أهل السنة Sunnis
أهل السنة هم المتبعون للسنة المتمسكون بها، وهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قال ابن رجب:
• السنة طريقة النبي – ص- التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات .
ثم صار معنى السنة في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم:
عبارة عن ما سلم من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة
وقال الآلوسی:
السنة في الأصل تقع على ما كان عليه رسول الله – ص -، وما سنه أو أمر به من أصول الدين وفروعه حتى الهدى والسمت ثم خصت في بعض الإطلاقات بما كان عليه أهل السنة من إثبات الأسماء والصفات خلافاً للجهمية المعطلة النفاة،
ومن المعلوم أن أسماء الله تعالی توقيفية لا مجال للعقل فيها، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى
: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) 36 سورة الاسراء ،
ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار ما سمي به نفسه جناية في حقه تعالی فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص.
وخصت بإثبات القدر ونفى الجبر خلافاً للقدرية النفاة وللقدرية الجبرية العصاة. وتطلق أيضا على ما كان عليه السلف الصالح في مسائل الإمامة والتفضيل والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله . .
قال ابن حزم: ” وأهل السنة أهل الحق، ومن عداهم فأهل البدعة ؛ فإنهم الصحابة – رضي الله عنهم – ومن سلك نهجهم من خيار التابعين – رحمة الله – عليهم -، ثم أصحاب الحديث ومن اتبعهم من الفقهاء جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم”.
ووصفهم بأهل السنة هو كما جاء على لسان ابن تيمية: وإنما سموا أهل السنة لإتباعهم سنته .
ويقول الإسفريینی : “وليس من فرق الأمة أكثر متابعة أخبار الرسول – – من هؤلاء، ولهذا سموا بأهل السنة. ولما سئل الرسول -ص – عن الفرقة الناجية قال : ما أنا عليه وأصحابی”.
وهذه الصفة يقررها بعض أهل السنة لهم وحدهم؛ لأنهم ينقلون الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم – والصحابة رضي الله عنهم.
ويقال أيضا أهل السنة والجماعة، وقد ورد تفسیر الجماعة في بعض الأحاديث بأنها: جماعة المسلمين التي هي على ما كان عليه رسول الله – ص – وأصحابه ، كما جاء في حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أن رسول الله – – قال له: “… تلزم جماعة المسلمين وإمامهم” رواه البخاری.
فبين أن المقصود بالجماعة: جماعة المسلمين، ويقول ابن تيمية عن أهل السنة والجماعة : فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة ؛ لأن الجماعة في الاجتماع وضدها الفرقة.
وهم يرون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال، مما له تعلق بالدين. ومن أهم أصول أهل السنة لزوم الجماعة والاعتصام بحبل الله جميعاً، وعدم التفرق والتنازع.
وقد روى البخاري عن علي – رضي الله عنه – قال :” اقضوا كما كنتم تقضون؛ فإني أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة”.
والإيمان عند أهل السنة حقيقة مركبة من القول والعمل.
والقول هو تصدیق القلب وإقراره ومعرفته وقول اللسان أي النطق بالشهادتين، والمقصود بالعمل هو عمل القلب أي قبوله ومحبته وإخلاصه، وعمل الجوارح وهو سائر ما افترض الله على عباده من أعمال الجوارح.
فها هو أبو طالب قد استفاض عنه أنه يعلم بنبوة محمد – ص – وأنشد عنه:
ولقد علمت بأن دین محمد من خبر أديان البرية دينا
لكن امتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة حباً لدین سلفه وكراهة أن بعيره قومه، فلما لم يقترن بعلمه الباطن الحب والانقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل وكراهة الحق لم يكن مؤمناً.