عشائر السلوط في قضاء إزرع في حوران

عشائر قضاء إزرع

يتجول النعيم في قرى هذا القضاء الغربية الشمالية الجيدور ، فمنهم بعض فرقة البكار رعاة قرية العوينة والوهبان رعاة قرية غباغب ، ويأتي إلى هذا القضاء قسم من الأيبي عيد إحدى عشائر حمص المعدودين من الأحسنة ، فيرجد زروع قرية نوى أكبر قرى حوران ، ومعدن الحبوب والأقماح ، ومثله قسم من الحروك إحدى عشائر حمص أيضا ، وقسم من الدمجان إحدى فرق الولد علي التي سيأتي ذكرها ، وهؤلاء يقيظون في قرى أم العوسج وزمرين والحارة .

عشيرة السلوط 

إن أشهر عشائر قضاء إزرع هم السلوط الساكنون في وعرة اللجا، وفي رواية أن هؤلاء متوطنون في اللجا منذ زمن قديم جدأ ،

وفي رواية أخرى أنهم مثل عشائر الجبل في الأصل من زبيد ، وكانوا ينزلون في جبل الدروز ، حتى أواخر القرن الثاني عشر ، ثم دحرتهم العشائر المذكورة ، فتحولوا إلى وعرة اللجا، بعد أن دحروا هم منها عشيرتي الدياب والمناظرة فذهبنا إلى قضاء الزوية ، ومهما يكن ، فالسلوط الآن يعيشون في الخيام بين صخور اللجا الكأداء ومسالكها الوعثاء ، وهم لا ينجعون إلا في مسافات قليلة وفي داخل اللجا ، ويزرعون الرقاع الخصبة المنفرجة بين صخورها،

 ويعدون نحو ۵۰۰ بیت ، ولهم نحو ۲۰۰۰۰ شاة وماعز و ۲۰۰ بقرة و ۲۰۰ بعير وأراضي زراعية وسيعة ، حول خرب المسمية ، وشعارة وكريم وايب ومليحة حزقیل وقلعة سماة والزباير وصور اللجاة وعاصم الزيتون وحامر وأم العلق وغيرها .

وقد اشتهر السلوط بشرورهم وبراعتهم في التعدي على الزروع والمواشي في قرى حوران والجيدور المجاورة لهم، وربما بلغوا في دجى الليل قری وادي العجم ، وفعلوا فعلتهم ، وانسلوا راجعين قبل أن يدري بهم أحد، والشكوى منهم عظية لا تنقطع ، في كل عهد وظرف ، ولطالما أقلقوا الحكومة العمانية وكانت كلما أرادت معاقبتهم ، تغللوا بين الصخور والكهوف ، فتعذر العثور عليهم إلى أن ساقت خلال الحرب العامة الأولى حملة بقيادة خالد شفيق بك ، أطبقت عليهم ، واقتادت السلوط الشماليين منهم ، لأن القبليين تواروا ونجوا ، وأجلت من اقتادته إلى بلاد الأناضول ، لكن هؤلاء ما عموا أن انسلوا من كل حدب وعادوا إلى حيث كانوا وما كانوا ،

والسلوط بعد أن كانوا حلفاء الدروز في مدافعة جيش إبراهيم باشا المصري عام ۱۲۵۲ ه. تعادوا وطال العداء ، حتى اشتركوا مع الجيش الفرنسي في حرب الدروز، لما ثاروا في سني ۱۳۶4 و ۱۳۶۵ هـ ، وكان ثوار الدروز، كلما ضاقت بهم الأرض من الفرنسيين ، ولجؤوا إلى أوعار اللجا ومعاقلها بنسائهم وأولادهم ، قاتلهم السلوط في قيادة طلال أبي سليمان ، ومنعوهم من ورود الآبار، وفتكوا بهم على ما قيل ، وشكي منهم في مذاکرات مجلس النواب في دمشق ( شباط ۱۳۶۹ هـ ) .

 والسلوط ينقسمون إلى جذمین : .

۱- السلوط القبليون ( بني حمد ) ، منازلهم في الجنوب الغربي من اللجا ، وشيخهم طلال بن سعد الدين بن عودة أبو سليمان الحمد، وعدد هؤلاء نحو ۳۰۰ بیت ، ويتألفون من الأفخاذ الآتية :

العوران ( أسرة الشيوخ ) والمدالجبة والعتابقة والفواخرة والضبوب والرماح واللزوق ( الشرعة ) ومن الشرعة أناس شكارة ورعيان ، في قرى حورانية كغصم والجيزة ومحجة والكرك .

۲ – السلوط الشماليون ( بني عمر ) منازلهم في الشمال الغربي من اللجا حول خرب المسمية وشعارة وكريم ، وشيخهم محمد بن أحمد بن زعل بن عقل الغصين وعددهم نحو ۲۰۰ بیت ، ويتألفون من أفخاذ المراشدة والحجرة والزعران والصوابرة والسيالة ،

وقد رأت الحكومة منذ سنة ( ۱۹۲۹ م ) أن تحسم بائقتهم فجعلت طلال أبو سليمان مديراً على ناحية اللجا الجنوبية ومركزه في قرية حامر ، وله فيها دار كبيرة حديثة وأنشأ في غربیها بستانا ، وجعلت أحمد الغصين مديرأ على ناحية اللجا الشمالية ومركزه قرب محطة المسمية ، ثم لما قتل أحمد خطأ حين دخول الجيش الإنكليزي في صيف سنة (1942م ) خلفه ابنه محمد أبي قاسم الذي يقيم غالبا في أراضي خربة أم العواميد شمال غربي المسمية .

Scroll to Top