عشيرة الفحيلية
الفحيلية هؤلاء ، بقية من هذه العشيرة العريقة في ماضيها ومجدها ، لايزيد عددهم الآن عن 4 – 5 بيوت ،
أصبحوا فقراء مدقعين بعد أن كانوا إلى عهد قريب أمراء أعزاء ، يمشون ووراءهم عبيدهم ، فسبحان المعز المذل ،
وهم ينزلون أراضي كفر حارب والسمرة والنقيب على شاطئ بحيرة طبريا
، ذكرهم الخالدي مؤلف كتاب الأمير فخر الدين المعني في القرن الحادي عشر ، وأنه كان لهم رئيس اسمه الشيخ ناصر الفحيلي ،
وكان الفحيلية نازلين في سنة ۱۰۲۲ هـ في أطراف اللجاة ، فكسبهم الأمير علي بن الأمير فخر الدین ، وأخذهم عن آخرهم ولم يسلم لهم عقال ،.
وذكرهم برکهارت في سنة1224 هـ. فقال :
« يعد الفحيلة نحو ۲۰۰ خیال ، وفي كل عام يلبس والي دمشق شيخهم فروة ويوظفه بجباية ضرائب عشائر حوران واللجا ، لقاء تقديم ۱۵ – ۲۰ کیسا ( الكيس 500 قرش تركي ) ، والفحيلية يتناولون خوة سنوية من كل قرى حوران » ، .
وقد كنا قدمنا في بحث عشيرة عنزة أن هؤلاء الفحيلية في القرن الماضي والذي قبله كانوا من أركان الحلف الرباعي المدعو بأهل الشمال ، المؤلف لمجابهة عنزة ورد طغيانها عن مراعي حوران ،
وسنذكر في بحث عشيرة الدندشة المتوطنة في قضاء تلكلخ أنها تدعي التحدر من أحد هؤلاء الفحيلية ، الذي انتقل في تاريخ مجهول ولسبب مجهول إلى أنحاء حمص ، وأعقب فيها الدندشة المذكورين ، ولاتزال الصلة والمعرفة متصلتين بين العشيرتين ..
حدثني من سمع من الطاعنين بالسن في قضاء الزوية:
أن هؤلاء الفحيلية ومثلهم السردية ؛ بلغ من جبروتهم في تلك العهود على قرى حوران أنهم كانوا إذا أقبلوا على قرى وقدمت لهم الذبائح لايأكلون إلا وهم راكبون على ظهور خيلهم ، والموائد محمولة على الرؤوس ، فإن صح ذلك كان في منتهى الغرابة .