ماهي النعال ومما تصنع؟

النعال 

ينقل الأزهري عن الليث تعريف النعال بقوله :

«النعل : ما جعلته وقاية من الأرض . قال : ويقال : نعل ينعل وانتعل إذا لبس النعل ..”

 والنعل في مصدر آخر هو: «الحذاء، مؤنثه… تقول نعلت وانتعلت، إذا احتذیت» .

المصادر الحديثية التي بين أيدينا تمدنا بالكثير من الروايات التي تتعرض إلى النعال بطريقة أو بأخرى، وقد لا يكون من الضروري الإتيان عليها جميعها، حيث سنكتفي بالإشارة إلى ما يخدم الغرض فحسب.

 ففي حديث الرسول لة عن أدنى أهل النار عذابا يقول:

«إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار، يغلي منها دماغه من حرارة نعليه».

 وأشار صلى الله عليه وسلم إلى نعال نبي الله موسى عليه السلام بقوله:

«كان على موسى يوم كلمه ربه کساء صوف… وكانت نعلاه من جلد حمار میت».

وحث النبي و أصحابه على الانتعال، فقد قال جابر بن عبدالله رضي الله عنها، سمعت النبي يقول في غزوة غزوناها:

«استكثروا من النعال. فإن الرجل لا يزال راكباُ ما انتعل»

 کما حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، على الانتعال مخالفة لأهل الكتاب.

 فحين قال له أصحابه، یا رسول الله : إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون. قال لهم : «فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب».

 ووجه النبي و أصحابه إلى الطريقة المثلى للبس النعل، فقال:

«إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ بالشمال …».

كما نهى أصحابه عن المشي بنعل واحدة. فقال :

«لا يمشي أحدكم في نعل واحدة، ليحفهما جميعا أو لينعلهما جميعا».

وقال: «إذا انقطع شسع  أحدكم فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلحها» .

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه في وصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقشفه : إنه لبس الصوف واحتذى المخصوف.

 والمقصود بالمخصوف هنا النعال.

فأنس في حديثه هذا يبين للناس خشونة لباس رسول الله .

وجاء في رواية : رأيت نعل نبیکم محصوفة.

 وفي لفظ آخر رأيت في رجل رسول الله و نعلا محصوفة .

 ومن أسلوب التأكيد على المخفوص في حديث أنس رضي الله عنه وكذلك الروايتان اللتان أعقبتاه يمكن الاستنتاج أن النعال المخصوفة ليست بأفضل الأنواع ولعلها من أنواع الأحذية الخشنة المتواضعة وإلا فلا معنى للتأكيد على كونها محصوفة.

وجاء في صفة نعال النبي في رواية لأنس بن مالك رضي الله عنه: إن نعل رسول الله

كان لها قبالان.

 وفي رواية لابن عباس رضي الله عنهما: كان لنعل النبي  قبالان .

وفي إحدى الروايات يظهر أن الجوارب تلبس مع النعال.

 فقد توضأ النبي ومسح على الجوربين والنعلين.

 وتوضأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسح على النعلين.

وكما أن النبي كان يمسح على النعلين في الوضوء فإنه كان أحيانا يصلي بها.

ولبس النعال من لوازم الإحرام.

 حيث قال : «من لم يجد نعلين فيلبس خفين ..» وقال له : «… وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين …».

ومن بعض الروايات يتضح كذلك أن الانتعال ليس مقصورة على الرجال، بل المرأة تلبس النعال.

 فقد ابتاع عبدالله بن عمر رضي الله عنها جارية بطريق مكة فأعتقها وأمرها أن تحج معه. فابتغى لها نعلين .

 فلم يجدهما، فقطع لها خفين أسفل من الكعبين .

 وجاء في رواية أخرى ما يوحي بأن عائشة رضي الله عنها كانت تنتعل .

 وهذا لا يتنافي بالطبع مع ما روي عن عائشة رضي الله عنها حين قيل لها إن امرأة تلبس النعل . قالت: لعن رسول الله و الرجلة من النساء .

لأن ظاهر الحديث لا ينصرف إلى النعل بل ربما المقصود منه أبعد من ذلك.

 ومن المحتمل أن تعال النساء تختلف عن نعال الرجال وذلك من حيث الشكل على الأقل.

ومن طريف ما يروى في هذا السياق أن النعال صارت مرة مهر للزواج.

 حيث يروى أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين . فقال لها رسول: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين ؟ » قالت : نعم. فأجازه.

كما استعملت النعال في عهد النبي و أداة في تنفيذ العقوبة .

 فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله  ضرب الحد بنعلين أربعين .. قال : أظنه في الخمر .

وفي لفظ آخر، قال : أتي برجل . قال مسعر أظنه في شراب – فضربه النبي و في الخمر بنعلين أربعين  فلما كان زمن عمر جلد بدل كل نعل سوطاً.

ويستنتج من الرواية – الأخيرة أن النعال ظلت أداة في تنفيذ بعض العقوبات بدءا من أيام رسول الله لي وأيام أبي بكر رضي الله عنه، وفي أيام عمر رضي الله عنه استعملت السياط بدلا منها .

ويبدو من بعض الروايات أن بعض الناس في أيام الرسول و كانوا يصنعون نعالهم بأنفسهم وأن عليا رضي الله عنه كان منهم.

حيث جاء في رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم لأصحابه:

 «إن منكم من يقاتل على تأويله – القرآن – کا قاتلت على تنزيله».

 فقام أبو بكر وعمر . فقال : «لا، ولكن خاصف النعل» وعلي يخصف نعله .

وفي رواية أخرى، قال عمر : من هو یا رسول الله؟ قال: «هو خاصف النعل» وكان أعطى عليا نعله يخصفها ومن خصف النعل أو صنعها بنفسه الصحابي أبو قتادة السلمي رضي الله عنه قال: «… ورسول الله نازل أمامنا والقوم محرمون … وأنا مشغول أخصف نعلي».

وتصنع النعال من الجلد، وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم نعال مصنوعة من جلود البقر.

 وهذا يقود إلى احتمال صناعة النعال من جلود الإبل كذلك وربما غيرها من الجلود.

وهناك أنواع للنعال، منها السبتية ، وهي النعل التي ليس فيها شعر وقد لبسها الرسول

وتوضأ فيها.

 ويبدو أن هذا النوع من النعال هي نعال أهل النعمة والسعة .

 ومن أنواعها كذلك الحضرمية والمخصرة المعقبة الملسنه، وقد لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم كل هذه الأنواع .

 ومن نافلة القول إن النعال تأتي على أحجام منها الصغير والكبير، والمعروف لدينا أن نعل

جرير بن عبد الله رضي الله عنه كان طولها ذراع  ! ولا يخفى ما في هذا الحجم من مبالغة..

وعلى الرغم من الأحاديث النبوية التي تحث الناس على الانتعال، والآداب المرافقة لذلك. فإن الانتعال في أيام الرسول لم يكن فاشية بين الناس، ولا يستبعد أن يكون مرد ذلك عدم القدرة.

 وهذا على الأقل ما توحي به إحدى الروايات.

 ففي الحديث عن مرض سعد بن عبادة رضي الله عنه، قال رسول الله  لأصحابه:

 «من يعوده منكم؟» فقام وقمنا معه. ونحن بضعة عشر. ما علينا نعال ولا خفاف… نمشي في تلك السباخ.

ومن الروايات السابقة يمكن القول إن النبي صلى الله عليه وسلم انتعل وحث على الانتعال. وقد لبسها الرجال والنساء.

 وأن النعال استخدمت في بعض الأحوال لغير المقصود منها كأن تكون مهراً أو أداة لتنفيذ عقوبة.

وصنعت النعال من الجلد.

 وقد يصنع المرء نعاله بنفسه، وقد تأتي النعال من خارج الحجاز مثل النعال الحضرمية. ومن النعال ما يكون ذا شعر ومنها ما يكون بدون شعر كالنعال السبتية .

أما الأمر الذي لم تفصح عنه الروايات المتقدمة فهو أثمان النعال ، حيث إنها لم تتطرق إلى شيء من ذلك.

Scroll to Top