى خلق روح على وأولاده، وفوض إليهم فخلقوا الأرضين والسماوات.
( الغرابية): قالوا: علي محمد أشبه من الغراب بالغراب، وقالوا: إن الله تعالی أرسل جبريل إلى علي، فغلط جبريل وأدى الرسالة إلى محمد التأكد المشابهة بين على ومحمد.
( النصيرية):
زعيمهم محمد بن نصير النميري، ادعى النبوة، ثم ادعی الألوهية، يزعمون أن الله تعالى كان يحل في على في بعض الأحيان، وفي اليوم الذي قلع على باب خيبر كان الله تعالى قد حل فيه . يشاركون باقي فسرق الشيعة في بعض الأعياد، بيد أن لهم أعيادهم الخاصة التي يحتفلون بها، ومن أهمها : عبد الغدير : يحتفلون به في ۱۸ من ذي الحجة كل عام، وعيد عاشوراء : يحتفلون به في العاشر من المحرم كسائر فرق الشيعة، وهو ذكرى استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – في كربلاء، لكن الشيعة النصيرية تعتقد أن الحسين لم يمت بل أختفي وسيعود كعيسى عليه السلام، وعيد المهرجان : ويحتفلون به في أول الخريف من كل عام، وعيد النيروز: ويحتفلون به في أول الربيع من كل عام. بالإضافة إلى مشاركة النصيريون في بعض أعياد النصاری مثل : عيد الغطاس، وعيد السعف.
( الكيسانية):
يتزعمها المختار بن أبي عبيدة الثقفي وكيسان، الذي يقال إنه كان مولی علي بن ابی طالب. وقد ذهبت إلى القول بأن محمد بن الحنفية أحق بالإمامة من أخويه الحسن والحسين، وقد ذهبت الكيسانية إلى القول بتجويز البداء على الله، ومن المعلوم أن البداء يعني أن يخلف الله وعده ، ويغير من إرادته ، حيث يبدو له فيما بعد أمر فيعيد النظر فيه. وهؤلاء يفترقون فرقاً: (الروندية): أتباع أبي هريرة الروندی، يزعمون أن الإمامة كانت حقا للعباس. والهاشمية، والكربية، والمختارية، وغيرها كثير.
وبصفة عامة الشيعة لا يؤمنون بأی حديث إلا إذا رواه أحد أهل البيت، أما ما رواه باقي الأئمة فهم ينكرونه ، يعتمدون على كتبهم فقط مثل كتاب نهج البلاغة، والكافي وغيرها. لا يعترفون بالإجماع إلا إذا كان من علمائهم، والصلاة بدون صورة كاملة باطلة.