المرط
“يقال المروط: أكسية من صوف أو خز كان يؤتزر بها ومفردا مرط”
وقال الشاعر: :
تساهم ثوباها ففي الدرع رأدة وفي المرط لفاوان ردفها عبل»
جاء في التعريف السابق أن المرط کساء يؤتزر به، وشاهد كونه إزاراً ما ورد في عجز بيت الشعر.
ولدينا هنا طائفة من الروايات التي يظهر منها أن المرط ليس إزاراً فقط، من ذلك رواية لعائشة رضي الله عنها عن شهود النساء لصلاة الفجر تشير فيها إلى المرط بقولها :
لقد كان رسول الله لا يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ….
والمقصود بالتلفع أن يشتمل الإنسان بالثوب حتى يجلل جسده .
وقد يفهم من رواية أخرى العائشة أن المرط من أغطية المنام أو فراشه.
فقد استأذن أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله ، وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك .
وفي رواية لعائشة أيضا، أن فاطمة بنت رسول الله : استأذنت على أبيها وهو مضطجع مع عائشة في مرطها فأذن لها .
ومن بعض الروايات يظهر أن المرط ليس بصغير فقد قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله ، يصلي، وأنا إلى جنبه، وأنا حائض، وعلي مرط لي، وعليه بعضه.
كما قالت ميمونة رضي الله عنها أن رسول الله صلى وعليه مرط وعليها بعضه وهي حائض.
من هاتين الروايتين يمكن للمرء تصور حجم المرط ما دام يمكن الصلاة فيه ويبقى منه فضل لإنسان آخر.
ولم يقتصر استخدام الرسول للمرط على الصلاة أو النوم بل قد يلبسه ويخرج به.
فقد خرج رسول الله ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود .
وأحيانا قد يكون لدى الدولة الاسلامية فائض كساء فتقسمه على الناس، فقد قسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مروطاً بين بعض نساء أهل المدينة، فبقي منها مرط جيد فاختص به أم سليط.وقال: كانت تزفر لنا القرب يوم أحد.
. وقال مسلم في رواية أخرى : قالت عائشة :
خرج النبي ليلة غداة وعليه مرط در حل من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال :
«إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت ويطهركم من هذه الرواية، للمرء أن يتصور حجم ذلك المرط.
ومجمل القول أن المرط کساء يأتزر به وربما يتجلل به وأنه يصنع من الصوف أو الخز وربما صنع من غير ذلك من المواد، وأن له ألوانا منها الأسود.
وربما كان المرط ذا حجم كبير، وعلى الرغم من كونه لباساً خاصاً بالنساء غالباً إلا أنه في بعض الأحوال قد يلبسه الرجال .
والسؤال الذي تصعب الإجابة عنه حاليا هو: ما الفرق بين الإزار والمرط أو الرداء والمرط؟