منازل عنزة
تشغل قبيلة عنزة في الشامية براري حلب وحماة وحمص وتدمر ودمشق ؛ وفي الجزيرة الفراتية براري قضاء الرقة ويصل نفوذها إلى جبل عبد العزيز والخابور من الشرق ،
إلا أن هذا الامتداد تنازعها عليه قبيلة شمر ، ولبعض رؤسائها ( کالأمير مجحم بن مهيد ) قرى عديدة وأملاك واسعة في أنحاء حلب ، وفي الشرق الأقصى من قضاء جبل سمعان ، فأصبحت هذه الأنحاء أيضا منطقة نفوذ لعنزة .
وكانت العشائر الشامية نصف البدوية كلها أو جلها تدفع الخوة إلى عنزة ، ثم انتقضت عليها الواحدة تلو الأخرى ، وتخلصت من نفوذها ، وأول العشائر التي صارعت عنزة ( ونخص بالذكر العمارات ) هي عشيرة العقيدات التي سنأتي على ذكرها في بحث عشائر الفرات ، ثم تبعتها عشيرة البو شعبان وهكذا ،
أما العشائر الصغيرة التي لم تزل تسير في ركاب عنزة فهي : اللهيب والوهب والبو خميس والكبار والعمور والأبو جرادة وغيرها في شمالي الشام ، وأكثر عشائر ألوية دمشق وحوران وجبل الدروز وعجلون في جنوبي الشام ، ويمثل عنزة في المجلس النيابي الشامي خمسة نواب ، هم عن ضناً عبيد مجحم بن مهيد وعبد العزيز الكعیشیش وراكان المرشد ، وعن ضناً مسلم فواز الشعلان وثامر الملحم ،
وليس لغير عنزة في بلاد الشام من النواب مثل هذا العدد ، فشمر مع أهميتها لها نائبان في المجلس ،
ومن الفروق بين عنزة وشمر أن أصغر رعاة عنزة يجير على أعظم سید من سادات القبيلة ، بينما في شمر لا يجسر أي شمري أن يجير على كبرائهم المعروفين بآل محمد ( آل الجربا)
هذا مجمل ما استطعنا أن نعثر عليه من تاريخ عنزة وجغرافيتها في الجملة ، على رغم قلة المصادر ، وندرة الحافظين والعارفين هذا التاريخ وأمثاله ، واختلاف أقوالهم ،
جدول نسب قبيلة عنزة
وإلى القارئ في الأبحاث الآتية وصف خاص لكل من عشائرها التي تقدم الكلام على تفريعها ، مع ما وصل إليه علمنا واستخبارنا من ترجمة رؤسائها ، وسيرتهم وأثره في خدمة عشيرتهم ، ذلك لأن تاريخ كل عشيرة تابع لعمل هؤلاء الرؤساء تبعية غير منفصة ، ويعلو هذا التاريخ بحسن هذه السيرة ويهبط بعکسها ، وفي الأسطر التالية جدول يشرح أصول عنزة وفروعها .
تقسيم عنزة بحسب مواقعها الجغرافية :
عنزة العراق – العمارات ( الجبل والدهامشة ) ، عنزة الفرات والجزيرة – الفدعان ( الولد والخرصة ) ، عنزة حماه – الأسبعة ( البطينات والأعبدة ) ، عنزة حمص – الأحسنة ، عنزة دمشق وحوران – الروالة والولد علي والمحلف ، عنزة الحجاز – الأيدة والفقرا .