الحوتكية
معظم أهل اللغة الذين كتبوا عن مادة «حتك» لم يتطرقوا لها على أنها من اللباس، بل تحدثوا عنها وعن اشتقاقاتها على أنها ضرب من ضروب المشي وصفة من صفات القبح واللؤم والدمامة.
وحيث أنها وردت في أحد مصادر هذه الدراسة كان لا بد من الإشارة إليها في موضعها هنا.
فقد جاء عن العرباض بن سارية قوله : كان النبي يخرج علينا في الصفة وعلينا الحوتكية، فيقول:
«لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوی عنکم وليفتحن لكم فارس والروم».
من ظاهر النص في هذه الرواية يبدو وكأن الحوتكية ضرب من ضروب اللباس المتواضع الرديء.
فالرسول صلى الله عليه وسلم حين رأي أصحابه الفقراء من أهل الصفة في هذا اللباس البالغ الوضاعة وما هم عليه من الحزن بشرهم بأن فقرهم وحزنهم لن يطول حيث أن أعظم ممالك الدنيا في ذلك الحين فارس والروم ستفتح كنوزها لهم.