الرداء
والرداء : الذي يلبس، وتثنيته رداءان وإن شئت رداوان .. وتری وارتدي بمعنى، أي لبس الرداء» والرداء من الملاحف .
وحين يلبس الرداء فإنه يوضع على المنكبين ومجتمع العنق .
ومصادر الحديث التي بين أيدينا تشير كثيرا إلى الرداء وسنذكر البعض منها في هذا المقام. ففي حديث الرسول عن رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة. يقول:
«وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» .
وفي حديثه ل عن ربه، يقول: «العز إزاره والكبرياء رداؤه …» .
والرداء من لباس النبي ، تقول عائشة رضي الله عنها «دخل علي رسول الله له في بيتي في إزار ورداء . . .
وفي رواية أخرى تقول عائشة : رأيت رسول الله و يسترني بردائه ، وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون. وأنا جارية .
ولبس رسول الله له بعض الأردية المشهورة مثل : الرداء النجراني .
فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه : کنت مع النبي وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية.
کما لبس الرداء الحضرمي، وكان طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعان وشبرد .
وربما لبس كذلك الرداء الكردي.
والرداء مهم في أداء بعض الشعائر الإسلامية، ففي الحديث عن ملابس الاحرام يقول النبي : «… وليحرم أحدكم في إزار ورداء ..».
وفي صلاة الاستسقاء، خرج النبي و إلى المصلى فاستسقي، وقلب رداءه وصلى ركعتين .
ومن إحدى الروايات يظهر أن الرداء لم يكن بمقدور كل إنسان الحصول عليه، وربما اعتبر الإنسان الذي ليس لديه رداء في ذلك الوقت من الفقر مكان. ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن أهل الصفة يقول: رأيت سبعين من أهل الصفة، ما منهم رجل عليه رداء. إما إزار وإما کساء .. .
ويمكن أن يبذل الرداء مقابل الاستبضاع، ففي فتح مكة أذن رسول الله له بالمتعة، فأعطى سبرة الجهني رداءه لامرأة من بني عامر مقابل الاستمتاع بها.. يقول سبرة : فمكثت معها ثلاثاً ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع بها فليخل سبيلها» .
وكذلك يبذل الرداء أمانا، ففي فتح مكة هرب صفوان بن أمية من الإسلام فبعث إليه رسول الله له ابن عمه وهب بن عمیر برداء رسول الله و أمانا له. ودعاه رسول الله و إلى الإسلام .
هذه الروايات المتقدمة أوضحت بعض المعلومات عن الرداء وأوجه استعماله، ولكنها لم تبين مم يصنع الرداء، أيصنع من الصوف أم الوبر أم القطن؟ ثم لا بد وأن للرداء ألوانا ولكن الروايات التي بين أيدينا أغفلت ذكرها.
وأغفلت كذلك الإشارة إلى ثمن الرداء ولا بد أن له أثماناً مختلفة باختلاف نوعية الرداء ومصدره .
والأمر الذي لا خلاف فيه أن الرداء من اللباس المتداول في العهد النبوي وأن رسول الله كان يلبسه.
وكان طول رداء لرسول الله أربعة أذرع وعرضه ذراعان وشبر، وربما كانت نجران وحضرموت من البلاد المشهورة بصناعة الأردية.