طائفة بنيامين: Benjamin range
تنسب إلى بنیامین بن موسی، فارسی من نهاوند.
نادى بتعاليمه في أوائل القرن التاسع الميلادي، وهي في جملتها مستمدة من تعاليم “عنان”، مع بعض آراء تأثر فيها بمذاهب المعتزلة وفلاسفة الإسلام، وخاصة الفارابي وابن سينا.
ومن أهم ما ذهب إليه في شؤون العقيدة، أنه أنكر ما يوهمه ظاهر العهد القديم، إذ يصور الذات العلية في صورة مجسمة تشبه صور الحوادث،
وإذ يقرر أن الله تجلى الموسى في سيناء وكلمه، لما ينطوي عليه ذلك من حلول الله في المكان وإخراجه للصوت، وأنكر أن يكون الله قد تولى عملية الخلق في صورة مباشرة، لما ينطوي عليه ذلك من التغير والحركة ومن اتصال الله بالمادة ،
وذهب إلى أن الله خلق الملائكة، وهم كائنات روحية غير مادية ، وهذه الكائنات هي التي خلقت العالم المادي .
وهنا يبدو التأثر بمذهب الفارابي في نظرية العقول التي انبثقت عن الله تعالى كما ينبثق الضوء من الشمس، وتولت الإشراف على خلق الكائنات السماوية والأرضية وعلى مختلف شؤونها.
وقد انضم إلى نحلة بنیامین بن موسی عدد كبير من القرائين، فعظمت مكانته، وبلغ في نفوس أتباعه منزلة تقرب من منزلة عنان بن داود المنشئ الأول لفرقة القرائين.