أما فرق العقيدات القاطنة في قضاء الدير فهي الأبو سرايا والأبو خابور والأبو كامل ( قبيصة ) والأبو ليل ، وإليك وصفها :
عشيرة الأبو سرايا
قيل أنهم ليسوا من العقيدات الأصليين ، وإن أخوالهم من عشيرة المسعود الشمرية النازلة في أنحاء كربلاء والمسيب في العراق ، وقيل بل إنهم ذوو قربى بعيدة مع العقيدات ، يتصلون بهم عند أحد أجدادهم، وهو فيا زعموا ساري بن علي بن سالم الصهيبي ، وهو أخو غنام ،
وينقسم الأبوسرايا إلى عدة أفخاذ : الأبو عزام والأبو عز الدين والأبو شعيب والأبو حمزة والعفيشات والأبو مطر والأبو ذياب والموسى ، والمشيخة في فخذ الذياب ، والشيخ الآن أحمد الفياض الناصر العبد الله السلمان الذياب ، وهو يقطن قرية الشميطية غربي دير الزور ، وكانت المشيخة في يد حمود الشلاش العبد الله السليمان الذياب أخو رمضان الشلاش ، ثم على أثر حوادث سنة ١٣٤٤ هـ ( ١٩٢٥ م ) التي قتل فيها ضابطان فرنسيان في عين أبي جمعة – كما قدمنا – وسدت المشيخة إلى ابن عمه فياض الناصر العبد الله ، ومنه انتقلت إلى ابنه أحمد، ومنازل الأبي سرايا في الشامية بين الدير والتبني ، وهم فرقة مستقلة ونزاعة للوثوب والحروب دائماً ، نخوتهم أختهم صبحة ، ويزعمون أن أختهم صبحة هذه قتلت لوحدها اثني عشر جبورياً ، ومثلهم من شمر ، وذلك في الحين الذي استقرت العقيدات في هذه الأنحاء، وقراهم شمالي الدير حتى مخفر التبني وأسماؤها البويطية والطريف وشميطية وخريطة وعياش والبغيلية ،
وقد أنجبت فرقة الأبو سرايا وفخذ الذياب ضابطاً عسكرياً باسلاً، هو رمضان شلاش الذي قدمنا ذكره ، وقد عمل مدة من الزمن في حركات الثورة العربية مع المرحوم الملك فيصل فعينه حاكماً عسكرياً على الرقة ، ثم نبه ذكره في مناوأة الإنكليز الذين بلغوا دير الزور من العراق ، وفي إثارة الأبي سرايا وبقية العشائر ، وحملهم على مهاجمة دير الزور في ١١ كانون الأول ۱۹۱۹ م ، وعلى إخراج الإنكليز من هذه الأنحاء، ثم في مناوأة الفرنسين في بدء احتلالهم دير الزور ، واشترك بعد في الثورة الشامية الكبرى، ولكن لم يثبت فيها وقتئذ بل آثر الانسحاب والاستسلام ، والسكنى في مدينة بيروت ، وهو الآن متقاعد في دير الزور إلى يومنا هذا ( تاريخ المؤلف)
عشيرة الأبو خابور
قيل أن أصلهم من عنزة ( عمارات الحبلان ) ، وقيل بل هم من العقيدات ، ومن فرق الأبو كامل ، وقيل بل من حلفائهم المتقاعدين معهم ، وهم ينقسمون إلى أفخاذ الأبو حليحل والأبو عمرو والأبو معيط ، فالأبو حليحل ينقسمون إلى العلي والأبو درباس والأبو حوري والأبو عساف والأبو سويد ، وجميعهم من ناحية موحسن ، ورئيسهم يونس العبد ، وهم أغنياء بالغنم ، ولهم مراعي وآبار خاصة بهم في البادية على طريق محطة تي تري ودير الزور، وقد بنوا هناك دوراً ، أما الأبو عمر فينقسمون إلى الأبو جرص والأبو فواز ويقطنون في قرية العبد ، ورئيسهم عيبان عبيد ، أما الأبو معيط فينقسمون إلى الأبو حسن والأبودج والأبو دهام، ويقطنون في قرية المريعية ، ورئيسهم محمد الهندي ، وللأبي خابور عارفة يحتكمون إليه ، وهو ابن يونس .
عشيرة الأبو ليل
قال رئيسهم الشيخ صالح الموسى الصالح أن الأبـا ليـل ليسوا من العقيدات الأصليين ، بل من حلفائهم، وهم ينتسبون إلى عشيرة عبدة من شمر ، وإلى أرومة عقاب بن عجل رئيس فرقة اليحيا والعارفة المشهور، وأن جدهم الأعلى محمد البشر كان نزح من نجد ، لاختلاف نشأ بينه وبين أقاربه ، فجاؤوا ليلاً وتعاقدوا مع العقيدات : وهاجموا الجبور سوية . وفرقهم المنصور والعلي والأبي خلف والظريفات والأبـو هـلاهـل والأبي عيسى يقطنون في قريتي الطوب والقطعة المجاورتين لمخفر موحسن ، ورئيسهم الشيخ صالح الموسى الصالح أبو الهيال الذي يصل نسبه بضيغم بن حمد بن قحطان ، وقد اجتمعت به في مخفر موحسن ، وأجابني على أسئلتي ، ومن الأبي ليل قسم في قضاء جبل سمعان
ذكرناه في بحثه ، وقسم في العراق شرقي الموصل، وقسم مع الجبور ومع البكير ومع الأبي كمال في قرية السيالة .
عشيرة البكير
هؤلاء من العقيدات الأبي كامل، ومنازلهم في الجزيرة على الفرات ، وعلى الخابور إلى تل حمد ، الذي يفصل بينهم وبين الخابور شمالي الصور، ومنهم فرقتا العنابزة وجار الله تقطنان في قرية خشام الجزيرة ، ومنهم أولاد مشرف يقطنون قرية جـديـدة العقيدات في الجزيرة أيضاً ، أما ناحية الصور التي تشمل وادي الخابور الأسفل ، فقد كانت للبكير وحدهم ، إلى أن باعوا أكثر أملاكهم ونواعيرهم من الديريين ، بأبخس الأثمان ولم يبق في أيديهم ، سوى قرى الخريجية والمويلح ومعجل وغريبة والنلية وبرشام ، وهناك قرية طيبة الفال يقطنها ولد الشيخ عيسى ، وفرق البكير هم العنـابـزة وجار الله والحجاج والمشرف ، ومختارهم علاوي الصالح في قرية سعلو ، وقد قدمنا ذكر الدفاع الباسل الذي قامت به فرق البكير في وجه حملة دبيوفر في البصيرة ، ولاسيما فرقة العنابزة منها في خشام .