س: ما المقصود بالكهانة؟ وما تأثير الكهانة على أصول الدين؟
الجواب: المقصود بالكهانة الإخبار عن المغيبات، وقيل : الإخبار عما في الضمير،
وكان الكاهن قبل بعثة النبي محمد حلية، يأخذ من الشياطين التي تسترق السمع، ولا حرست السماء بالشهب بعد مبعث النبي محمد لا صار الكهان يتلقون عن أوليائهم من الجن الأخبار البعيدة، فيخبر الكاهن الجهال بذلك فيقع في أذهانهم وظنونهم أن هذا كرامة لهذا الكاهن فيعتقدون فيه الولاية فيصدقونه بما يقول مما يضرهم في دينهم ودنياهم، قال تعالى:
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)
ومعني استمتاع الإنس بالجن : أن تقضي الجن حوائج الإنس، واستمتاع الجن بالإنس أن الإنس يعظمونهم، وكون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب خير لا يدل على أنه ليس من الشرك .
أما تأثير الكهانة على أصول الدين: فلأنها تتضمن ادعاء علم الغيب وهذا خاص بالله تعالى ولأن الكهانة تعتمد على وسائل الشرك كاستخدام الجن، فكلا الأمرين يؤثر على التوحيد لكونه اعتقد علم الغيب في غير الله واعتقد صحة هذه الوسائل الشركية.
وحكم الكهانة: كفر في الجملة وكذلك التصديق بها، فإذا تضمنت اعتقاد جواز اتخاذ هذه الوسائل الشركية وإضافة علم الغيب للمخلوق فهذا كفر، وإن كان علمه دجلا ، أي : مجرد ادعاء من دون استخدام الجن وتخرصا وتمويها على العامة فهذا حرام ويكون كفرة دون الكفر الأكبر
س44 ما الأسباب الداعية إلى الكهانة؟
الجواب: والأسباب الداعية إلى الكهانة إما عدم الإيمان بالشرع أو ضعف الإيمان، أو محبة لامتصاص الأموال بما يأخذه الكاهن عوضا عن تکهنه وإخباره بما لا يعلمه الناس ما اطلع عليه أولياؤه من الجن فأخبروه به وهذا النوع له مكانته عند الكفار وضعفاء الإيمان من عوام المسلمين في قديم الزمان وحديثه.
س: ما الأسباب الداعية إلى إتيان الكهانة؟
الجواب: الأسباب الحافزة على إتيان الكهان وتصديقهم له عدة عوامل منها : أن الإنسان مجبول على طلب الشفاء وحبه إذا كان الكاهن يستعمل كهانته باسم العلاج،
ومن العوامل ما في غريزة الإنسان من حب الاستطلاع على ما غاب عن نظره وعلمه فيأتي الكاهن ليخبره بما قد حدث وما قد يحدث فيعتقد أن ذلك من الكاهن علم بالغيب وما علم أنه استخدام للجن الذين لا يخدمون إلا على حساب عقيدة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره.
س- ما الآثار المترتبة على الكهانة؟
الجواب: الآثار المترتبة على الكهانة:
1- فقد الإيمان أو ضعفه.
٢- الكفر بما أنزل على محمد
. 3- عدم الثواب على الأعمال الصالحة، عقوبة على ما ارتكبه من معاصي.
٤- حدوث التشكيك بين صفوف المسلمين والأسر ومن ثم ينتج التفرق والتباغض..
٥- بذل الأموال في غير محلها، لتحريم صرفها في الكهانة وأمثالها، ومعلوم أنهم لا يتكهنون إلا بالمال.
6- من آثارها تعلق قلوب العامة بالطرق الممنوعة شرعا وترك الأسباب المباحة شرعاً، كما هو المشاهد من حب العامة للكهان والدجالين وترك الأسباب الناتجة عن خبرة أو دراسة كعلوم الطب.
۷- التفريق بين الزوجين بحيث يستخدم الكاهن بإخباره عما حصل من زوجته إن صدقا وإن كذبا فينتج عن ذلك فراقها وتشتيت شمل الأسرة.
٨- من آثار التكهن والكهانة : الاضطراب النفسي والقلق والضجر؛ لأن مريدها لا يصل إلى نهاية وليس لها غاية، فما طاب منها تبعه، وما فيها من الخبث والأضرار يربو على ما استطابه.
۹- الوقوع في الشرك كأن يصف له الكاهن علاجا شركيا كسفك دم في ساعة محددة وفي مكان معين ووصف للذبيحة، ومعلوم أن الذبح لغير الله شرك .