النسطوريون: Nestorians
و تنسب إلى نسطور الذي ولد فيما يعرف اليوم ببلدة “مرعش”، من أعمال تركيا حالياً.
درس في أنطاكية، ثم التحق بأحد الأديرة الواقعة بجوارها، ولم يلبث أن أشتهر بمواعظه، فاختاره الإمبراطور اسقفا على القسطنطينية سنة ۶۲۸ م، وأخذ هناك بمقاومة الآريوسية، وغيرها من المذاهب غير الرسمية، ثم ظهر بتعليمه الجديد، ومؤداه أن العذراء ليست أم الله حقا، أي أن العذراء لم تلد إلهاً، بل ولدت إنساناً فقط، وهو بذلك يرى أن الأقنوم الثاني وهو الابن لم يتجسد، بل هو إنسان اتحد بعد ولادته بالأقنوم الثاني، وليس ذلك الاتحاد بالمزج وجعلهما شيئا واحدا، وذلك الاتحاد ليس اتحاداً حقيقياً بل اتحاداً مجازياً ؛ لأن الإله منحه المحبة ووهبه النعمة، فصار بمنزلة الابن، وهو بذلك يخالف العقيدة الرسمية التي ترى أن المسيح أقنوما واحدا في طبيعتين: لاهوتية وناسوتية .
كاتبه “کیرلس بطريرك الإسكندرية، ويوحنا” بطريرك أنطاكية في ذلك ليعدل عن رأيه فلم يصغ إليهما، فانعقد مجمع أفسس الثالث عام 431م الذي کفر نسطور” ولعنه، ومنع من نشر آرائه، ونفى إلى البطراء عام 435م ثم إلى صحراء مصر إلى أن مات سنة 451م بعد أن وضع مؤلفه الأخير بعنوان کتاب هيرقلیدس الدمشقی .
وتتفق النسطورية مع الملكانية (الكاثوليك) واليعقوبية (الأرثوذكس) أن الله ثلاثة أقانيم، وهذه الأقانيم شيء واحد، وتختلف في كيفية الاتحاد، فيقولون : الكلمة اتحدت بجسد عيسي لا عن طريق الامتزاج كما قالت المكانية، ولا عن طريق الظهور كما قالت اليعقوبية، ولكن كإشراق الشمس على البلوز، وأن الابن المتولد من الأب اتحد بسد المسيح حين ولد، فهو إله وإنسان اتحدا، فهما جوهران وأقنومان و طبیعتان : إله تام وإنسان تام، وأن القتل وقع على المسيح من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته.