س- ما هي الشفاعة؟ وما أقسامها مع بيان الجائز منها وغير الجائزوالأدلة؟
الجواب: الشفاعة لغة: مأخوذة من الشفع وهو ضم واحد لآخر وضم صوت لصوت، هذا من حيث اللغة العربية،
والمراد بها في القرآن : الوسيلة التي يتحصل بها المقصود وهي ما تسمى بالواسطة،
والشفاعة التي جاءت في القرآن والسنة نوعان: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة،
والناس في الشفاعة قسمان: قسم أثبتوها مطلقاً وجعلوا صفتها في الآخرة كما كانت في الدنيا، وهؤلاء هم المشركون والنصارى فكلما عين لهم أمر طلبوا ممن له مكانة أن يشفع لهم،
وقسم نفوها مطلقاً وهم اليهود فلم يجعلوا لها أي اعتبار وبعض المبتدعة في أمة محمد (ص)، أثبتها مطلقاً كالمشركين والنصارى، وهم الغلاة في الأنبياء والملائكة والصالحين فزعموا أن مجرد طلب الشفاعة منهم نافعة، وبعض المبتدعة نفاها ولم يثبت منها إلا الشفاعة الكبرى لفصل القضاء،
وأما أهل السنة والجماعة فقالوا: الشفاعة شفاعتان: شفاعة منفية عن الكفار والمشركين من أي نوع كان وهي التي في قوله تعالى: (ما تنفعهم شفاعة الشافعين)، وقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)،
وقوله سبحانه: (ليس لهم من دونه ولي و لا شفيع،)
وشفاعة مثبتة بشرطين:
الشرط الأول: إذن الله للشافع أن يشفع. والشرط الثاني: رضا الله عن المشفوع له.
قال تعالى: (لا يشفعون إلا لمن ارتضى)، وقال: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)،
وجمع الشرطان في قوله تعالى: (وكم من ملك في السماوت لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله من يشاء ويرضى،)
ولما نفى الله الملكية عن غيره ونفى الشركة ونفي العوين نفي الانتفاع بالشفاعة إلا من بعد إذنه، قال تعالى:
قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)
قال بعض العلماء: إن هذه الآية تقطع عروق الشرك من القلوب حيث دحضت مزاعم من طلب الشفاعة بغير هذين الشرطين أو زعم نفي الشفاعة مطلقاً، فثبت أن المستحق للشفاعة هو من مات على التوحيد كما سئل النبي ليلة من أحق الناس بشفاعتك؟
قال: «من قال لا إله إلا الله خالصة بها قلبه»
والشفاعة المثبتة على أقسام: الشفاعة العظمی: وهي شفاعة النبي (ص)
لفصل القضاء وهي لا يستطيع من يدعي الإسلام إنكارها، وشفاعة النبي (ص) في استفتاح الجنة لدخول المؤمنين، وشفاعته في رفع درجاتهم، وشفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب، وشفاعته في أهل الكبائر من أمته أن يخرجوا من النار وشفاعته في قوم استوجبوا النار أن لا يدخلوها، وشفاعة الملائكة، والأنبياء، والصالحين، والأفراط؛ وفي الصحيح من حديث أبي سعيد (ر ض) مرفوعا قال:
«فيقول الله تعالی شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط»..