الصدوقيون، Sadducees
ينسب الصدوقيون أنفسهم إلى رجل يسمى” صادوق” من أكبر الكهنة في عهد سليمان عليه السلام.
وقيل نسبة إلى صدوق الكاهن، تلميذ ” أنتيخنوس السرخی” والذي عاش حوالي سنة (۳۰۰ق. م). وقيل نسبة إلى الكلمة العبرية “صدیقیم” أي: العادلين الأبرار .
ولا توجد معلومات يقينية عن أصل التسمية ، في حين توجد إشارات عن صادوق الكاهن في سفر الملوك الأول : ۸۰ واما صادوق الكاهن وبناياهو بن يهواداع وتائا النبي وشمعي وريعي والجبابرة الذين الداود فلم يكونوا مع أدونيا • (۱)، وفي نفس السفر يقول النبي داود: ۳۲۰ وقال الملك داود: أدع لى صادوق الكاهن وتائان النبى وبناياهو بن يهوياداع». فدخلوا إلى أمام الملك. ۳۳ فقال الملك لهم: «ذوا معكم عبيد سيدكم، وأركبوا سليمان ابني على البغلة التي لي، وأنزلوا به إلى جيو، 34 وليمسحه منا صادوق الكاهن واثاث البي ملكا على إسرائيل،
ولكن المهم أن هذه الفرقة ظهرت في أزمنة متقدمة على ظهور المسيح عليه السلام، وكانت بينهم وبين الفريسيين خصومة وعداء ، وكان الصدوقيون أقل عددا من الفريسيين، ولكنهم أكثر منهم ثراء وأعظم جاها ، وقد شهد المجتمع اليهودي في هذه الفترة انتشار العديد من الفرق الدينية السياسية، فكان الصدوقيون من طبقة ثرية، وذات ثقافة واسعة، وإليهم تنتمي كبريات الأسر الكهنوتية .
والصدوقيون يؤلفون كبار الكهنة في فترة ما بعد السبي وخاصة في أيام الحكم اليوناني، وقد انضموا إلى المكابيين في الثورة ولعبوا دورا كبيرا فيها.
كما أنهم من الفرق التي لا وجود لها اليوم، ويعزى السبب في ذلك إلى أن عقيدتهم قد ارتبطت بالثقافة اليونانية، ولا يتقنها إلا قلة من اليهود في فلسطين في ذلك الزمن، ثم إنهم أيدوا اليونان ضد سكان مصر.
وقد نشبت حروب طاحنة بينهم وبين أعدائهم الفريسيين، كانت في نهايتها الغلبة لأعدائهم، وقتل منهم خلق کثیر، فما زالوا في تناقص حتى اندثروا مع مرور الأيام.
ويرجع الخلاف بينهم وبين الفريسيين إلى أن الصدوقيين لا يعترفون بغير العهد القديم، وبالتالي فهم ينكرون الأحاديث الشفوية المنسوبة إلى موسى – عليه السلام – كما أن الصدوقيين لا يؤمنون ببعث ولا نشور، وإنما يعتقدون أن عقاب العصاة وإثابة المحسنين إنما يحصلان في حياتهم، بينما يعتقد الفريسيون في البعث، وأن الصالحين من الأموات سينشرون في هذه الأرض ليشتركوا في ملك المسيح المنتظر الذي يزعمون أنه سيأتي لينقذ الناس ويدخلهم في ديانة موسى عليه السلام.
وهم لا يؤمنون بالبعث والحساب، وينكرون تعاليم التلمود، وينكرون ظهور المسيح، ويقولون أن عزير بن الله، ويعترفون بقداسة التوراة (أسفار موسی الخمسة).
وتذكر الأناجيل أن هذه الفرقة قد حاولت أن تستدرج المسيح حتى يوافقهم على إنكار البعث واليوم الآخر وينضم إليهم في ذلك ضد الفريسيين، ولكنهم أخفقوا في ذلك، وبين لهم المسيح فساد ما يعتمدون عليه من أدلة في هذا الموضوع. • ۲۳ في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون، الذين يقولون ليس قيامة، فسألوه 4 قائلين: «يا معلم، قال موسى: إن مات أحد وليس له أولاد، يتزوج أخوه بامرأته ويقم لا لأخيه. ۲۰ فكان عندنا سبعة إخوة، وتوج الأول ومات. وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه . ۲ وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. ۲۷ وآخر الكلمات المرأة أيضا. ۸ فى القيامة لمن من السبعة تكون زوج؟ فإنها كانت للجميع !، ۲۹ فاجاب يسوع وقال لهم: تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. ۳۰لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء. ۳۱ وأما من جهة قيامة الأموات، أقما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل : ۳۲أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب؟ ليس الله إله أموات بل إنه أحياء». ۳۳ فلما سمع الجموع بهوا من تعليمه (۱) وقد خشي الصدوقيون تجمع اليهود حول السيد المسيح فكانوا في طليعة المسئولين عن محاكمته. يعتقدون بالتقية ، فإذا أحسوا بالخطر من غيرهم تظاهروا بالولاء له وأخفوا له الكراهية ( انجيل متى) .
وقد اعتنق الصدوقيون بعض الآراء الفلسفية القديمة مثل مذهب ” أبيقور ” (3) والتي تنادي بأن أسمى أهداف الحياة هي ‘ اللذة ، واللذة – في رأيهم – لا تقتصر على الشهوة الجسدية ، بل تشمل أيضا لذة الحياة الاجتماعية والاجتهاد العقلي.
وقد جذبت