ماهي النمرة أو النمار؟

النمرة 

النمرة، بردة مخططة ..

وكل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة. وجمعها نمار». وجاء في تعليل تسميتها بالنمرة قوله:

 «كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض وهي من الصفات الغالبة »  . والنمرة في التعريف السابق إزار مخطط، وربما أتخذ من الصوف  .

 وجاء في الحديث أن النبي حين اشترك مع قريش في الجاهلية ببناء الكعبة بعد هدمها كان يحمل حجاره من أجياد ، وعليه نمرة …

وخطب النبي  يوم الجمعة فرأى عليهم ثياب النمار فقال :

«ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته».

ويبدو من ملاحظة الرسول عليه الصلاة والسلام وحثه للناس على اتخاذ ثياباً خاصاً بيوم الجمعة أن النمار لم تكن من اللباس الملائم ليوم الجمعة، لوضاعتها أو لاتساخها أو للأمرين معا.

ويقدم أحد أصحاب رسول الله ؟ صورة أخرى للابسي النمار بقوله :

كنا عند رسول الله في صدر النهار .. فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف ..

فتمعر وجه رسول الله لما رأى بهم من الفاقة، فصلى بالناس وخطب فيهم وحثهم على الصدقة .

والشيء الذي توحي به هذه الرواية أن النمرة، وهي إزار الصوف لا يلبسها إلا ذو الفقر والحاجة.

وربما كني أبو هريرة رضي الله عنه عن الفقر الذي كان عليه هو وأصحابه أيام رسول الله ، بالإشارة إلى نوعية اللباس الذي كانوا يلبسون حيث قال : … وإنما كان لباسنا مع رسول الله النمار.

وتقول أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: كان المسلمون ذوي حاجة يأتزرون بهذه النمار .

 فكانت إنما تبلغ أنصاف سوقهم أو نحو ذلك.

فسمعت رسول الله و يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الأخر – يعني النساء . فلا ترفع رأسها حتى نرفع رؤوسنا، كراهية أن تنظر إلى عورات الرجال من صغر أزرهم».

ونمرة الصحابي عكاشة بن محصن رضي الله عنه أشهر من أن تذكر، فحين سمع النبي يقول:

«يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا…»

قام عكاشة، يرفع نمرة عليه ويقول

 «أدع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعله منهم».

وهذه الرواية توحي بأن النمرة قد تكون رداء، وإلا فكيف لعكاشة أن يرفع النمرة التي عليه ؟. .

وكما كانت النمرة إزاراً ورداء كانت كفنا في بعض الحالات.

وبعض النمار تأتي كبيرة بحيث تكون كفنا لاثنين، فقد کفن والد جابر بن عبدالله رضي الله عنها وعمه يوم أحد في نمرة واحدة.

.. وخلاصة القول أن النمرة كساء صوف مخطط بالأبيض والأسود وهي من مآزر الأعراب وربما سميت بالنمرة لأن ألوانها شبيهة بلون النمر.

 وإضافة إلى كونها إزارا، فقد استعملت رداء وكفنا حسب ما تقتضيه الحاجة .

وبما أن النمرة من لباس أهل البادية وأنها من الصوف فمن المحتمل أن تكون من الصناعات البدوية.

والروايات السابقة تؤكد أن النمرة من لباس أهل الحاضرة أيضا!

والأمر الذي لم تفصح عنه المصادر هنا هو ثمن النمرة، فليس فيها تقدم ما يجيب عن مثل هذا السؤال.

Scroll to Top