من هم طائفة اليهود الهسكلاه: Haskalah؟

 طائفة-الهسكلاه-اليهودية

الهسكلاه: Haskalah

حركة تنوير يهودية في شرق أوروبا، ومعناها الحكمة أو التنوير .

نشأت مستقلة عن اتجاهات مندلسون” ومثلت استجابة اليهود الأوروبيين لتحديات العصر ومحاولة التوافق مع روحه وتياراته الليبرالية، ولذلك كانت المهمة الرئيسية لها عبور العزلة التقليدية لليهود والتخلي عن المفهوم القومي اليهودي التقليدي والمحافظ والاندماج في الأمم والأوطان التي يعيشون فيها، مع الأخذ بمبادی الإصلاح الدينی.

هذه الحركة قد أتت بمثل وقيم من خارج الموروث الديني والفكري اليهودي ، وباعتبار أن هذه المثل والقيم فرضت على أعضاء الجماعات اليهودية إما من خلال الدولة أو من خلال طليعة ثقافية يهودية نشربت أفكار حركة الاستنارة الغربية ثم حاولت تنوير اليهود.

وكان أعضاء الجماعات اليهودية يتلقون مثل الاستنارة بشكل متفاوت، فمنهم من تبناها بحماس وطبقها، ومنهم من خضع لها و سایر ها، وأخيرا هناك من تصدى لها وقاومها.

وكان مهد حركة التنوير هو البلاد التي كانت تضم جماعات يهودية صغيرة ذات صبغة غربية مثل یهود هولندا وإيطاليا.

وقد حقق أعضاء هذه الجماعات معدلات عالية من الاندماج نظرا لصغر حجمها ونظرا لوجود قيادة من المارانو .

كما أن كثيرا من أعضاء هذه الجماعات قد تلقوا تعليما علمانيا وحققوا نجاحا ملحوظا في مهن مثل الطب.

ويبدو أن فشل حركة شبتای تسفی’ قد خلق ميلاً عاما بين الجماعات اليهودية نحو رفض النزعة المشيحانية ككل، ورغبة في الاندماج في المجتمعات التي يعيش أعضاء الجماعات اليهودية بين ظهرانيها.

كما أن ظهور حركة مشيحانية، مثل الحركة الفرانكية، كان يعني أن اليهودية قد دخلت مرحلة أزمتها الأخيرة، فهذه الحركة كانت حركة عدمية تماما تعبر عن رغبة اليهود في التخلص من الشريعة.

لقد انتشرت الهسکلاه في أوروبا بتأثير الثقافات الغربية الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما تأثر الشباب اليهودي البولندي بفلسفة مندلسون” ولاقت نجاحا في ألمانيا وروسيا رغم قوة التراث التلمودی بین یهود روسيا، ودعت إلى التخلي عن العزلة والانغلاق واكتساب معارف الأمم التي يعيشون فيها وعاداتهم وتطلعاتهم،

كما استبدلت التلمود بدراسة المواد الحديثة وعارضت التعصب، ودعت إلى اشتغال اليهود بالزراعة والحرف اليدوية والتمشى مع روح العصر.

ومن الجدير بالذكر أن الحركة الإصلاحية الاندماجية لم تؤد إلى زوال اليهودية بثقافتها وتراثها واندثار اليهود، بل على العكس صاحب حركة التنوير اليهودي انبعاث للثقافات اليهودية والتاريخ اليهودي وظهرت الشخصية الطيبة اليهودية لتحل محل الشخصية اليهودية التقليدية في الأدب الإنجليزي.

وقد أصبحت حركة التنوير قوة فكرية وسياسية واجتماعية ذات بال في ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية، وبشكل أقل في روسيا حيث هبت على حياة اليهود الثقافية رياح معظم الحركات الفكرية العلمانية الغربية، مثل: الرومانسية والمثالية الفلسفية والوضعية والاشتراكية والداروينية والعنصرية .

وقد أصبحت كلها، فيما بعد، ضمن مكونات الفكرة الصهيونية، وأصبح دعاة التنوير شخصیات أساسية في الجماعة اليهودية يتحدثون باسمها إلى العالم غير اليهودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top