القـدريــة
خاض المسلمون في القضاء والقدر في أخر عصر الراشدين وعصر الأمويين وقالوا أن كل فعل للإنسان هو إرادته المستقلة عن إرادة الله سبحانه وتعالي ومن هؤلاء المعتزلة.
وقال قوم لقد نفوا القدر عن الله وأثبتوه للعبد فسموا لذلك قدرية إذ جعلوا كل شئ لإرادة الإنسان وقدرته فكأنما أعطوا الإنسان سلطاناً على القدر.
وقيل أن أول من تكلم في القدر رجل من أهل العراق كان نصرانياً فأسلم ثم تنصروا أخذ عنه معبد الجهني وغيلان الدمشقي ومن هذا نرى الفكرة دخيلة في الإسلام وقد تولي معبد الجهني الدعوة في العراق وتولي غيلان الدمشقي الدعوه بدمشق.
فأما ( معبد ) فقد أخذ يدعوا إليها زمناً غير قصير حتى كانت فتنة ( عبد الرحمن بن الأشعث ) فأنضم إليها ولما هزم ( ابن الأشعث ) كان ( معبد ) ممن قتلهم الحجاج باعتباره من دعاة الفتنة.
أما غيلان فقد أستمر داعياً لها بالشام وقد ناقشه ( عمر بن عبد العزيز ) في نحلته وقطع حجته فوعده ( غيلان ) ألا يتكلم بهذا الأمر ولكنه عاد لدعوته بعد موت ( عمر بن عبد العزيز ) حتى جاء ( هشام بن عبد الملك ) وقد كثرت هذه النحل وصارت فارس وخراسان مصدرها وأحس بالخطرعلى دولته فقتل واليه على خراسان ( الجعد بن درهم ) لقوله أن القرآن مخلوق وتتبع غيلان ودعاة للمناقشة مع الإمام الأوزاعي وبعد المناقشة قتله(هشام).
ولم يمت المذهب بموت ( غيلان ) فقد دام في أهل البصرة قروناً طويلة وتحول إلي ما يشبه مذهب التنويه فقد نسبوا لله فعل الخير ولأنفسهم فعل الشر من غير أن يكون لله إرادة بل معاندين في ذلك إرادته.
معتقداتهم
نسبوا التقدير لأنفسهم لا إلي الصانع وكانت المعتزلة قدرية وقالوا أن الله ليست له قدرة ولا إرادة وأن أفعال العباد مخلوقة لهم وليس الله خالقها.
والقدرية أثبتوا تقديرين أحدهما لله والأخر للعبد وجعلوا التقديرين في مقابلة بعضهما وجوزوا حصول أحدهما دون الأخر وزعموا أن تقدير الرب يصير ممنوعاً منه تقدير العبد وهم جعلوا تقدير الله في مقابلة تقدير كل الكائنات.
ومن الفرق التي خاضت في القدر بخلاف المعتزلة الخابطية والحديثة والحمارية.
الخابطية والحديثة:
هم أصحاب ( أحمد بن خابط ) و ( الفضل الحدثي ) كانا من أصحاب( النظام المعتزلي ) وطالعا كتب الفلاسفة وضما إلي مذهب ( النظام ) ثلاث بدع:
- موافقة النصاري على أن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة.
- القول بالتناسخ.
وقد خرجا كلام التناسخيه والفلاسفة والمعتزلة ببعضها البعض.
الحمارية:
وهم قوم يؤمنون بتناسخ الأرواح وزعموا أن الإنسان قد يخلق أنواعاً من الحيوانات كالديدان والعقارب . وهي من الفرق الخارجة عن الإسلام. كما قال عنها عبد القادر البغدادي
المراجع:
- تاريخ المذاهب الإسلامية – الإمام أبو زهرة.
- الملك والنحل للشهر ستاني.
- موسوعة الفرق والجماعات المذاهب الإسلامية – د. عبد المنعم الحفني.
- الفرق بين الفرق عبد القادر البغدادي.
[1] تاريخ المذاهب الإسلامية – للإمام أبو زهرة.
[2] موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية – د. عبد المنعم الحفني.
[3] الملك والنحل – للشهر ستاني.
[4] الفرق بين الفرق عبد القادر البغدادي.