س- ما التنجيم؟ وما حكم تعلمه؟
الجواب: التنجيم هو: تعلم النجوم ومنازلها وحركاتها ومدی الاستفادة منها، أما حكم تعلمها فبحسب المعلوم منها ومقاصد المتعلم:
(أ) فإن قصد من تعلم النجوم معرفة دلالتها على الجهات وعلى القبلة فهذا جائز وهو ما يسمى بعلم التسيير، قال تعالى: (وعلمت وبالنجم هم يهتدون)،
وهذا النوع میسر لكل أحد لربط حاجات الناس به في أسفارهم جواً وبراً وبحراً وتتعلق به معرفة أوقات العبادات كأوقات الصلوات وتجزئة الليل ومعرفة الأوقات التي يناسب فيها الغرس وبذر الحبوب بإذن الله،
وما وجد من الآلات التي هدى الله الخلق إليها مما تدل على الأوقات فإنها برمجت على علم التسيير في حركة منازل الكواكب والنجوم.
(ب) وإن كان قصد متعلم النجوم ربط تأثير النجوم بالحوادث الأرضية معتقدا أنها فاعلة مختارة فهذا كفر، لاعتقاده أن النجوم مدبرة مع الله – تعالى عن ذلك علواً كبيراً – وإن ربط الحوادث الأرضية بسير الكواكب کاجتماعها وافتراقها أنها مؤثرة بإذن الله فهذا حرام لكونه وسيلة إلى الشرك، قال قتادة رحمه الله: (خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به).
قال تعالى:
“ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً الشياطين»،
وقال سبحانه : “وعلمت وبالنجم هم يهتدون»،
وفي الحديث الوعيد الشديد على من تعلم علم النجوم المحرم:
«ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر»،
فدل الحديث على تحريم تعلم السحر والتصديق به ومنه الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية وادعاء تأثيرها؛ لما فيه من ادعاء علم الغيب والشعوذة وهذا نوع من السحر،
وقال الإمام الخطابي رحه الله: (علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي ستقع في مستقبل الزمان كأوقات هبوب الرياح ومجيء الأمطار، وتغير الأسعار وما في معناها من الأمور التي يزعمون أنها تدرك بمعرفتها بمسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها يدعون أن لها تأثيرا في السفليات وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاط لعلم قد استأثر الله بعلمه فلا يعلم الغيب سواه)، قرة عيون الموحدين ص ۱۸۶.