القراؤون: Karaites
ترجع تسميتهم إلى اللفظ العبري قرائیم” وهم الذين يقرأون المقرا: أي التوراة ، ومعنى القرائين أي المتمسكين بالكتاب وحده، أي أسفار العهد القديم وحده ورفض ما عداها،
وقد ظهرت في العراق في زمن أبي جعفر المنصور (۱۳۹ – ۱۰۸ هـ/ ۷۵4 – ۷۰۵م) الخليفة الثاني العباسي، على يد الحبر عنان بن داود ، والذي اختير حاخاما أكبر لليهود عام 761م،
وكان “عنان” مشهوراً بميوله التحررية، فعارض اختياره أكبر رجلين على رأس اليهودية في الدولة الإسلامية ،
وهما: الجأون الأعمى بهودای” رئيس أكاديمية سور في الفترة (۷۵۹ – ۷۹۲م)، وألجأون داودی’ رئيس أكاديمية نومبدينا في الفترة (۷۹۱ – 764م)، واختار الزعيمان أخا “عنان” الأصغر وهو أحنانيا” لزعامة بهود العراق .
تأثروا بعلم الكلام عند المسلمين، نادت ببطلان العقائد الفريسية، ورفضت التلمود، فكان جزاؤها أن قتل عنان بن داود في زمن أبي جعفر المنصور ، بعد مقتل عنان بن داود انتقلت الرئاسة إلى بنيامين النهاوندی تلميذ عنان،
ثم استمرت على يد اسماعيل العكبرى، وموسى الزعفراني التفليسي، ويودعان الهمداني ، وإسحق بن يعقوب الأصفهاني، وسميت بالعيسوية بعد ذلك على يد دانیال القوميص الدمغانی .
يوجد عدد منهم في القرم، وعدد منهم في ولاية كاليفورنيا، وعدد كبير منهم في فلسطين قرب تل أبيب، وكذلك لهم وجود في مصر وتركيا،
بل اصطاد اليهود الصهاينة منهم بضعة آلاف كرهائن للضغط على القرائين الذين يهاجمونها.
يخالفون سائر اليهود في أعيادهم، ولا يقولون بنبوة عيسى – عليه السلام – وإن كانوا يصدقونه في مواعظه على أنه مقتف للتوراة ، ولا يقولون أنه زنديقاً كما قال الفريسيون، بل قالوا أنه بشر من بني إسرائيل تقيا صالحاً، برید أن يخلص شريعة موسى من المفاهيم المنحرفة التي الصفها الناس بها. كما قالوا أن محمدا نبی حقا، وأنه كعیسی بن مریم.
يقولون أن الإنجيل ليس كتابا منزلا وأنه من جمع أربعة من الأشخاص، يؤمنون بالأسفار الخمسة، أي أسفار موسی. لا يؤمنون بالروايات الشفهية التي
سمى بالمشنة والجمارا (التلمود)، ولا يعدونه وحيا، وإنما يرونها من عمل الأحبار والحاخامات. من أتباعها السموأل بن يحيى المغربي.
الصلاة عندهم عبارة عن طهارة جسدية وغسل ووضوء، وإقامتها تتطلب الوقوف والركوع والسجود شأنهم في ذلك شأن المسلمين.
ويرى البعض أن القرائين هم الذين وضعوا النجمة السداسية شعارا لهم، وأن الحال لم تكن كذلك على الإطلاق في الأزمنة القديمة،
ولا وجود لأي موضع من الكتابات العبرية ما بعد التوراة وحتى في التلمود البابلي أو تلمود القدس لأي ذكر أو وصف لشيء يدعى مجن داود، والثابت بالأدلة أن مجن داود لم يصبح ملحوظاً كرمز یهودی إلا عندما أدخلته طائفة القرائین .
توطدت القرائية في القرن التاسع في بلاد فارس، واتسع انتشارها بين اليهود حتى وصلت إلى مصر وبلغت الأندلس، مما جعل اليهود ينقسمون إلى معسكرين: المعسكر الرباني التلمودي، ومعسكر القرائين.
وخلال القرن العاشر والحادي عشر بلغت الحركة ذروتها، ثم انزوت وانتهت حينما انتقل اليهود إلى أوروبا والدولة العثمانية في الشرق والمغرب العربي، وبدأت سيطرة اليهود الأوروبيون على الفكر اليهودی .