ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر في الآخرة؟
الجواب: الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر في الآخرة : أن الشرك الأكبر لا يغفر لصاحبه إذا لم يتب قبل الموت، ويحبط جميع الأعمال ويخلد صاحبه في النار،
أما الشرك الأصغر فحكمه أنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبة ؛ لعموم قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وأنه يحبط العمل الذي قارنه ولا يوجب التخليد في النار ويدخل تحت الموازنة إن حصل معه حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة وإلا دخل النار وماله الخروج منها. أعاذنا الله منها.
س: ما الآثار المترتبة على شرك المشرك ؟
الجواب: آثار الشرك على المشرك لا تنحصر ويكفي العاقل زجراُ واحدة منها فأعظم ضرر:
١- خسارة الدنيا والآخرة، قال تعالى: ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين).
۲- أن الشرك يميل بصاحبه عن الطريق ويفصله ويبعده عن الصراط المستقيم، قال تعالى: (يدعوا من دون الله ما لا يضره. وما لا ينفعه ذلك هو الضلل البعيد).
٣- أن ضرر الشرك أقرب من نفعه، قال تعالى: (يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه).
4- أن المشرك سلك طريقة مذمومة ومعوجاً: ( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على سراط مستقيم).
5- أنه يخسر أهله مع خسارته نفسه: ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا ذلك هو الخسران المبين).
6- من الأضرار المعنوية أن المشرك يفقد الطمأنينة والأمن والاهتداء في الدور الثلاث دار الدنيا دار البرزخ – الدار الآخرة، قال تعالى: (الذين آمنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا يذكر الله تطمئن القلوب) ، فشركه أفقده هذه الطمأنينة، وقال تعالى: (الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أوليئك لهم الأمن وهم مهتدون ).
۷- الشرك أكبر ظلم يظلم به الإنسان نفسه، قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظیم).
۸- الشرك لا ينفع معه عمل مهما كان، قال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شهدين على أنفسهم بالكفر أوليك حيطت أعملهم وفي النار هم خالدون)، وقال تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعله هباء منثورا).
9- الشرك والكفر كما يضر الشخص به نفسه يضر مجتمعه فيسبب الافتراق والاختلاف ومن ثم يقع التناحر والتقاطع والتدابر؛ لأن طريق الحق واحد وطرق الشرك والكفر والباطل متفرقة متشتتة : (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) أي: مختلط.
۱۰ – الشرك يسبب الخسارة المادية فإنه مهما بذل في سبيل باطله فهو غیر مخلوف بخلاف ما يبذله في طاعة الله فإنه مخلوف عليه، وبذلك يسيء أكبر إساءة إلى من أسدى إليه النعمة ثم بذلها في غير رضاه وفي غير سبيله.
۱۱- ومن آثاره أنه ينتج عنه العقوبة العاجلة فضلاً عن العقوبة الآجلة، قال تعالى: (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
۱۲ – كما أن الفرقة تنتج بسبب الكفر والشرك الحسي والمعنوي فإن التوحيد والإيمان يجمع الكلمة، ويلقي الله هيبة المسلمين في قلوب الأعداء، ويكون الإيمان سبب الغني أيضا؛ لأنهم يأمنون فينطلقون في التماس المعايش والأرزاق قال يجية مخاطبة الأنصار: «ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي». .
۱۳ – أن المشرك يضطرب بين المعبودات وتشتت به الأهواء بينما الموحد يعرف من يعبد، والطريق إليه طريق واحد: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بکم عن سبيله) ..