هذه الرسالة كتبها ولد في المشفى وأرسلها لأبيه وهذه المشفى هي مشفى حقيقية في غرناطة والرسالة حقيقية أيام العز الاسلامي فيها وهل تعلم أن هذه المشفى هي نموذج وكان في غرناطة وقتها خمسون مشفى وكان أمثال هذه المشافي يمتد من ايران وحتى المغرب العربي

أبتي الحبيب
تسألني ان كنت بحاجة الى نقود- فأخبرك بأني عندما أخرج من المشفى سأحصل على لباس جديد وعشرة دنانير ذهبية حتى لا أضطر الى العمل حال خروجي مباشرة فلست حاجة الى أن تبيع بعض غنمك أو أبقارك ولكن عليك بالإسراع في المجيئ اذا اردت أن تلقاني هنا – اني الان في قسم الاستشفاء بقرب قاعة الجراحة – وعندما تدخل من البوابة الكبيرة تعبر القاعة الخارجية الجنوبية وهي مركز العيادات حيث أخذوني بعد سقوطي وحيث يذهب كل مريض اول ما يذهب لكي يعاينه الاطباء والمساعدون وطلاب الطب – ومن لا يحتاج الى معالجة دائمة في المشفى تعطى له وصفة فيحصل بموجبها على الدواء من صيدلية المشفى .
– واما انا فقد سجلوا اسمي هناك بعد المعاينة وعرضوني على رئيس الاطباء ثم حملني ممرض الى قسم الرجال فحممني حماما ساخنا وألبسني ثيابا نظيفة من المشفى وحينما تصل ترى الى يسارك مكتبة ضخمة وقاعة كبيرة حيث يحاضر الرئيس بالطلاب – واذا نظرت ورائك يقع نظرك على ممر يؤدي الى قسم النساء ولذلك عليك ان تظل سائرا نحو اليمين فتمر بالقسم الداخلي والقسم الجراحي مرورا عابرا – فاذا سمعت موسيقى غناء أو موسيقى ينبعثان من قاعة ما فادخلها فانظر بداخلها فلربما كنت هناك في قاعة النقاهة حيث تشنف آذاننا الموسيقى الجميلة ونمضي الوقت بالمطالعة المفيدة – واليوم صباحا جاء كالعادة رئيس الاطباء مع عدد كبير من معاونيه ولما فحصني أملى على طبيب القسم شيئا لم أفهمه – وبعد ذهابه اوضح لي الطبيب انه بإمكاني النهوض صباحا وبوسعي الخروج قريبا من المشفى صحيح الجسم معافى- واني لكاره هذا الامر فكل شيء هنا جميل للغاية ونظيف جدا : الاسرة وثيرة وأغطيتها من القماش الابيض الفاخر والملاءات بغاية النعومة والبياض كالحرير وفي كل غرفة مياه وحمام وفي الليل القارس تدفأ الغرف واما الطعام فحدث بلا حرج – فهناك الدجاج واللحم يقدم لكل من بوسعه ان يهضمه
– وقد شاهدت جارا ادعى المرض الشديد اسبوعا كاملا مما كان عليه بالحقيقة رغبة منه في التمتع بشرائح لحم الدجاج اللذيذ بضعة ايام اخرى – وكن رئيس الاطباء شك في امره وارسله الى منزله بعد ان شك فيه لأنه اكل دجاجة كبيرة وكمية كبيرة من الخبز معها
– لذلك تعال يا أبي في المجيء وأسرع قبل أن تحمر دجاجتي