الفرق بين الكفر والشرك والالحاد

سباب الإلحاد عند الشباب

الفرق بين الكفر والشرك والالحاد

الكفر، هو إنكار النعمة، وهو اسم يقع على ارتكاب مجموعة من المخالفات والانحرافات التي تتعارض مع طبيعة الحياة السليمة في هذا الكون والفطرة البشرية فيه، أهَّها إنكار خالق حقيقي لَذا الكون، أو إيجاد شريك له في الخلق، ومنها إنكار أنبياء ورسل وكتب سماوية، ومخالفة تعليمات جاءت بِها، وغير ذلك مما يطول الكلام فيه.

فالكفر خصال كثيرة، وكل خصلة منها ضد الإيمان؛ لأن الإنسان إذا فعل خصلة من الكفر فقد ضيّ ع خصلة من الإيمان.

أما الإلحاد في المفهوم المعاصر، يعني تعطيل الخالق وإنكار وجوده، وعدم الاعتراف به، وأن العالَم وما فيه قد جاء بمحض الصدفة، وهذا مناف للفطرة البشرية والعقل والمنطق السليم، ومناقض لبديهيات العقل ومسلَّمات الفكر.

أما الشرك فهو يتضمن الإيمان بالله وبوجوده والإقرار به، ولكن يشمل أيضا الإيمان بشريك له في خلقه، يخلق أو يرزق، أو ينفع أو يضر، أو بشريكٍ يُصرف له شَيء من العبادة محبة وتعظيماً.

وبالتأمل نجد ما يدلنا على سوء حال هؤلاء.

ألا ترى أن اليهودي لا يسمى ملحداً وإن كان كافراً، وكذلك النصراني؟

فالشرك هو إيجاد آلَة مع الله أو ما يوصله إليه، على وجه التعظيم له والمبالغة في صفته وما في هذا المعنى، فهو بمنزلة الكافر لَها.

ورغم ذلك كله، فالملحد الجاحد المكذِّبُ بوجود الله ورسله واليوم الْخر؛أعظمُ كفرا وأشنعُ مقالةً من الذي آمن بالله وأقرّ به، ولكنه أشرك معه شيئاً من خلقه، فالأولُ معاند مكابر إلى الحد الذي لا يتصوره الفكر ولا تقبله الفطرة، وينتكس عقله إلى حد لا يخطر على البال، ومع ذلك، ومع وجود هذه الظاهرة في قرارة أنفس الملحدين، إلا أن كثيرا من المفكرين وعلماء النفس قرروا أن الملحد إنما يظاهر بإلحاده، وهو في باطنه مُوقِن بإله خالق.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ما معناه: الكفر عدم الإيمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب أو لَم يكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله، حسداً أو كبراً أو إتباعا لبعض الأهواء، وإن كان الكافر المكذب أعظم كفراً، كذلك الجاحد حسدا وكبرياء. فالكفر والإلحاد، كلمتان لطالما سببتا الرعب وبثتا الذعر في نفوس الناس على مرّ التاريخ، رغم أنهما مجرد كلمتين، فهما مثل (الشيفرة) التي يمكن أن تعني أشياء مختلفة بالنسبة لأناس مختلفين في أوقات مختلفة، طبعا في الزمن القديم كان لَهذه الكلمة مفعولَها السحري والمدمر، أما اليوم فإنها لا تحمل أكثر من مجموع حروفها، وفي الكثير من مجتمعات العالَم المعاصر، أصبحت خارج التداول.

فالإلحاد بالله: ليس هناك إلحاد في حقيقة الأمر، لأن الإنسان لا يمكنه أن يلحد بشيء لا يعرفه، وحتى تلك المعرفة الشكلية التي قد يتحدث عنها بعض الناس، فهي في الغالب لا تأتي من تجربة شخصية، وإنما مما قرأه الإنسان في الكتب.

 كذلك ليس هناك إيمان مجرد حقيقة، لأن الإنسان لا يمكنه أن يؤمن بشيء لا يعرفه، ما يؤمن به هنا هو مجرد صورة متخيلة لما قرأه أو سمعه، لَذا، كان لا بد من وجود قناعات في داخل الإنسان بضرورة التصديق بالغيبيات والكتب السماوية والأنبياء والرسل من خالق هذا الكون، ليس من أجل توسيع خيال وأوهام، إنما من أجل تحقيق استقرار نفسي وعاطفي للإنسان، وتحقيق الأمان والاطمئنان في داخله، إذ لا يمكن الحصول أو الوصول إلى هذه النتائج إلا بالتوجيهات من الخالق الحقيقي لهَذا الكون.

Scroll to Top