النصيف
يعرف الأزهري النصيف بأنه الخمار، ولكنه ينقل عن أحد مصادره أن النصيف: «ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها، سمي نصيف، لأنه نصف بين الناس وبينها فحجز أبصارهم عنها.
وقال : والدليل على صحة ما قاله : سقط النصيف… لأن النصيف إذا جعل خيارة فسقط فليس لسترها وجهها مع كشفها شعرها معنی …
ويرى ابن منظور أن النصيف: الخمار، وقد نصفت المرأة رأسها بالخمار وانتصفت الجارية وتنصفت أي اختمرت…»
أما الفيروز آبادي ، فيذهب إلى أن النصيف: «كأمير: الخمار والعامة وكل ما غطى الرأس …» فكأنه بهذا التعريف يتفق مع ابن منظور، على أن النصيف غطاء الرأس.
ومصدر رابع في حديثه عن ترتيب الخمار، يشبه النصيف بأنه کالنصف من الرداء ويرى أن النصيف أكبر من الخمار.
وجاء في الحديث عن صفة الجنة إشارة إلى النصيف. فقد قال رسول الله : «… ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينها ولملأت ما بينها ريحة، ولنصيفها – يعني الخمار – خير من الدنيا وما فيها» .
وجاء في رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه فيها توضيح للمقصود بالنصيف فقد قال : قال رسول الله :… “ولنصيف امرأة من الجنة . خير من الدنيا ومثلها معها”. قال: قلت: يا أبا هريرة ما النصيف؟ قال : الخمار.
وهناك رواية أخرى تبين أن النصيف يوضع على الرأس ففي حديث النبي عن فضل الجهاد وما ادخره الله للمجاهدين في الدار الآخرة من النعيم، قال:
“ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة . . . ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها”.
هذا بعض ما جاء من الروايات في شأن النصيف، ويظهر منها أن النصيف من الأغطية التي توضع على الرأس، وأنه نوع من أنواع الخمار الخاص بالنساء، ولكن ربما كان أكبر من الخمار قليلا. وإن كان في تعريفات اللغويين ما يذهب إلى أن النصيف ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها. وللتوفيق بين روایات المحدثين وتعريفات اللغويين فإنه يمكن الافتراض أن النصين نوع من الثياب أو الأردية تضعة المرأة على رأسها وتجلل به بدنها.