من القصص أو المقاطع الجميلة المذكورة في كتاب يا حمار لمؤلفته مريم نور
كان يا ما كان في احد الاسطبلات العربية معشر من الحمير ….
وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن فضعف جسده وتهدلت اذناه وكاد جسده يقٌع على الارض من الوهن،
فأدرك الحمار الأب أن وضع ابنه يتدهور كل يوم وأراد ان يفٌهم منه سبب ذلك فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسيهٌ والصحيةٌ التي تزداد تدهورا فقال له: ما بك يا بني ؟ًّ
لقد احضرت لك افضل انواع الشعير … وانت لا تزال رافضا أن تأكل اخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل ذلك بنفسك؟ هل ازعجك أحد؟
رفع الحمار الابن راسه وخاطب والده قائلاً:
نعم يا ابي … انهم البشر …
دُهش الحمار وقال لابنه الصغير : وما بهم البشر يا بني ؟
فقال له : انهم يسخرون منا نحن معشر الحمير….
فقال الاب وكيف ذلك؟
قال الابن : الم تراهم كلما قام احدهم بفعل مشين يقٌولون له يا حمار … انحن حقا كذلك ؟
وكلما قام احد ابنائهم برذ يلة يقٌولون له يا حمار يصفون اغبياءهم بالحمير … ونحن لسنا كذلك يا أبي … اننا نعمل دون كلل او ملل … ونفهم وندرك … ولنا مشاعر ….
عندها ارتبك الحمار الاب ولم يعرف كيف يرد على ابنه واحتار الحمار …..
كيف يرد الاب على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ولكن سرعان ما حرك اذنيه يمنة و يسرة وبدا يحاور ابنه محاولا اقناعه حسب منطق الحمير ….
انظر يا بُني انهم معشر البشر خلقهم الله وفضَّلهم على سائر المخلوقات ،
لكنهم اساءوا لانفسهم كثيرا قبل ان يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالاساءة …
فانظر مثلا:
هل رأ يت حمارا في عمرك يسرق مال اخيه؟؟
هل رأ يت حمارا ينهب طعام أخيه الحمار؟
هل رأ يت حمارا يشتك على احد من ابناء جنسه؟
هل رأ يت حمارا يشتك اخيه الحمار أو أحد أبنائه؟
هل رأيت حمارا يضرب زوجته واولاده؟
هل رأ يت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي ؟
هل سمعت يوما ما أن الحمير الامريكان يخططون لقتل الحمير العرب؟ من
اجل الحصول على الشعير!!!
هل رأ يت حمارا من دولة عربية لا يفهم كلام اخيه من دولة عربية اخرى؟؟
هل رأ ت حمارا عميل لدولة اجنبيه و تآمر ضد بلده؟
هل را يت حمارا يفٌرق بين اهله على اساس طائفي ؟
هل رأيت حمارا أغلق الحدود والمعابر في وجه أبناء غزة ؟
هل رأيت حمارا يشبه ما يفعله اليوم ساسة العراق يشع احدهم حقدا ولا يشبع
من التفرقه والقتل … طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الانسانية !!!
اذن اطلب منك ان تحكم عقلك الحميري واطلب منك ان ترفع راس عاليا
وتبقى كعهدي بك: حمار ابن حمار واتركهم يقولون ما يشاؤون فيكفينا فخرا
اننا حمير لا نقتل ولا نسرق ولا نغتاب ولا نسب …
اعجبت هذه الكلمات الحمار الابن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول:
نعم سابقى كما عهدتني يا ابي سأبقى: حمار ابن حمار ….
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.