البت
في تعريف البت ينقل الأزهري عن أكثر من مصدر فيقول: قال الليث : «البت ضرب من الطيالسة، يسمى الساج، مربع غلیظ لونه أخضر، والجمع البتوت.
أبو عبيد عن الأصمعي : البت ثوب من صوف غليظ شبه الطيلسان وجمعه بتوت ..
قال علي بن خشرم وسمعت وكيعا يقول : لا يكون البت إلا من وبر الإبل وأنشد يقول:
من كان ذا بت فهذا بتي مقيظ مصييف مشتي
وفي مصدر آخر «البت: الطيلسان من خز ونحوه» . وقال الراجز في کساء من صوف :
من كان ذا بت فهذا بتي أخذته من نعجات ست
وفي الشطر الأخير من البيت يظهر أن البت يمكن أن يتخذ من الصوف وليس من الوبر وحده.
لم ترد الإشارة إلى البت في مصادر هذه الدراسة سوى مرة واحدة في رواية لعائشة رضي الله عنها حين سئلت عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: وما رأيته يتقی عن الأرض بشيء قط إلا أني أذكر أن يوم مطر القينا تحته بتاً، فكأني أنظر الى خرق فيه ينبع منه الماء.
المعلومات السابقة تبين أن البت نوع من الكساء الغليظ ربما اتخذ من وبر الإبل أو صوف الأغنام .
ومن بعض الروايات يظهر أن البت لباس الزهاد وذوي الخشونة في الدين والبعد عن الكلف بالدنيا.
ويظهر كذلك أن البت ليس من مقطعات الثياب التي تفصل وتخاط، بل إنه أقرب ما يكون شبها بالرداء وربما كان يوضع على الكتفين ولهذا شبه بالطيلسان كذلك.
البجاد
قال أبو زيد: كل بجاد، شقة من شقاق بيوت الأعراب ، وجمعه بجد» .
وفي تعريف آخر للبجاد أنه «کساء مخطط من أكسية الأعراب» .
وقيل «إذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصيصة فهو بجاد والجمع بجد» .
وقد سمی رسول الله له عبدالله بن عبد نهم: ذا البجادین، . لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله ، قطعت أمة بجادة لها قطعتين فارتدى إحداهما واتزر بالأخرى .
وفي رواية لجابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : جاءني رسول الله ، في ماء لي … ثم دنوت به إلى خيمة لي فبسطت له بجادا من شعر .
من الملاحظ هنا التباين في تعريف البجاد فهو شقة من شقاق بيوت الأعراب وهو کساء مخطط من أكسية الأعراب.
ومن ظاهر النصوص يمكن الاستنتاج أن البجاد قد يكون كساء وقد يكن شقة من بيوت الأعراب وذلك حسب مقتضى الحاجة.
ومن استقراء أحد النصوص يمكن القول إن البجاد لم يكن ثقيلا حيث أن عبدالله بن نهم قد اتزر بشقه وارتدی الأخرى.
والشيء الذي لا خلاف فيه أن البجاد يصنع من الصوف والشعر والوبر . وقد لبسه بعض أصحاب رسول الله ..