الشيعة الإسماعيلية: Shia Ismaili
إحدى الفرق الشيعية. ويسمون: السبعية لقبوا بهذا الإسم ؛ لأنهم زعموا أن الرسل الناطقين بالشرائع سبعة، وبين كل اثنين من الرسل سبعة يتممون شریعته، ولابد في كل عصر من سبعة بهم يهتدي ويقتدي في الدين، الباطنية الدعواهم أن تظاهر القرآن باطناً يجري من الظاهر مجرى اللب من القشر، واعتقدوا أن من ارتقى إلى علم الباطن انحط عنه التكليف، الحشاشون، الفداوية. ينسبون إلى أحد الغلاة من الشيعة وهو عبد الله بن میمون القداح الذي يعد المؤسس الحقيقي للفرقة.
والإسماعيلية تتفق مع الشيعة الاثنا عشرية (الأمامية) على صحة إمامة الأئمة الستة ابتداء من على بن أبي طالب إلى جعفر الصادق.
لكن الخلاف وقع بين الفرقتين حول أي من أبناء جعفر أحق من أخيه بالإمامة : موسى الكاظم أم إسماعيل. وقد تبع الشيعة الإمامية موسى، وتبع الإسماعيلية إسماعيل، ومن بعده إبنه محمد بن إسماعيل.
وكان لهم اتجاه عقائدي متطرف يباعد بينهم وبين عقائد الشيعة الإمامية.
وبدت بوادر هذا الاتجاه المتطرف في حياة الإمام السادس جعفر الصادق، إذ هاله أن يرى جمعاً من أصحاب الفرق الغالية يلتف حول ابنه إسماعيل، وعد ذلك نذير شؤم. وقد تحققت نبوة الإمام الصادق، فضمت فرقة الإسماعيلية منذ نشأتها عدداً كبيراً من القيادات المتطرفة في التشيع، وغدت استمرارا لحركات الغلو فيه، وظهر هذا الغلو في حركة القرامطة الإسماعيلية .
وتدور عقائد الإسماعيلية حول الإمام، فالدين أمر مكتوم، لا يعرف إلا عن طريق إمام مختار عنده علم التأويل وتفسير ظواهر الأمور والنصوص، فلكل تنزيل تأويل، ولكل ظاهر باطن، وشرائع الإسلام وفرائضه لها معان أخر غير معانيها الظاهرة، لا يقف عليها إلا الإمام ودعاته الكبار المهديون.
لقد جعلوا الإمامة مقدمة على النبوة والرسالة، فيقول أحمد بن إبراهيم النيسابوري: فإنه لما كانت الإمامة هي قطب الدين وأساسه، والتي بدور عليها جميع أمور الدين والدنيا وصلاح الآخرة والأولى، وينتظم بها أمور العباد وعمارة البلاد، وقبول الجزاء في دار المعاد، وبها يصل إلى معرفة التوحيد والرسالة بالحجة والبرهان، والدلالة إلى معرفة الشريعة وبيانها، قلنا: إن الإمامة هي قطب الدین وأساسه، ولم نقدم الرسالة على الإمامة ؛ لأن في إثبات الإمامة إثبات الرسالة ، والمقر بالإمام مقر بالرسول، وليس كل من أقر بالرسول أقر بحقيقة الإمام”.
ويقول جعفر بن منصور اليمني: ‘وقام محمد – ص – بأمره لله وجمع دعاته الماضين وحججهن ونصب من نصب منهم بين يديه وأنه أخذ أبي بن كعب فجعله نقيباً من نقبائه، وكان يرفعه على حججه، ويقول لهم: أبي أقراكم، يعني أنه كان يقریني بالعلم والحكمة كما أن أحدكم يقرى ضيفه بالطعام.
والإمام قد يكون مستوراً وقد يكون ظاهراً، فإن كان مستوراً فدعاته ظاهرون، وإن كان ظاهراً فدعاته مستورون يعملون في خفية عن أعين الرقباء ،
وزعموا أن دور الستر – الذي بدأ محمد بن إسماعيل – قد انتهى بظهور الإمام عبيد الله المهدي في بلاد المغرب سنة ۱۲۹ هـ التي أقام بها الدولة الفاطمية.
وحين دخلت مصر في قبضة الفاطميين سنة ۳۹۲هـ تزاید طموحهم لبسط سيطرتهم على العالم الإسلامي كله، وتحقق أول نجاح لهم في المشرق الإسلامي في عهد المعز الدين الله، حين أقام دعاة الإسماعيلية في “الملتان” – حاليا باكستان – ولكن السلطان محمود الغزنوی قضى على هذه الدولة سنة 401 هـ.
وفي سنة 483هـ استطاع أحد كبار دعاة الفاطميين وهو الحسن بن الصباح أن يؤسس دولة إسماعيلية قوية في المنطقة الجبلية الواقعة جنوبا بحر قزوين، وأنشأ منظمة إرهابية أطلقوا على أعضائها اسم الفداوية، وكان نشاطها قائما على اغتيال المناوئين ، فاغتالوا عددا من الخلفاء والسلاطين إلى أن قضى عليها المغول بقيادة هولاكو سنة 654هـ..
كان الإسماعيلية في إيران قد قطعوا علاقتهم المذهبية بالخلافة الفاطمية بمصر عقب وفاة المستنصر بالله سنة 4۷۸هـ وتولى ابنه الأصغر عرش الخلافة، وقالوا إن الابن الأكبر ” نزار” هو الأولى بالخلافة، فعرفوا منذ ذلك الحين بالنزارية ، واستقلوا عن مذهب التشريع المذهبي بالقاهرة، ومضوا شوطاً بعيداً في الأخذ بالتأويل الذي بلغ أقصى درجاته عندهم في عهد ملكهم الحسن بن محمد، إلى رفع التكاليف الشرعية كلها عن الناس، وإنزال العقوبات الصارمة بمن يواظب على العبادات.
وقد استقرت إمامة الإسماعيلية النزارية في ملوك ” ألموت” Almut ( كانت قلعة حصينة على بعد نحو 360 كم من بحر قزوين في فارس (إيران)، اتخذها الحشاشون عاصمة لهم).
حتى قضى المغول على آخرهم، ثم إن إمامهم حسن علی شاه انتقل إلى بلاد الهند للأسباب سياسية وأصبحت بومباي منذ ذلك الحين مقراً لإمامة الإسماعيلية النزارية . وينتشر الإسماعيلية في الوقت الحالي في مناطق عديدة من العالم : في سوريا وإيران وعمان وباكستان، ويكثرون في الهند وشرق إفريقيا .