الدين : تعريفه ونشأته من وجهة نظر الاسلام والماديين

معنى الدين

تعريف الدين

الدين لغة: الخضوع والانقياد , دان فلان لفلان أي خضع له ؛ ودان فلان لله أي  خضع له وسار على منهجه .

واصطلاحاً : هو خضوع مجموعة بشرية وانقيادها إلى قوة أعلى تشعر تجاهه  بالاحتياج والعوذ , والقوة العليا تتمثل في خالق الأرض والسماء ؛ خالق الكون بما  فيه ومن فيه وهو الله سبحانه وتعالى ؛ والديان السماوية الثلاث اليهودية  والمسيحية والإسلام جوهر عقيدتهم هو توحيد الله خالق الأرض والسماء  والدليل على وجوده.

أو الخضوع والانقياد إلى قوة من قوى الطبيعة كالشمس او القمر والنار  وغيرها من مظاهر الطبيعة أو الخضوع لإنسان وجعله يحل محل الألوهية  ويصبح في نظر من يخضع له إله وكان ذلك ما دعت إليه الأديان الوضعية ,  وكما كانت اشكال العبادة البشرية موجودة في بعض الحضارات القديمة مثل  المصرية القديمة التي كانت تقدس الفرعون وتجعله إله من دون الله .

أو خضوع وانقياد مجموعة بشرية لمبدا من المبادئ أو نظرية من النظريات  وجعلها هي المنهج الذي يسيرون عليه ويجعلون هذه النظرية تحل محل الدين مثل المأركسية والشيوعية .

ضرورة الدين بالنسبة للإنسان :

الدين في حياة الناس هام جدا وأهمينه لا تضاهيه أهمية ؛ ولو تتبعنا تاريخ  البشرية مند أن خلمها الله سبحانه وتعالى إلى الآن قلما نجد هناك مجموعة  بشرية تعيش من غير اللجوء إلى قوة عليا , فالإنسان دائما 4في حاجة إلى خالقه , دائماً يلجا إلى الله كل أحواله اليسير منها والعسير , ولكن تصور بعض  الأديان وبعض المجموعات البشرية عن الله سبحانه وتعالى كان مغلوطاً فراحوا  إما يشركون معه آلهة أخرى وأنداد وإما يقدسون مظاهر الطبيعة ويعبدونها  كالنار والشمس والقمر وإما يقدسون بشر مثلهم ويصنعون لهم الصور والتمائثيل ويعبدونهم من دون الله .

وذلك لأن العقل البشري عقل قاصر عن إدراك مهية الله سبحانه وتعالى وتصوره التصور الصحيح لذلك فإن الله سيحانه  وتعالى أرسل الأنبياء والرسل إلى هذه المجموعات البشرية لكي تصحح لهم  المفاهيم المغلوطة عن الله ولكي تبلغهم بأن الله واحد احد ؛ واحد في ذاته و صفاته  وفي افعاله : فمن الناس من آمن بهذه الرسل ومنهم من تمسك بما كان يعبده أباه . وقالوا “هذا ما وجدنا عليه آباءنا ” .

فالله سبحانه وتعالى أرسل الرسل إلى الناس اولاً لتصحيح للناس مفهومهم  عن رب الأرض والسماء ., ثانياً أرسل إليهم الرسل بمنهج يسيرون عليه ؛ هذا المنهج  ينظم لهم حياتهم ويجعلهم مربوطين بريهم ‏ كل لحظة من لحظات حياتهم  وهذه هي العبادة ؛

فالدين ضروري لتنظيم شئون الناس لأن الله سبحانه وتعالى  في إقرار المبداً فإنه يقره بالعدل والقسط والكل امام الله سواء ,ما فرق بين عبد وآخر, ولا بين جنس وآخر,

ولكن الماديون يرون أن الدين خرافة وأن الإنسان ابتدع  فكرة الدين لكي يستعذب بها الذل والهوان الذي كان يعيش فيه ؛ ويقولون بأن الإنسان هوالذي  خلق الإله وليس الإله هوالذي خلق الإنسان . وهذا لانحراف تفكيرهم وضلالهم لأن الكنيسة في القرن السابع عشر والثامن عشر عاملت الناس بكل قسوة وعملت على تعطيل مسيرة التنوير والحضارة بإنشائها محاكم  التفتيش التي كانت تهدم كل فكرة ما من شانها صلاح للبشرية ؛ وتجهض كل رأي سليم يخالف الكتاب المقدس ., فجعلت الناس يفرون من الدين إلى العلم ويجعلون العلم هو ملاذهم وحصنهم الذي لا يهدم أبدا بل إلههم الذي يعبدون .

وتعالوا معنا لكي نرى الذين يقولون بأن الدين خرافة وأنه غير ضروري في حياة الناس ؛ تعالوا لنرى ماذا حل بهم لقد تفشت فيهم الأمراض التي لم يستطيعوا إلى الأن وجود علاجها كالإيدز وغيره ؛ لنرى فيهم التقسيم الخلقي ,  نرى فيهم الأمراض النفسية المزمنة ؛ نرى فيهم الجرائم التي تشيب لها الولدان؛  نرى فيهم أن نسبة الانتحار مرتفعة إلى درجة مخيفة , لأن روحهم خاوية ؛ لأنهم  أنكروا وجود الخالق وجحدوه فجعلهم الله يركنون إلى الأسباب التي يؤمنون بها  وتركهم للدنيا التي يعيشونها ويعبدونها .

 

نشأة الدين :

 نشأة الدين من وجهت نظر إسلامية ( أودينية ) :

إن نشاة الدين من وجهة نظر الإسلام تختلف عن وجهة نظر الماديون ؛  فالإسلام يرى بان الله سبحانه وتعالى خلق آدم أبو البشر وعلمه الأسماء كلها  وكان لخلق آدم حكمة إلهية .

وعاش آدم في الجنة وخرج منها لعصيانه ربه بأكله  من الشجرة ؛ وتاب الله سبحانه وتعالى عليه : ” وتلقى آدم من ربه كلمات فتاب  عليه ” وكانت حكمة الله من خلق آدم هو عمارة الأرض واستخلافه فيها , يقول  ربنا : ” وإذ قال ريك للملائكة إني جاعل ذ الأرض خليفة ” ( البقرة – 129 ) ‏

ونزل آدم على الأرض لعمرتها ونزل آدم برسالة من الله سبحانه وتعالى إلى ذريته فحواها توحيد الله الخالق وعبادته » وعاش آدم مع اولاده يغرس فيهم توحيد الله  ويغرس فيهم نعاليم ريه .

ومات أدم عليه السلام وخلفه من بعده اولاده في عبادة  الله الواحد وتفرق أولاد آدم في انحاء الأرض ومات من كان يعبد اللّه ويبوحده  وكان شي نظر الأبناء القدوة الحسنة والمثل الصالح وعلى مرالزمان اخدوا  يقدسونهم ويؤلهونهم ويصنعون لهم التماثيل لتخليد ذكراهم ثم ما لبثت أن  أصبحوا آلهة تعبد من دون الله سبحانه وتعالى وانزل الله سبحانه وتعالى الرسل  والأنبياء لكي يصحح لهم مفهومهم الخاطئ عن الربوبية وانهم لا ينقعون ولا  يضرون ولكن من يملك النفع والضر هو الخالق القادر .

 

وجهن نظر الماديين في نشأة الدين :

الماديون يقولون بأن الدين خلقه الإنسان نفسه وأن فكرة الألوهية خلقها  الإنسان وأنه هو الذي خلق الإله وإليك بعض مما ورد ذلك :

يقول فوير باخ : بأن فكرة الدين والإله ليست سوى أشياء من صنع الإنسان  نفسه فليس الإله هوالذي خلق الإنسان بل الإنسان هوالذي خلق الإله في تصوره كقوة تساعده في سعيه لتحقيق رغباته وكفالة أمنه وسلامته , إن  الإنسان هو الكائن الأعلى وستكون نقطة التحول الكبرى في التاريخ عندما يدرك  الإنسان ان الله الوحيد للإنسان هو الإنسان نفسه .

ويقول بأنه خلق الإله وأضاف عليه من الصفات السامية مثل الحق والعدل والقوة والعلم لأن الإنسان نفسه كان يفتقر هذه الصفات في حياته .

ويقول ماركس في ختام رسالته عن أميقور : أن الأدلة التي تساق على وجود الله هي في الواقع أدلة على عدم وجوده ‏ إن الأدلة الحقيقية يجب أن تكون على النحو التالي نظراً لسوء تنظيم الطبيعة فإن الإله موجود نظرا لانعدام الحكمة  العالم فإن الإله موجود .

ونكنشف بهذان الرأيان الذين يبرهنان على انحراف فكري واضح ؛ فإذا كان  ذلك اعتقادهم في عدم وجود إله وأن الدين من صنع الإنسان فليبرهنوا على عدم و جود الله بادلة قاطعة مانعة .

Scroll to Top