ماهي الحركة الوهابية في الاسلام؟

 الحركة-الوهابيةالوهابية: Wahhabism

ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي بالجزيرة العربية.

تنسب لمحمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي، الذي ولد في العوينة من بلاد نجد سنة ۱۱۱۹هـ.

 وقد كانت حالة المسلمين في زمانه تتسم بالضعف السياسي والعلمي والسلوکي، فقام بدعوته التي آزرها آل سعود حكام المنطقة.

وتأثر بهذه الحركة كثيرون خارج الجزيرة العربية، وأخذت صبغة سياسية إلى جانب الصبغة الدينية.

وتقوم دعوتهم على تنقية الدين من الشوائب عقيدة وسلوكاً، غير أن كل دعوة إصلاحية لابد لها من أمرين أساسيين:

 أولهما العبقرية الفذة التي تخلص الفكر والسلوك من الشوائب على نسق الأئمة السابقين في بحوثهم الدقيقة .

وثانيهما الحكمة البالغة في التطبيق، ومن مظاهر هذه الحكمة السماحة وعدم التعصب للرأي الاجتهادی.

 وقد أطلق المتأخرين عليها اسم ” السلفية” إما لأن بعض الناس لا يرتاحون إلى التسمية القديمة، وإما لأن بعض مبادئها يقوم على الإيمان بالآيات المتعلقة بصفات الله إيماناً يتمسك بظاهرها دون تأويل لها، وذلك في مثل الآيات التي تثبت لله اليد والعين والوجه والجلوس على العرش، وما جاء من نصوص نبوية من إثبات الإصبع والرجل والمشي وما إليها، وذلك هو مذهب السلف الذين يقولون في الآيات المشتبهات و … “وما يعلم تأويله إلا الله” … 7 آل عمران.

 واقفين على هذا المقطع من الآية الكريمة، فهم يثبتون هذه الأشياء لله مفوضين العلم بحقيقتها إلى الله تعالى.

 وما أيدوا به مذهبهم بوجه عام قول النبي – ص- ” إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشیء من دینکم فخذوا، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر “.

وللحركة مجموعة من المبادئ التي جهر بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، يمكن تلخيصها في الآتي:

١ – التوحيد، والعودة إلى أصول الإسلام الصحيحة.

۲ – الجهاد في سبيل ذلك، وجوار قتال مانعي الزكاة وتاركالصلاة.

۳- ترك زيارة القبور؛ لأن الميت بعد الدفن أحوج إلى الدعاء لا أن يدعی.

4 – منع اتخاذ التمائم، والتبرك بالشجر والحجر، والذبح لغير الله، والنذر الغير الله، والاستعاذة بغير الله.

وكل ذلك من الأمور الموافقة المبادئ الإسلام وغير جديدة.

 أما تجديد الدعوة آنذاك إلى التمسك بها فيعني أن المجتمع الذي نشأ فيه الشيخ كان قد خرج عليها .

ويذهب بعض الدارسين إلى القول بأن “الوهابية” تتشابه مع ما سبق أن نادی به ابن تيمية في بلاد الشام قبل ذلك بأربعة قرون، الذي قال : إن الشهادتان وحدها لا تكفيان ما لم يلتزم قائلهما بالشرائع والواجبات، واعترض على المقامات والأنصاب، وعلى زيارة قبور الصالحين.

وقد أثارت آراء بن تيمية قلقاً في نفوس الحكام في مصر والشام والعراق تحت حكم المماليك، وانتهى أمره بالسجن حتى وفاته.

 أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فلم يواجه حكومة مركزية، فالجزيرة العربية آنذاك كانت مجموعة من الإمارات المتناثرة، ولا تخضع لسلطة مركزية .

ولقد واجه الشيخ محمد بن عبد الوهاب مصاعب كثيرة في نشر أفكاره في حريملاء التي كان بها عند وفاة والده، وفي العيينة التي اضطر أميرها عثمان بن معمر إلى إخراجه منها امتثالاً لأمير الإحساء سليمان بن محمد الذي هدده بقطع الخراج عنه. وذهب لاجئاً إلى “الدرعية” في ضيافة الأمير محمد بن سعود وسرعان ما تفاهما، وأصبحت الدرعية دار هجرة لأتباع الشيخ.

 وقبل الشيخ بسلطة الأمير واحتفظ لنفسه بمقام دیني، وهكذا نشا الإطار السياسي للوهابية.

 وقد أوفي آل سعود بالعهد لآل الشيخ ولم يتغير تقديرهم لهم على مر السنين، إذ احتل آل الشيخ المراكز الرئيسة في الإفتاء والتعليم فضلاً عن رابطة النسب فيما بينهم.

وقد كان الأمير عبد العزيز بن محمد آل سعود الحاكم الثاني للدولة السعودية الأولى (1158 – 1233 هـ/ 1745 – 1818م) أقرب آل سعود إلى قلب الشيخ، وهو الذي جعل للشيخ المقام الأول في الدولة. وعلى هذا نشأ تلازم بين الوهابية والسعودية، فبفضل الوهابية أقام آل سعود دولتهم الأولى التي شملت جبال شمر (۱۷۹۹م)، والحجاز وعسير (۱۸۰۲م)، وهددت المناطق الجنوبية في بلاد الشام حتى حوران، والمناطق الجنوبية الشرقية للعراق.

وصار التدخل العثماني أمرا محتوماً فكان ما كان من حملة محمد على باشا والى مصر العثماني التي حطمت الدرعية، وأخرجت آل سعود من أغلب الحجاز (۱۸۱۱ – ۱۸۱۸م).

 ثم أعيدتا دولة آل سعود مرة ثانية ثم مرة ثالثة على يد الملك عبد العزيز في ثلاثينات القرن العشرين

Scroll to Top