تعريف أهل السنة:
هم الذين تمسكوا بعروة الإسلام وحبل الدين واجتمعوا على أصولهم غير متفرقين فكانوا هم أهل النجاة لأنهم يرون الجماعة ويستعملون الأدلة الشرعية فى كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة والقياس ويجمعون بين جميعها فى فروع الشريعة ويحتجون بجميعها وما من فريق من فرق مخالفيهم إلا وهم يردون شيئاً من هذه الأدلة .
والسنة من فعل سَن من بمعنى بين وسميت كذلك لأنها مبينة للقرآن وهي فى الشريعة الطريقة المسلوكة فى الدين من غير وجوب ولا افتراض وتطلق عند علماء الأصول على ما فعله أو قاله أو قدره النبي صلى الله عليه وسلم مما يمكن أن يكون دليلاً على حكم شرعي ولم تدون السنة فى عهده مخافة اختلاطها بالقرآن وكان عمر بن عبد العزيز أول من أمر بتدوينها وأطلق عليها علماء الحديث مصطلح الحديث أو السنة من حيث الثبوت تنقسم إلى سنة متواترة ومشهورة وآحاد المتواتر قطعية والمشهورة تشبه المتواترة.
والآحاد هي ما رواه واحد أو أكثر وتفيد الظن لا القطع والبعض يرفضها وجمهور العلماء يأخذ بها. وينقسم أهل السنة إلى أربعة مذاهب (المالكية والشافعية والحنفية والحنبلية).
وأهل السنة يتبعون السلف من الصحابة والتابعين وعلى رأسهم الأئمة الأربعة ولا خلاف بين هؤلاء الأئمة فى الاعتقادات واختلافهم لا يوجب التكفير .
وأول متكلمي أهل السنة من الصحابة (على بن أبى طالب ) و (عبد الله بن عمر) وأول متكلمى أهل السنة من التابعين (عمر بن عبد العزيز) ثم (زيد بن على زين العابدين) وأول متكلميهم من الفقهاء وأرباب المذاهب (أبو حنيفة) و (الشافعي).
وقد ظهر فريق أهل السنة والجماعة عندما ظهرت بعض الأفكار الدينية المتطرفة.
فكانت هناك فئة من المسلمين ترجع الحكم فى كل أمر إلى الكتاب والسنة كما كانت هناك طائفة أخرى تقول بالرأي ومع ا تساع رقعة البلاد الإسلامية استجدت أمور واستحدثت مشكلات فى البيئات الجديدة لم ترد بصددها نصوص صريحة فى الكتاب أو الحديث وكان (عمر) إذا استغلق عليها أمر ولم يجد له حلاً فى السنة جمع رؤوس الصحابة واستشارهم فإن أجمعوا على شئ أخذ به وهذا النهج سمي (بالرأي) وكان على رأس أهل الرأي الإمام (أبو حنيفة) مؤسس المذهب الحنفي فقد كان عظيم الحجة قوى البرهان واسع العقل والإدراك وإذا لم يجد من الكتاب والسنة ما يسعفه أعمل الرأي فى حكمة روية ونزاهة واتزان وقد كان يعارض هذا الفريق فريق أخرهم (أهل الحديث) الذين إذا سئلوا عن قضية بحثوا فى الكتاب والسنة فإن لم يجدوا امتنعوا عن الإجابة ومن أنصار هذا الفريق (الزبير بن العوام) و (عبد الله بن عمر) و (عبد الله بن عمرو بن العاص).
ولم يكن أمراً طبيعياً أن يدوم الخلاف بين أهل الرأي وأهل الحديث فكل من الفريقين ممن حسن إسلامه ونأى عن الشهوات وابتعد عن الاندفاع والخطل ولذلك قامت مدرسة جديدة تقرب شقة الخلاف فجمعت بين الرأي والحديث ولا تعمل بالرأي إلا إذا انعدم النص.
ومن أعلام هذه المدرسة الإمامان (مالك ) و (الشافعي) وكانت المدرسة الجديدة من المرونه وسعة الأفق بحيث انتقلت نحو التيسير نقله أوسع فنظمت فكرة الرأي وارتقت بها ووضعت لها قواعد وشروط وسمته القياس الذى كان له أجل الفوائد فى مسائل التشريع الإسلامي لكن ليس معنى ذلك أن نهمل الإجماع فإنه من أقوى أركان التشريع بل إنه سبق القياس.
وأهل السنة يثبتون من صفات الله ما أثبته الله ورسوله من غير تمثيل ولا تكييف وينفون ما نفاه الله ورسوله من غير تحريف ولا تعطيل مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص ما دلت عليه.
وهم يؤمنون بالملائكة وبالكتب المنزلة وأن القرآن أفضلها وناسخها وأن ما قبله طرأ عليه التحريف لذلك يجب اتباعه دون ما سبقه .
والإيمان بأنبياء الله جميعاً وهم أفضل ممن سواهم من البشر الإيمان بانقطاع الوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى، الإيمان بالغيبيات كالعرش والكرسي والجنة والنار ونعيم القبر وعذابه والصراط والميزان دون تأويل، الإيمان بشفاعة النبي والأنبياء والملائكة الصالحين يوم القيامة، رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة حق، كرامات الأولياء والصالحين حق، المؤمنون كلهم أولياء الرحمن.