دراستنا للبهائية كان لازماً عليناً أن ندرس الطبيعة الجفرافية للمنطقة التي بزغت فيها البهائية واي الفرق التي كانت سائدة في هذه الفترة .
أن البهائية خرجت من قلب البلاد الفارسية ” إيرأن حديثاً ” وأن هذه المنطقة الأسيوية كانت معروفة قبل الإسلام بأنتشار المجوسية والأنيوية ؛ والمذوكية : والذارونتية فيها , وأن هذه الديأنات والمعتقدات كانت تؤمن بالنار إلها ويالشمس إلها ويبعض قوى الطبيعة وهذه المنطقة الأسيوية كانت معروضة من الأزل بأنتظار الغائب او الموعود الذي سوف يأتي ويخلص العالم من الظلم والطفيان .
وزارادشت عندما بدأ دعوته بدأها على أساس أنه هو المخلص الذي دعت إليه الديأنات السابقة عليه وبعد دخول الاسلام إلى تلك المناطق الأسيوية تمركزت هذه الفكرة في أذهأن الناس لأن الإسلام أيضاً يدعو إلى أنه سوف ياتي المهدي المنتظر ويحكم الأرض بالعدل والقسط .
وعبر مراحل التاريخ الإسلامي نرى أن كثير من الأشخاص نادوا بأنهم المهدي المنتظر وأن اغلب من نادى بذلك خرج من هذه المنطقة ولأن هذه المنطقة عرفت بأنتشار الفرق الإسلامية .
نبذة عامة عن البهائية:
: البهائية يراها من دعا إليها أنها مكملة للدورة التأمة للتاريخ وأنها بزغت في هذه الفترة لكي تؤدي دورها في ارتقاء وعلو شأن البشرية أخلاقياً وهي تدعو إلى أن كافة الأديان سماوية وغير سماوية أديان إلهية وأن الرسل والأنبياء من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم وغيرهم من دعا إلى الأديان الوضعية كان لهم دور فاعل في النهوض بالبشرية ؛ فآدم وإبراهيم ؛ ومحمد ؛ ويونس , وعيسى ؛ وبوذا وكونفشيوس ؛ وكرشنا و وزارادشت كلهم أنبياء من عند الله ارسلهم الله على رأس الألف سنة لكي يكون النبع الروحي بين الله ويين عباده متصلاً وأن أظهره الله هذه الفترة على راس ألف سنة بينه وبين محمد وورد ما يعتقدونه في الكتاب الأقدس الذين يعتقدون أنه من عند الله الأقدس ( 37 ) :” من يدعى أمر قبل إتمام الف سنة كاملة أنه كذاب مفتر نسأل الله بأن يؤيده على الرجوع أن تاب أنه هو التواب ومن أصر على ما قال يبعث عليه من لا يرحمه أنه شديد العقاب ” .
والبهائية تدعو إلى وحدة الأديان سواء كانت أديان من عند الله أو من وضع بشر وأن الحقائق الدينية نسبية وليست مطلقة جاءت على قدر طاقة الانسان المتغيرة من عصر إلى آخر وهم ينادون بوحدة الجنس البشري والعامل الأساسي الذي سوف يؤدي إلى هذه الوحدة هوالدين والوحدة متمثلة في اعتناق البشرية للبهائية وجعل البشرية باسرها تتحدث لغة واحدة,
وورد ما يؤيد قولهم الذي يدعونهم في كتابهم الأقدس (189) : ” ياأهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من على الأرض وكذ لك من الخطوط أن الله يبينَ لكم ما ينفعكم ويفنكم عن دونكم أنه لهو الفضال العليم الخبير” .
نبذة تاريخية ؛
البهائية دعا إليها ميرزا حسين علي النوري ولقبه بهاء الله وأعلن أنه مبعوث من عند الله عام 1863م وأنه هو المقصود في البشارات التي بشر بها على محمد ولقبه الباب والذي أعلن عن تلك البشارات عام 1844م .
ويبدأ التاريخ البهائي بإعلان الدعوى البابية في عام 1844 ولقد لعبت الفرقة الشيخية دوراً هاماً في تهيئة أذهان الناس لقبول دعوى البابية بما كانت تنادي به من اقترات ظهور الغائب ” المهدي المنتظر ” وهذه الفرقة أسسها الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحساني المولود بشبه الجزيرة العربيه عام 1743.
وقال بأن الإمام الموعود لن يخرج من الفضاء وأنما سوف يولد في صورة شخص من أشخاص هذا العالم وكان لتلميذ الإحسأني الشيخ كاظم الرشتي دوراً هاماً في تهيئة الأذهان حين ذلك لقبول دعوى الإحساني بقرب قدوم المهدي المنتظر وحدد أوصافه وعلاماته وأوصى خاصة تلاميذه بالتشتت في الأرض والبحث عنه .
وتوفي الشيخ كاظم الرشتي وهام تلامينه في أنحاء الأرض الفارسية بحثاً عنه بما لديهم من أوصاف وعلامات وفي غضون عام من انتشارهم التقى السيد حسين بشرو في احد تلاميذ الرشتي بالسيد علي محمد أحد تجار واعيان شيزار : وتقول بعض المصادر البهائية بأن السيد علي محمد كشف النقاب عن حقيقته للسيد حسين بشرولي وقال بأنه ( الباب ) وأنه المقدمة لمجيء من يظهره الله على حد اعتقاده وقبل السيد حسين بشرو هذا الادعاء من السيد على محمد وكان له دوره الفاعل في نشر ما دعاه على محمد بين تلاميذه وبيلغ عدد المصدقين لدعوى على محمد ثمانية عشر وبدات الدعوى البابية في الظهور وقام علماء إيران والعالم الإسلامي بمناهضة هذه الدعوى والرد عليها لما لها من أهداف هدامة ومن شأنها تقويض أركان الدين وهدمه , وقامت السلطات الإيرانية الوقوف مواجهة هذه الأفكار وصدر أمر بسجن علي محمد في قلعة ماه كوه ثم قلعة جهريق بإقليم أذربييجان .
و مدة سجنه كان علي محمد يلتقي بأتباعه ويتابع خططه التي من شأنها تشتيت الرأي العام لكي يسهل على بعض البلاد الطامعة في احتلال إيرأن ودخولها , و هذه الفترة تولى محمد شاه وخلفه على العرش الأمير ناصر الدين ولم يتجاوزالسادسة عشر من عمره وقام الشاه بجمع العلماء وفتواهم عن دعوى البابية وأفتى العلماء بإعدام الباب ؛ ونفذ فيه حكم الإعدام وثارت ثائرة البابيون وأعوأنهم وقاموا بمهاجمة الشاه وخططوا لاغتياله وأسفرت محاولتهم عن إصابة الشاه ولكنه لم يمت وعلى اثر ذلك قام الشاه بسجن البابيين ونفيهم خارج البلاد لما قاموا به من تخريب في البلاد ولمحاولة اغتياله .
وكان الميرزا حسين علي النوري أحد اقطاب البابية ومن الذين حكم عليهم الشاه بالإعدام وسجن طهران وكان ينتظر دوره في تنفيذ الإعدام إلا أن تدخلت بعض القوى السياسية وخصوصاً الروسية والصهيونية في الضغط على شاه إيرأن للإفراج عن الميرزا حسين علي النوري وتم الإفراج عنه بالفعل وأمرت السلطات الإيرأنية بإبعاده وتوجه إلى العراق وأقام فيها مدة ثم قرر بهاء الله الاعنزال في جبال السليمأنية وأقامهذه العزلة حوالي عامين .
وبعدها دعا إلى أنه مبعوث العناية الإلهية وكان إعلان دعوته عام 1863 ولقب نفسه بهاء الله وقام بإعداد الرسائل وُوجهها إلى ملوك ورؤساء الدول لإبلاغهم مبادئ البهائية وما تدعو إليه وعلى أثر هذه الدعوة أمرت السلطات العثمأنية بسجن بهاء الله وبعض اتباعه في عكا وقضى في عكا اربعة وعشرون عاماً و في سجنه بعكا دعا إلى أنه أنزل عليه “كتاب من عند الله اطلق عليه الكتاب الأقدس” وأنه يحتوي على الشريعة البهائية ؛ وقبل وفاة بهاء الدين أوصى بأن يتولى الدعوة من بعده ابنه عبد البهاء ليتولى إدارة شؤون أمره وتفسير تعاليمه من بعده وتوفي بهاء الله 29 مايو 1892 .
وقامت بعض الأقلام المأجورة وبعض أبواق النفاق في النفخ حتى أصبحت هذه الدعوة المارقة ديانة لها أتباعها على المستوى العالمي وخلف بهاء الله ابئه عبد البهاء الذي ولد عام 1841 وصاحب والده في كل مراحل حياته واستقى دعوة والده وقام عبد البهاء بشرح تعاليم والده .
ولم ينته سجن عبد اليهاء إلى بعد عزل السلطأن عبد الحميد عام 1909 والتمهيد لقيام الدولة التركية العلمانية التي أنسلخت عن العالم الإسلامي وعن التقاليد الإسلامية على يد كمال اتاتورك ؛ وبعد الإفراج عنه قام برحلة حول العالم بدأها بمصر ثم قام بالترحال في دول الغرب وتوفي عبد البهاء عام
41م.