زعم البعض أن موسى عليه السلام حصل على التقليد الشفهي للمعرفة من مدارس الأسرار المصرية ثم أعطاه إلى قادة اليهود ويعتقد كثير من الباحثين أنه قد تم تحريرها إلى العالم الغربي من خلال نصوص سرية ملغزة في التلمود والكابالاة اليهودية والعهد القديم مع عقائد شفهية تم تسليمها للمنظمات السرية.
وذهب سيجموند فرويد في كتابه “موسى والتوحيد” عام ١٩٣٩ م إلى أبعد من ذلك فقال إن موسى لم يكن يهوديا وإنما كان مصريا ذا منصب رفيع متصلا بعهد الفرعون اخناتون، وكان أحد براهين فرويد على ذلك أن الكثير من الشرائع التي قدمها موسى لأتباعه اليهود كانت من مصدر مصري، وأن هناك تشابها بين الوصايا العشر وكتاب الموتى الفرعوني.
وتساءل فرويد قائلا:
((لماذا يرغب أي يهودي في الحفاظ على أية عادات مصرية حالما يصير حرا من العبودية))؟!.
وكلام فرويد عن مصرية موسى وأنه ليس من بني إسرائيل قاله أكثر من كاتب ومفكر يهودي، فالكاهن “مانيثو” للفرعون بتوليمي الأول قبل حوالي ٣٠٠ سنة قبل الميلاد من “تاريخ مصر” قال: إن موسى كان كاهًنا مصرياً رفيع المستوى تم تعليمه الأسرار القديمة في المدينة المصرية السفلى “هيلوبوليس”.
وبعد دراسة متأنية قدم غاردنر افتراضًا أذهل الجميع، فقرر أن موسى والفرعون المصري أخناتون أمنوحتب الرابع كما كان يعرف رسميًا كانا الشخص ذاته، أي أن موسى عليه السلام هو أخناتون!!.
لعل هذا الافتراض المذهل لغاردنر يرجع إلى غموض شخصية أخناتون الفرعون الذي غضبت منه السلطة الدينية بمصر المتمثلة في الكهنة حين ألغى عبادة آمون وقرر عبادة Amen آتون إله الشمس، وأن آتون مساو للفظة العبرية آدون، وربما كتبت بالعبرية آمين والتي تعني ليكن، وهو مصطلح مازال يستعمل في الشعائر الدينية عند المسيحيين والمسلمين إلا أنه عند المسلمين يعني اللهم استجب فهو اسم فعل أمر أو طلب،
ونضيف إلى ذلك أن أخناتون يتشابه مع موسى في طفولته، فقد تعرض أخناتون للقتل في صغره، ووضع في تابوت ، خشبي وأن “إمنبادات” تم تربيته من ،”Tiye” ” وألقى في النهر؟
وكان أخناتون الأمين الثاني للملكة “تي قبل اليهود المصريين وتلقى تعليمًا دينياً في هليوبوليس ثم تزوج أخته غير شقيقته نفرتيتي التي
وضعته على العرش وأطلق عليه اسم أمنوحتب الرابع أي “أمون راضي” ثم أطلق على نفسه أخناتون أي الروح المجيدة لأتون.
وبعد القضاء على دعوة أخناتون تولى ابنه الملك الشاب توت عنخ أمون حكم مصر، ولهذا حدث الخلط عند البعض .
وبحسب رأى غاردنر فإن ابن اخناتون من زوجته “كيا” أصبح فيما بعد الفرعون الشاب توت عنخ آمون الشهير الذي أجبر على تغير اسمه من توت عنخ أتون إلى توت عنخ آمون ليشير إلى العودة لعبادة آمون بدلاً من آتون، وأضاف “غاردنر” إلى أن أخناتون فر هارباً مع أقاربه الذين معظمهم من اليهود من مصر.