سوف نقوم بعمل مقارنة بين الأديان الثلاث في العقيدة وفي الكتب المنزلة و الشريعة .
و هذه المقارنة لا نفاضل دين على آخر لأن الأديان لم ينزلها الله على رسله للتباهي ولكن لتنظيم شئون الناس في كافة جوانب الحياة الأخلاقية , والعقائدية . والمعاملاتية وأن لا تهمل أي جانبا منها.
أولاً: العقيدة :
1- الإسلام:
إن أصل العقيدةالإسلامية هو توحيد الله تعالى توحيداً خالصاً ,توحيده في ذاته : وصفاته , و أفعاله وأن صفاته التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز صفات مطلقة .
2- اليهودية :
إن أصل العقيدة اليهودية هو توحيد الله تعالى وأنه عليم قدير وأن علمه لا حدود له وأنه غير مشبه بخلقه وأن قدرته مطلقة وهذا أصل العقيدة اليهودية التي دعا إليها الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله تعالى على بني إسرائيل من لدن إبراهيم إلى سليمان عليهم السلام .
ولكنهم حرفوا ما اأنزله الله على أنبياءهم وجعلوا الله تعالى يتعب وينصب ويعتريه ما يعتريه البشر؛ وذلك فيما ورد في الكتاب المقدس الإصحاح الأول سفر التكوين بأن الله استراح بعد عناء الخلق الذي استمر ستة أيام فإستراح في اليوم السابع ؛ وأيضاً قولهم بأن عزير ابن الله .
3- المسيحية:
وأصل العقيدة في المسيحية هو توحيد الله تعالى وهذه العقيدة التي دعا إليها عيسى عليه السلام .
قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاتي بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ؛ وقال أيضاً في كتابه العزيز : ” ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد ” ( المائدة – 117 ) .
ولكن العقيدة المسيحية دخل عليها تحريف شديد ففي البداية جعلوا المسيح ابن الله ثم لم يكفهم هذا فجعلوه نصفه إلهي ونصفه إنساني ولم يكفهم هذا فجعلوه إله مساوياً لله في الجوهر,
فالمسيحية اليوم جوهر عقيدتها هو التثليث وأن الله مكون من أقانيم ثلاث ” الأب , الابن ؛ الروح القدس ” وان المسيح ابن الله خلقه الله قبل خلق الدهور فهو إله حق من إله حق وان الله أنزله إلى الأرض لكي يفدي به البشرية من خطيئة أبيهم آدم .
ثم اعتقادهم في الفداء و الصلب وأن المسيح صلب وقبر وقام وصعد إلى السماء وهو الآن يجلس بجانب الرب أبيه وسوف يحاسب العباد على افعالهم.
ومن هذه المقارنة في جانب العقيدة يتضح لنا بأن تصور المسلمين عن الألوهية تصوراً صحيحاً ومقبولاً من الناحية العقلية فالعقل يقول بأن هذا الكون المتناسق البديع لا بد أن يكون هناك من أوجده وأن يكون واحداً فلو لم يكن واحداً لاختلفوا ولأصبح هذا الكون إلى فناء فالخالق الواحد لا بد أن يتصف بصفات مطلقة وتكون قدرته قدرة مطلقه غير قدرة البشر وإرادته في خلقه إرادة مطلقة وهو أسلم تصور لله سبحانه وتعالى من الناحية العقلية والمنطقية وهذا ما يؤمن به كل مسلم .
فاستقامة نظام الكون وحسن تدبيره وتسيير شئونه دليل على وحدانية الله تعالى ؛ والإعرابي البسيط يقول : ” البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير ” فبحارذات أمواج وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا يدل ذلك على الله الواحد الأحد.
ولكن تصور اليهودية عن الألوهية تجعل الله مثله مثل مخلوقاته فهو يتعب وينصب وهذه الصفات البشرية منافية لصفات الله تعالى وأيضاً قولهم بأن عزير ابن الله .
أما تصورالمسيحية من الألوهية فإنهم جعلوا المسيح إله من دون الله فهم يجعلون بشراً يعتريه ما يعتري البشر من نوم وسبات وقضاء حاجة وأكل وشرب ومرض وجوع واحتياج لمن يرعاه وهو صغير ولمن يطعمه ٠ يجملونه إلها كيف يكون الإله يحتاج إلى مخلوقاته ؛ فتصور المسيحية لله غير مقبول عقلاً بل العقل يقوم بهدم هذه الفكرة من أساسها .
فهذه الفكرة فكرة التثليث لا يتبعها إلا معاند ؛ أو مكابر؛ أو جاهل أو صاحب هوى في نفسه
. وإن هذه الفكرة لم تكن في المسيحية الأولى التي دعا إليها عيسى عليه السلام وأيضاً فكرة الفداء من الأفكار الغير مقبولة عقلاً ؛ كيف يمكن لأب لأن يفدي البشرية بإبنه الحبيب ويتركه يصلب ويتالم ويتعذب وتوضع الأشواك على رأسه والمسامير في يديه ورجليه ؛ فإذا كان إلها كما يدعون فلماذا رضي بهذا الذل والمهانة على نفسه من عباده وإذا كان ابن الله كما يدعون فلماذا رضي أباه بهذا الذل والمهانة والآلام لإبنه الوحيد على حد اعتقادهم تعالى الله عما يقولون علواً كثيراً .
فالمسيح عيسى بن مريم لم يكون سوى بشراً رسولاً أرسله الله تعالى برسالة لتبليعها إلى اليهود وأجرى على يديه بعض المعجزات المادية لتأييد رسالته .
ثانياً : الكتب المنزلة :
1- الإسلام (القرآن) :
الإسلام جاء بكتاب من عند الله وهو القرآن الكريم والقرآن يشمل على كل أصول الإسلام في العقيدة ؛ والشريعة في المعاملات وفي العبادات والقرآن الكريم منذ نزوله على الرسول الكريم إلى الآن لم يدخل عليه أي تحريف او تبديل ؛ أو تعديل في حرف واحد , وذلك باتفاق الدارسين والمؤرخين من المسلمين وغير المسلمين والدليل على ذلك من عند الله أن القرآن الكريم بجانب اشتماله على القضايا الإيمانية فإنه يشتمل على القضايا العلمية التي أثبت العلم الحديث صحتها وخلو القرآن من القضايا التي تتصادم مع العلم الحديث .
2- اليهودية (التوراة) :
اليهودية جاءت بكتاب انزله الله تعالى على موسى عليه السلام وهو التوراة وخصوصاً الأسفارالخمسة الأولى من التوراة وهذه الأسفار تحتوي على الوصايا الموسوية والشرائع ولكن الكتاب يحتوي على اسفارأخرى تربو على الأربعين وهناك بعض القرق اليهودية لا تؤمن إلا بالأسفار الخمسة فقط ولا تؤمن بغيرها من الأسفار واليهود تسلموا هذا الكتاب شفاهية وتناقلوه من جيل إلى جيل ؛ ودليل على أن التوراة الموجودة هي ليست التوراة التي انزلها الله على موسى عليه السلام .
– اختللاف الفرق اليهودية ظ الإيمان به كاملا فالاختلاف دليل على عدم الثيات وعدم الثبات دليل على التنحريف .
– ما ورد فيه من إغلاط حول وصف الله تعالى بالتعب والنصب .
– ماورد فيه من أغلاط حول وصف الأنبياء والمرسلين بصفات لا تليق بني أرسله الله لهداية البشر وانهم معصومون من الوقوع في الذلل .
3- المسيحية (الإنجيل ) :
المسيحية جاءت بكتاب الإنجيل وهو الكتاب الذي انزله الله سبحانه على عيسى عليه السلام ولكن إنجيل عيسى عليه السلام ليس من الأناجيل الموجودة اليوم : والأناجيل بعد عيسى عليه السلام كثرت جدا ولكن المجامع الكنسية أقرت أريع أناجيل هم متى – مرقس – لوقا – يوحنا .
والدليل على تحريق هذه الأناجيل :
– انقطاع السند من عيسى عليه السلام إلى من كتب الأناجيل فأغلب الأناجيل كتبت بعد عيسى عليه السلام .
– أن تلك الأناجيل لم يملها المسيح ولم تنزل عليه بوحي من الله ولكنها كتبت بعده .
– الجهل الكامل بتاريخ تدوين هذه الكتب ويبمن قام بترجمتها من اللغة الأصلية التي كتبت بها إلى اللغات الأخرى .
- الاختلاف بين الأناجيل في كثير من المسائل المتعلقة يجوهر العقيدة والاختلاف دليل على التحريف , وذلك ما ورد عن ميلاد المسيح فمن الأناجيل من أهمل واقعة الميلاد وبدأ بداية فلسفية لا يعلمها العامة ومنها من أهملها بالمرة وبدأ منذ تعميده في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان. وهذه الفترة ليست بالقصيرة في حياة المسيح عليه السلام ومن الأناجيل من أهمل يوم ميلاده وسنة ميلاده بكل دقة .
ثالثاً : الشريعة :
1- الإسلام:
الإسلام نزل بشريعة من عند الله قاطعة مانعة جوهرها المساواة بين الناس فلا فضل لأحد على احد والشريعة الإسلامية في إقرارالمبدأ لا تحابي أحد على أحد بل جوهرها وأصلها هو العدل المطلق فالكل امام الله سواء لا فضل بين لون ولون أوبين جنس وآخر .
والشريعة الإسلامية منهج حياة اشتملت على كافة جوانب الفرد الحياتية ب والمعاملات وأنها صالحة لكل زمان ومكان
2- اليهودية:
الشريعة اليهودية شريعة عنصرية تحابي العنصر اليهودي على حكافة العناصر الأخرى والدليل على ذلك فكرة الخيرية التي ينادون بها فالشريعة اليهودية تجعل اليهودي لا يشهد الزور على قريبه بل على غير مباح ؛ كما تحلل الربا من غير اليهودي بل من اليهودي حرام إلى غير ذلك من الأمور العنصرية التي يدعون إليها متمسكين بها ؛ لذلك نرى انها لا تصلح لقيادة البشرية لمحاباتها للجانب اليهودي والجنس اليهودي على الأجناس الأخرى .
3 – المسيحية:
المسيحية تؤمن بشرائع اليهود وبما جاء في التوراة ولم يأتي عيسى عليه السلام بشريعة جديدة بل أكمل الشريعة الموسوية في الجانب الروحي وخلت المسيحية من الشرائع المعاملاتية بين الناس وعدم قدرتها على تنظيم العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان ؛ يجعلها شريعة ناقصة فهي تجعل الفرد يركن إلى التسامح المطلق وهذا وإن استطاع أن يقدر عليه أحد فلا يمكن للكل ان يطبِقوه وآلَتَسَامح المطلق والركون إليه منافياً للفطرة لأن الله تعالى ركب في الإنسان شحنات انفعالية لا بد من خروجها في إطارها الصحيح والإسلام يخرج هذه الشحنات الانفعالية عن طريق الديات ؛ والقصاص :؛ والحدود وإلا لأصبحت الحياة لا تطاق وأصبح الناس يعيشون في غابة ينهش بعضهم لحم بعض..