ماهي الجبة ؟

 الجبة 

الجبة

ضرب من مقطعات الثياب، تلبس، وجمعها جبب وجباب، والجبه من أسماء الدرع. وقال الراعي :

 لنا جبت وأرماح طوال     بهن نمارس الحزب الشطونا،

 وما دامت الجبة من مقطعات الثياب، فهي إذا ما يقطع ويفصل ويخاط.

وهي والحال كذلك لا تصلح لكل إنسان بل لا بد لكل لابس من جبة تناسبه .

والروايات في كتب الحديث عن الجبة كثيرة، وسنلقي الضوء على بعض منها.

فقد روى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله ، انطلق الحاجته ثم أقبل .. فتوضأ وعليه جبة شامية .

وفي مناسبة أخرى يذكر المغيرة وضوء رسول الله ؟ فيقول: … فغسل وجهه ويديه وعليه جبة من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها.

 ويقدم لنا المغيرة رواية أخرى عن جبة رسول الله  فيذكر أن النبي  لبس جبة رومية ضيقة الكمين.

 وفي رواية أخرى للمغيرة بن شعبة يصف فيها وضوء رسول الله ؟ فيقول: … ثم أراد أن يخرج ذراعيه وعليه جبة من صوف من جباب الروم، ضيقة الكمين فضاقت فادرعها ادراعاً… .

ومن إحدى الروايات يظهر لنا أن الجبة لباس کامل، لا يحتاج لابسها  إلى شيء آخر معها .

إذ يصف لنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه إحدى جباب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : خرج علينا رسول الله ؟ ذات يوم وعليه جبة رومية من صوف، ضيقة الكمين، فصلى بنا فيها ليس عليه شيء غيرها.

وإضافة إلى هذه الجباب التي ذكرناها، فإن هناك جبابا من نوع فاخر يتهاداها كبار القوم، فقد أهدى الأكيدر صاحب دومة الجندل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من ديباج منسوج فيها بالذهب، فلبسها رسول الله  وصعد المنبر ثم نزل، فجعل الناس يلمسونها بأيديهم، فقال: «أتعجبون من هذه؟ لمناديل سعد في الجنة أحسن مما ترونه، والمقصود بسعد هنا سعد بن معاذ رضي الله عنه .

ومن الجباب الفاخرة، الجبة الكسروانية، وقد لبس رسول الله هذا النوع، حيث إن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، أخرجت جبة طيالسة کسروانية لها لبنة دیباج وفرجاها مكفوفان بالدیباج، فقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قبضت، فقبضتها وكان النبي و يلبسها .

وهناك نوع من الجباب لم يكن مرغوباً من لدن رسول الله ، ولم يكن يشجع أصحابه على ارتدائه، وذلك مثل جباب السندس،

فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة سندس إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاءه عمر يقول: بعثت بها إلي وقد قلت فيها ما قلت؟ قال: «إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، وإنما بعثت بها إليك لتنتفع بثمنها» . ومثلها جباب الديباج ، فقد أهدی رسول الله ، جبة ديباج إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، .. فقال : يا رسول الله ! قلت: «إنما هذه لباس من لا خلاق له» أو «إنما يلبس هذه من لا خلاق له، ثم أرسلت إلى هذه؟ فقال له رسول الله : «تبيعها وتصيب بها حاجتك» .

والرسول ، لا يحرم هذا النوع من اللباس ولكنه يكرهه لأصحابه، وفي الوقت نفسه لا يرى حرجأ من بيعه والانتفاع بثمنه . وقد دخل رجل على رسول الله ؟ وعليه جبة لبنتها – الرقعة التي توضع في جيبها – دیباج، فقال رسول الله، لبنة من نار» .

وهذا التعليق من رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر ضيقة وتبرمه من هذا النوع من اللباس، ويخوف لابسه بالنار .

 وآخر أنواع الجباب التي يشملها الحديث هنا، جبة السيجان ، فقد جاء رجل من أهل البادية وعلبه جبة سيجان مزرورة بالدیباج .. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته وقال: «ألا أرى عليك لباس من لا يعقل» .

ويبدو أن الرسول ليلة لم ينكر الجبة لذاتها، ولكنه ينكر ما فيها من دیباج، وإذا قبلنا بهذا التعليل، فما القول بجبة رسول الله له المكفوفة بالدیباج والتي حتى موضع الجيب منها (اللبنة) كانت من دیباج؟ يبدو أن الأمر فيه لبس .

والذي يمكن أن يختم به الحديث عن الجبة، أنها من المقطعات، وأنها تعمل من مواد شتى مثل السندس والديباج والصوف، والفاخر منها قد يدخل في نسيجه خيوط الذهب.

ومن اللافت للنظر أن معظم الجباب تأتي من خارج الجزيرة العربية ، فبعضها من الشام والبعض الآخر من بلاد فارس وبلاد الروم .

 وكذلك يمكن الاستنتاج أن أثمانها لم تكن رخيصة .

Scroll to Top