
بعض الأطباء دخل على مريض وجس نبضه وشاهد تفسرته فقال له : لعلك تناولت شيئا من الفواكه،
قال المريض: نعم،
فقال الطبيب : لا ترجع تأكل فإنها تضرك،
ثم دخل عليه في اليوم الثاني ورأي النبض والتفسرة فقال : لعلك أكلت لحم فروج،
قال المريض: نعم،
فقال الطبيب : لا ترجع تأكله فإنه يضرك، فتعجب الناس من حذق الطبيب،
وكان للطبيب ابن فقال له: يا أبت كيف عرفت تناوله الفاكهة والفروج؟
قال: يا بني ما عرفت ذلك بالطب وحده بل بالطب والفراسة ،
فقال له : كيف عرفت بالفراسة؟
فقال : إني لما دخلت دار المريض رأيت على سطح الدار سقاطات الفواكه ثم رأيت في وجه المريض انتفاخة وفي النبض لبنة وفي التفسرة غلظة وفجاجة، وعلمت أن الفاكهة إذا حضرته عند المريض لا بصير عنها فظهر لي من هذه الشواهد أنه تناول الفاكهة وما جزمت بها بل قلت : لعلك أكلت،
وفي اليوم الثاني رأيت على باب الدار ریش الفروج وفي النبض امتلاء وفي الرسوب غلظة، فعرفت أن الفروج لا يأكله إلا المريض غالبا، فظهر بهذه الشواهد وما جزمت به بل قلت لعلك فعلت هذا،
فسمع ابنه هذا الكلام تأحب أن يسلك مسلك أبيه فدخل على مريض وجس نبضه وشاهد تفسرته فقال له : لعلك أكلت لحم حمار،
فقال المريض: حاشا و کلا كيف يؤكل لحم الحمار أيها الطبيب؟
فخجل ابن الطبيب وخرج، فانتهى ذلك إلى ابيه فأحضره وسأله : كيف عرفت أنه أكل لحم الحمار ؟
فقال : لأني رأيت في دار هم برذعة فعلمت أنها لا تكون إلآ للحمار ثم قلت لو كان الحمار حية لكانت برذعته عليه وإذا لم يكن حية فإنهم ذبحوه وأتلوه،
فقال أبوه: لو كان شيء من هذه المقدمات صحيحة لرجوت فيك النجابة ، ولكن المقدمات كلها فاسدة وطمبع النجابة فيك محال
ونعم ما قال: فلا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع