من هي طائفة الأشعرية في الاسلام؟

 الأشعرية

الأشعرية: Ashari

تنسب إلى أبي الحسن الأشعري على بن إسماعيل الأشعري (۲۹۰ – ۳۳۰هـ)، تربى في بيت شيخ المعتزلة أبو على الجبائي، يدرس عليه ويتعلم منه حتى سن الأربعين.

 في هذه الفترة ترعرعت أفكاره وسط الجو العقلي الذي يميز المعتزلة، ولسبب ما رجع الأشعري عن الاعتزال، والراي السائد هو أن الأشعری لم تعجبه أصول المعتزلة؛ لأنها تؤدي إلى شك في الدين .

فعلى سبيل المثال ترى المعتزلة أن الله يفعل بالعباد ما هو أصلح لهم، فقد سأل الأشعري أستاذه في أمر ثلاثة أخوة أحدهم براً تقياً، والثاني كافراً، والثالث صغيراً، فماتوا، كيف حالهم؟ فأجابه الجبائي: الزاهد في الدرجات، والكافر في الدركات، والصغير من أهل السلامة .

 فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟ فقال: لا؛ يقال له إن أخاك وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعته الكثيرة، وليس لك تلك الطاعات.

فقال الأشعري : فإن قال الصغير التقصير ليس مني، فإنك ما أبقيتني، ولا أقدرتني على الطاعة.

 قال الجبائي: يقول الله: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت وصرت مستحقا للعذاب، فراعین مصلحتك. فقال الأشعري: فلو قال الكافر يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالی فلم راعیت مصلحته دونی؟ قال الجبائي: إنك مجنون.

لقد نجح الأشعري في أن يكون مدرسة كبرى لا تقل في تأثيرها عن المعتزلة، وأنجبت هذه المدرسة: الباقلاني، والجوینی، والشهرستاني، وفخر الدين الرازي، وغيرهم. ويرى الأشاعرة أن مذهبهم وحده هو المذهب الخالي من كل بدعة وضلالة، فقد أجمعوا على حدوث العالم، خلافا للقائلين بقدمه، وأقروا بوجود الله تعالى ووحدانيته وتنزيهه ، خلافا لبعض فرق الباطنية الذين قالوا لا موجود ولا معدوم.

 وخلافاً للقدرية يرون أن الله وحده هو الخالق وأنه قدیم ويوصف بالقدم، وهو سبحانه لا شبيه له خلافا للمشبهة، ولا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء، وهو ليس في حيز ولا جهة ولا تصح عليه الحركة والانتقال ولا الجهل ولا الكذب، وهو مرئي في الآخرة للمؤمنين).

والسمة الرئيسة التي يتسم بها الأشاعرة إخضاعهم العقل للدين، فالمسائل التي وجدوا أن العقل يتعارض فيها مع النقل ضحوا بالعقل وأخضعوه لحكم النقل.

والصفات الإلهية ليست هي الله وليست غير الله، وهي تعم الوجود كله فالعلم الإلهي يشمل كل معلوم، والقدرة الإلهية تشمل كل مقدور. وهنا نصل إلى مشكلة جوهرية وهي القضاء والقدر، أي الصلة بين فعل العبد وبين فعل الرب.

والإيمان عند الأشاعرة هو التصديق بالقلب واللسان، وإذا ارتكب الإنسان المسلم معصية فإنه يظل مؤمناً مخطئاً، ولا يكفر، فالمؤمن مؤمن بإيمانه عام بمعصيته فاسق بفسقه .

 ويوضح الأشعري أن من اعتقد الحق فليس بكافر لأن الاعتقاد في الحق وفي التوبة مناف للكفر، لكن اعتقاده هذا وحده لا يكفي لكي نعده مؤمنا، فالمرء لا يستحق اسم المؤمن إلا إذا عرف الحق في حدوث العالم وتوحيد صانعه، وفي صحة النبوة .

التوحيد عند الأشاعرة هو نفي التثنية والتعدد بالذات ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة، أي نفي الكمية المتصلة والمنفصلة.

 وفي ذلك يقولون: إن الله واحد في ذاته لا نسيم له، واحد في صفاته لا شبيه له، واحد في أفعاله لا شريك له.

ولذلك فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، وأنكروا صفات الوجه واليدين والعين لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم.

يقولون بعدم الأخذ بأحادیث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقينی ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلى. والمتواتر منها يجب تأويله.

وقد أجازت الأشاعرة أن تكون الإمامة بالنص لو أن الرسول قد ذهب إلى ذلك. أما وقد مات الرسول دون أن يعين من يخلفه فأمر ينبغي أن يبقى شريعة للملمين من بعده، ولهذا فإن مبدأ الشورى والاختيار هو الطريق الوحيد لصحة الإمامة.

ويجب أن يكون الإمام معروفاً و ظاهراً لكل الناس، ولا ينبغي أن يكون غائباً عنا، وأن يكون الإمام قرشیاً من ناحية أمه أو أبيه، وليس بالضرورة أن يكون من أهل البيت. يقول الأشعري: يجب أن يكون الإمام أفضل أهل زمانه في شروط الإمامة، ولا تنعقد الإمامة لأحد مع وجود من هو أفضل منه فيها.

Scroll to Top