سلسلة من يحكم العالم سرا
الجزء السابع
جماعة العالم الخفي واوروبا
جماعة العالم الخفي وأوربا:
تعرض اليهود منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية وفي عصور الظلام إلى الاضطهاد من ملوك أوربا، وذلك لسيطرة المرابين اليهود على اقتصاديات البلاد وإنشاء المصارف حتى إنهم سعوا للسيطرة على مصرف إنجلترا عام ١٦٩٤ م.
ففي عام ١٢١٥ م عقدت الكنيسة الكاثوليكية المؤتمر المسكوني الرابع وكان الموضوع الرئيسي هو درس التعديات اليهودية في سائر الأقطار الأوربية، وعبر زعماء الكنيسة عن رضاهم التام لاستمرار الحملات الصليبية لكسر النفوذ اليهودي في دول أوربا وسيطرتهم على اقتصاد البلاد.
وإصدروا القوانين للحد من الربا الفاحش الذي كان يمارسه المرابون اليهود وكذلك الممارسات غير المشروعة التي كانت تعطيهم امتيازات اقتصادية على منافسيهم من غير اليهود.
وصدر عن المؤتمر المسكوني الرابع مراسيم تقضي بتحديد إقامة اليهود في أحياء خاصة بهم، وظهرت بذلك أحياء اليهود الخاصة بهم.
لكن الكنيسة بكل سلطانها ودعم قادة الدول لها لم تفلح من الحد من سلطان المرابين اليهودحتى إن جماعة النورانيين اليهودية استطاعت أن تخطط لإضعاف الكنيسة وفصل الدين عن الدولة، ونشر الفكر العلماني في أوربا وإشعال الثورات لكن الحكومات الأوربية لم تهدأ فقامت بملاحقة اليهود في أوربا، فقامت الحكومة الفرنسية بطرد اليهود عام ١٥٥٣ م وألجأتهم إلى الهجرة إلى إنجلترا.
وفي إنجلترا قام اليهود بالسيطرة على عدد من كبار رجال السلك الكنسي والنبلاء والإقطاعيين حتى صار هارون أوف لينكولن اليهودي أغنى رجل في إنجلترا.
وبعد فضيحة الرشوة والفساد التي اتهم فيها المرابون اليهود بانجلترا عام ١٢٥٥ م وحكم على ثمانية عشر يهوديا بالإعدام وهي العملية التي تورط فيها جماعة النورانيين اليهودية فيها أصدر الملك إدوار الأول الذي خلف الملك هنرى قانونا حرم بموجبه على اليهود ممارسة الربا، ثم أتبعه قرارًا بطردهم من إنجلترا بعد تحديهم لأوامر الملك، وقد حذا ملوك أوربا حذو الملك البريطاني، فقاموا بطرد اليهود من بلادهم، فقد سجل التاريخ أن فرنسا عام ١٣٠٦ م وسكسونيا عام ١٣٤٨ م وهنغاريا عام ١٣٦٠ م وبلجيكا عام ١٣٧٠ م وسلوفاكيا عام ١٣٨٠ م والنمسا عام ١٤٢٠ م وإسبانيا عام ١٤٩٢ م قاموا بطرد اليهود من بلادهم.
وبعد طرد اليهود من بلدان أوربا أرسل “شيمور” حاخام مقاطعة أرس إلى الحاخام الأكبر في الأستانة يطلب منه النصح، فجاء الرد في عام ١٤٨٩ م بإمضاء أمير اليهود، ينصح فيه الحاخام الأكبر برعاياه باتباع وسيلة حصان طروادة وينصح اليهود في الدخول في المسيحية وجعل أولادهم قساوسة وكهنة ومعلمين ومحامين وأطباء حتى يتمكنوا من الدخول إلى عالم المسيحية وضربها من الداخل.
وهكذا فعل اليهود في الإمبراطورية العثمانية أيضا فيما بعد حين اعتنقوا الإسلام بهدف تخريبه من الداخل وتقويض الخلافة العثمانية وإنهائها عام ١٩٢٤ م على يد مصطفى كمال أتاتورك اليهودي الأصل. ثم نجح اليهود في التسلل إلى البلاد التي طردوا منها، فعادوا إلى انجلترا عام ١٦٠٠ م وهنغاريا عام ١٥٠٠ م وإلى غيرها من البلاد الأوربية بواسطة القوى الخفية اليهودية وانتقامًا لما فعله قادة وملوك أوربا في اليهود،
خططت جماعة النورانيين اليهودية في تقسيم المسيحية بأوربا إلى طائفتين متحاربتين هما طائفة الكاثولوليك وطائفة البروتستنت وهو المذهب الجديد الذي انشأه اليهود لضرب المسيحية واختراقها ومن خلاله ظهرت طائفة الأنجيلية الأصولية المؤيدة لقيام دولة إسرائيل في فلسطين. ومن خلال الشبكات الخفية السرية استطاع اليهود من إثارة الفتن والاضطرابات داخل إنجلترا،
وتمكن اليهودي فرنانديز كارفاجال بما يتمتع من نفوذ في تعيين اليهودي “دي سوز”
سيطرة للبرتغال في إنجلترا، وتم تهريب المئات من المخربين الإرهابيين إلى إنجلترا، وقاموا بعمليات تخريبية منظمة أثارت الخلافات الحادة بين الكنيسة والدولة، وأنشأوا مذهبا دينيا جديدا
سمى “بالكالفينية” لشق الصف المسيحي، وأصبح فيما بعد “إسحق دزرائيلي” اليهودي رئيسًا لوزراء بريطانيا، وهكذا استطاع المرابون اليهود من الانتقام لأنفسهم من طرد الملك إدوار لهم.
وبسبب الحروب التي خاضتها إنجلترا للدول المجاورة لها استدانت الحكومة من المرابين اليهود حتى قفز الدين القومي خلال الفترة من ١٦٩٤ ١٦٩٨ م إلى ١٦ مليون جنيه استرليني!!.
الدرع الأحمر ((روتشيلد وإمبراطورية المال في أوربا)).
إنه اسم شهير في عالم المال “روتشيلد” أو آل روتشيلد، ومعنى الكلمة في اللغة الألمانية هي الدرع الأحمر، وهي علامة مميزة لعائلة يهودية ألمانية أسسها “أمشل مايرباور”، من مواليد ١٧٤٣ م، والذي عمل في بداية حياته موظفًا بسيطًا في مصرف “أوبنهايمر” ثم ترقى في العمل
حتى صار شريكا فيه بعد أن أظهر براعة غير عادية في عالم القروض والربا، ولما توفى أبوه “لامشل موسى باور” عاد إلى فرانكفورت وتسلم المؤسسة التي خلفها له أبوه الذي كان يضع عليها رمزا لها هو “الدرع الأحمر”، فجعل “آمشل ماير” اسم عائلته الجديدة”روتشيلد”.
وصار هذا الدرع الأحمر أو العلم الأحمر شعارًا للثورات التي دعتها الصهاينة في أوربا فكان شعار الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية وغيرهما، من الثورات التي كانت أصابع اليهود محركها الرئيسي.
وانضم “أمشل باور” إلى الماسونيين الأحرار بعد أن درس القانون العبري والدين اليهودي، والتوراة في إحدى المدارس التوراتية، وأصبح عضوا بارزا في المنظمة الماسونية، واهتم بجمع الأنتيكات الأثرية. واستطاع تكوين ثروة طائلة في غضون سنوات قليلة.
وقد ذكر أهم التاريخ الحديث أن تلك الثروة كان أساسها أموا ً لا اختلست من الأمير ويليام التاسع، الذي كان مسئو ً لا من قبل الحكومة البريطانية لتزويد الجنود الهيسانيين لمحاربة الاستعماريين الأمريكان خلال الحرب الثورية.
وقد دفعت الحكومة البريطانية أموا ً لا طائلة له لأداء مهمته.وقد قام ويليام بتسلم المال إلى “مائير” أو روتشيلد كي يقوم باستثماره له، فقام “مائيير” بالفعل باستثمار المال ونما نموا غير عادي كان الأساس لنشئة إمبراطورية روتشيلد المالية في أوربا كلها فيما بعد. وأنجب “مائير” أو “أمشل باور” خمسة أبناء عملوا كلهم في ازدهار إمبراطوريته المالية وكان قد دربهم ليكونوا من جهابذة المال والذهب، وكان أكثرهم نبو ً غا ابنه “ناثان” الذي لمع اسمه في أوربا وفي تحريك الثورات فيها.
وانتشر أبناء “روتشيلد” الخمسة في أنحاء أوربا وكونوا بعد وفاته إمبراطورية مالية مترامية الأطراف حكمت أوربا لعقود طويلة وأثارت الحروب والفتن حتى أنهكت قوى الإمبراطورية البريطانية وأدى إلى ضعفها وانتهائها ثم ظهور الإمبراطورية الأمريكية فيما بعد.
أسس “ناثان” الابن النابغ في عائلة آل روتشيلد” بإيعاز من والده عام ١٨٠٤ م مصرًفا في لندن، وكان رأس ماله في البداية ٢٠,٠٠٠ جنيه استرليني استطاع بقدراته المالية الربوية من جعلها في غضون ثلاث سنوات إلى ٦٠,٠٠٠ جنيه. وانتقل الابن الثاني الأصغر “جاكوب” أو جيمس إلى باريس وأنشأ أيضا مصرفًا بها عام ١٨١١ م وانتقل الابن الثالث “سالمون مائير” إلى النمسا، والابن الرابع “كارل مائير” إلى نابلس..
كانت تلك بداية تكوين منظمة آل روتشيلد التي حكمت العالم ردحًا من الزمان وما زالت تحكمه حتى الآن وإن تغيرت الأسماء.
ومن الجدير بالذكر أن الحفيد “جاكوب هنيري شيف” الذي هاجر إلى أمريكا عام ١٨٥٦ م استطاع تكوين إمبراطورية مالية هناك في نيويورك، وفي عام ١٨٧٥ م تزوج جاكوب شيف من ابنة “سولومون لويب” الذي كان رئيس شركة الاستثمارات المصرفية في “كوهن” وتسمى “لويب أند كوماني” بنيويورك سيتي “ثم صار” شيف” رئيسا لها عام ١٨٨٥ م بعد موت حماه “لويب”
وكان “لشيف” الدور البارز في إذكاء نار الفكر الشيوعي في روسيا وساهم في تمويل شركة يونيون باسيفيك التابعة لقطب السكك الحديدية المدعو “ادوارد إتش هاريمان”، وهو والد “دبليو أفريل هاريمان” السياسي المعروف فيما بعد.
وقد اندمجت شركة “دبليو أفريل” المصرفية الخاصة بشركة “دبليو أي هاريمان” بالشركة المصرفية الخاصة للإخوة “براون”، لتظهر شركة كبرى أظهرت ثمارها في العصر الحديث حيث أخرجت للعالم الحر الاستعماري الجديد كل من “بوش الأب”، و”بوش الابن” الذي كان أحد أجدادهما وهو “بريسكوت بوش” شريكا لتلك الشركة .
وأما عن ناثان أحد أبناء روتشيلد الذي هاجر إلى انجلترا وأسس مصرفًا هناك، استطاع خلال ١٧ سنة أن يزيد حصته المالية التي أعطاها له أبوه من ٢٠,٠٠٠ جنيه إلى خمسين مليون جنيه وبحلول عام ١٨١٥ م أصبح الممول الرئيسي للحكومة البريطانية من خلال مصرفه “ببنك إنجلترا”، وكان من وراء إشعال الحروب بين إنجلترا وفرنسا، والتي استفادت منها عائلة روتشيلد بمنح الحكومة البريطانية القروض اللازمة لتمويل تلك الحروب وبالأخص حروبها ضد
نابليون الشهيرة.