الابيونيين: Ebionites
مشتق اسم هذه الفرقة من “إبيون” أي الفقير، أو المسكين الوضيع.
وهي نوع من التصوف، يسعون إلى النفع العام مع ما يتميزون به من مسالمة، آمنوا بعيسى – عليه السلام ، وأنه عبد الله ورسوله، عاشوا حياة الزهد والقناعة ،
وعاشوا ردحاً من الزمن إلى أن دخل الإمبراطور الروماني في المسيحية وأدخل معه , الطقوس الوثنية.
وقعوا بين عدوین ضاريين، اليهودية على شريعة التلمود، ونصرانية على بولس، فكان في ذلك فناؤهم.
يؤمنون بالله، وبأن عيسى عبد الله ورسوله، وأنه لم يصلب بل رفعه الله إليه، ويراعون شعائر السبت، ولا يعتبرون لتعاليم بولس، ويعدونها من الهرطقة.
واندثرت هذه الفرقة، ولم تكن أحسن حالا مما اندثر من الفرق النصرانية الصغيرة؛ بسبب ضغط الدولة الرومانية، وكان ذلك في نهاية القرن الرابع الميلادي.
يقول موشيم المؤرخ في المجلد الأول من تاريخه: “إن الفرقة الأبيونية التي كانت في القرن الأول كانت تعتقد أن عيسى – عليه السلام – إنسان ولد من مريم ويوسف النجار مثل الناس الآخرين، وإطاعة الشريعة اليهودية ليست منحصرة في حق اليهود فقط، بل تجب على غيرهم أيضا، والعمل على أحكامها ضرورى للنجاة.
ولما كان بولس بنكر وجوب هذا العمل ويخاصمهم في هذا الباب مخاصمة شديدة كانوا يذمونه ذما شديدا ويحقرون تحريراته تحقیراً بليغا”،
ويقول الاردنر في المجلد الثاني من تفسيره: “إن القدماء أخبرونا أن هذه الفرقة كانت ترد بولس ورسائله، وكانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط، وكانت تتنفر عن اسم داود وسليمان وإرميا وحزقيال .