الفصل 12 : حول الأنواع المختلفة للجندية وجنود المرتزقة :
كل من يقيم دولته على أسلحة قوات مأجورة لن يستطيع التأكد من قوة وثبات ولايته .
لأنها قوات مفككة ولها مطامعها الخاصة ،
وغير منظمة ولا عهد لها ، وهي تبدو قوية أمام الأصدقاء ، لكنها جبانة عند مواجهة الأعداء ، وهي لا تخشى الله ولا تصون عهدها مع الناس ،
وسقوطها مرهون بتأجيل العدوان عليها ، وهم ينهبونك في وقت السلم ، وينهبك العدو وقت الحرب . وسبب ذلك أنهم لا يجدون دافعا يدفعهم للبقاء في الميدان سوى الأجور الزهيدة التي لا تجعلهم على استعداد للموت من أجلك ، فهم مستعدون لأن يكونوا جنودك طالما أنك لم تقوم بحرب ،
ولكن عندما تبدأ الحرب فإما أن يفروا أو يرحلوا معا .
حيث أن الضباط المرتزقة اما يكونوا ذوي كفاءة أو غير أكفاء . فاذا كانوا أكفاء فانه لا يمكن الاعتماد عليهم ،
لأنهم يثبتون لأنفسهم أنهم عظماء اما بابتزازك وأنت سيدهم أو بالضغط على غيرك لما هو في غير صالحك .
أما اذا كان الضابط غير كفء فانه يدمرك تماما . وقد يرد على انسان بقوله :
ان ذلك ممكن حدوثه سواء كانت القوات من المرتزقة أو غيرها.
الفصل 13 : وحول القوات المعاونة والمختلطة والوطنية :
عندما يطلب أحدهم من جاره أن يأتي للدفاع عنه بقواته ، فهذ القوات تسمى قوات معاونة ،
وهي عديمة النفع متل القوات المرتزقة .
وقد تكون هذه القوات جيدة في حد ذاتها ، لكنها دائما مصدر خطر على من يستعيرها لأنها اذا خسرت المعركة فانك تكون قد هزمت أما اذا كسبتها فانك ستبقى أسيرا لتلك القوات .
اذن على من لا يريد أن ينتصر أن يعتمد على هذه القوات المعاونة التي تزيد خطورتها قليلاً على خطورة القوات المرتزقة ،
فبوجودهم سيكون الخراب شاملاً ، لأنهم متحدون دائماً ، وولائهم للآخرين وليس لك .
وخلاصة القول هو : ان قصارى الخطر المتمثل في القوات المرتزقة يكمن في جبنها وتخاذلها عن القتال ، لكن القوات المعاونة تنبع خطورتها من شجاعتها .