النصارى: Christian
النصارى مفردها نصراني، وهم أتباع المسيح عيسى عليه السلام، نسبة إليه النعته في الأناجيل بأنه “يسوع الناصری”، أي الذي من الناصرة”.
وهي بلدة في الجليل شمالی فلسطين، وقد كانت إقليما مفتوحاً لجميع الأمم الشرقية والغربية، نشأ فيها المسيح، فيقال ‘الجليلى والناصري”.
وقد كانت تقال فيه من خصومه على التحقير والاستهانة لأنه لا يأتي من الجليل شیء صالح،
وقد كان من الأمثال السائرة على السنة اليهود أنه لا خير يأتي من الجليل، وفي إنجيل يوحنا أن نثنائيل عجب حين قال له صاحبه:
“وجدنا الذي كتب عنه موسی في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الاصرة». 46
فقال له نثنائيل:
“أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح, ولكن يشاء ربك بهذا الجلیلي المبارك أن يستطير ذكر الجليل والناصرة خفاقاً في العالم، ولولاه لما كان للناصرة في العالم ذكر.
كان الأوربيون قبل شيوع النصرانية فيهم يومئون إلى المسيح عليه السلام بأنه ذلك الرجل الذي من الناصرة استخفافاً، يريدون الحط من شأن أتباعه فاصطبغ اللفظ عندهم بصبغة الذم،
وعندما فشت النصرانية فيهم ودخلوا هم أنفسهم في دین الناصري أنفوا أن يقال فيهم نصاری من تلك الناصرة وآثروا الانتساب إلى المسيح نفسه فقالوا: مسیحی و مسيحيون أتباع هذه المسيحية التي جاء بها المسيح.
وقد ظلت لفظة نصاری ونصرانية علماً على أتباع هذا الدين عند جميع الناطقين بالعربية حتى أوائل هذا القرن خاصتهم وعامتهم نصاری وغیر نصاری لا تعرف غيرها ألسنتهم وأقلامهم.
ولكن ما أن غلب هذا الشرق العربي على أمره تحت وطأة الغزو الأوربي الكاسح ماديا وفكريا منذ أواخر القرن التاسع عشر، وفشت في الناس لوثة التطبع بطباع الغالب واطلع المثقفون أو قل أدعياء الثقافة على تاريخ لفظة “النصراني” في الغرب حتى أنفوا منها هم أيضا فأمسكوا عن إطلاقها على أتباع المسيح حتى بات يقع اللفظ – أعنی نصراني – في سمعك غريباً وربما جفل منه المسيحي حين يسمعه منك، وما ذاك إلا لأن فكر هذا الشرق العربي المغلوب على نفسه وعقله وفكره بات فکراً مترجماً ينطق بما يسمع لا بما يحسن:
يقرؤها Christian فيقول مسیحي، ولو فطن وفطنوا لأدركوا أن المسيح والناصري سواء كلاهما منسوب إلى المسيح الناصري عیسی بن مریم صلوات الله عليه.