الجلباب
ينقل الأزهري في تعريف الجلباب أقوالاً عدة لأهل اللغة ، فينقل عن ابن السكيت قوله : «الجلباب»، الخمار .
وقيل جلباب المرأة ملاءتها التي تشتمل بها، واحدها جلباب»،
وعن الليث، الجلباب :
«ثوب أوسع من الخمار دون الرداء، تغطي به المرأة رأسها وصدرها، وقد تجلبب وأنشد:
والعيش داج کنفاً جلبابه»
كما نقل عن ابن الأعرابي قوله في الجلباب بأنه الإزار. وأنه ليس المقصود بالإزار هنا إزار الحقو، بل الإزار الذي يشتمل به فيجلل جميع الجسد.
وأشار القرآن الكريم إلى الجلباب بصيغة الجمع فقال مخاطباً النبي :
يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن (الأحزاب:9 ) ۰
وعندما حث النبي النساء على الخروج إلى صلاة العيدين، ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، سألته إحداهن: أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب ألا تخرج؟ قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها .
وهذه الرواية تبين بكل وضوح أن الجلباب لم يكن متوافرة لكل النساء في عهد رسول الله ، لهذا نلاحظ أنه يقترح على النسوة الاشتراك في الجلباب الواحد. وهذا يعطي الانطباع أن الجلباب کساء ليس بصغير.
وإذا كان الجلباب شبيهة بالرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها فإنه في بعض المناسبات يغطی به الوجه، وهذا على الأقل بالنسبة لنساء النبي , تقول عائشة رضي الله عنها بهذا الخصوص :
“كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله محرمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها . . .”
وحين تتحدث عائشة عن قصة الإفك، تشير في معرض حديثها إلى الجلباب وتغطية الوجه، فتقول: «… وكأن صفوان بن المعطل السلمي ، قد عرس وراء الجيش … فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي» … .
وفي رواية لعائشة رضي الله عنها تبين أن بعض الجلابيب ذات هدب، فتقول: جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله ، وأنا جالسة … فقالت: … فتزوجت عبدالرحمن بن الربير وإنه والله ما معه مثل هذه الهدية . وأخذت هدية من جلبابها … .
يظهر من التعريفات اللغوية للجلباب وروايات الحديث المتعلقة به أنه ليس من المقطعات، أي کساء ليس له جيب أو أكمام، وأنه أشبه ما يكون بالرداء، وأنه على الرغم من حث القرآن الكريم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين بارتداء الجلباب إلا أن البعض منهن لم يكن يجدن مثل ذلك الكساء.
لهذا فلا غرابة أن كانت الإشارة إليه في المصادر الحديثة قليلة .