سلسلة من يحكم العالم سراً
الجزء الثاني
الإنجيليون الجدد يقودون أمريكا إلى النهاية باسم (النبوءة التوراتية الإنجيلية)!!.هرمجدون ونهاية العالم
مخطط البحث :
– من هم الانجيليون الجدد أو الطائفة الانجيلية
– ماهي هرمجدون– متى نهاية العالم
1- من هم الانجيليون الجدد أو الطائفة الانجيلية
ظهرت الطائفة الإنجيلية الأصولية في القرن الماضي ممسكة بمقاطع من الإنجيل تلك التي تتحدث عن نبوءات آخر الزمان وبالتحديد سفر الرؤيا وهي التي تتحدث تحديدًا عن معركة آخرالزمان المسماة “بالهرمجدون”. . في الفصل السادس عشر لإنجيل يوحنا.
حيث سيقاتل٢٠٠ مليون رجل من جيش الشرق لمدة عام وسوف يصل هذا الجيش إلى نهر الفرات بعد أن يدمر كل شيء..
إنها الحرب النووية التي ستنهي الأخضر واليابس وتنهي عمر الكرة الأرضية،
ولا يبقى إلا قلة من اليهود يكملون ما تبقى من عمر الأرض.
– جاء سفر حزقيال ٣٩ ،٣٨ ليضيف أيضًا تلك الحرب النووية قائلا ً :
(ستنهمر الأمطاروتذوب الصخور وتتساقط النيران وتهتز الأرض وتتساقط الجبال وتنهار الصخور وتتساقط الجدران على الأرض في وجه كل أنواع الإرهاب).
– نجد وصفًا آخر لتلك الحرب: إن جلودهم سوف تتآكل وهم واقفون / وفي سفر زكريا ١٢على أقدامهم، وإن عيونهم سوف تتآكل ما فيها وأن ألسنتهم سوف تتآكل داخل أفواههم.
وفي سفر حزقيال :
ولا ننسى أن النصوص تشير إلى نزول المسيح عليه السلام لقيادة تلك المعركة ويمسك بزمام الأمور، وهو ما يسمى الحكم الألفي للسيد المسيح على الأرض ويعرف عند المسيحيين بالمجيء الثاني، أما اليهود فإنه يمثل عندهم المجيء الأول للمسيح!!.
هذا هو ما يروج له الانجيليون الأصوليون في أمريكا وأوربا، أو الحركة الصهيونية المسيحية التي تسيطر على أمريكا منذ القرن الماضي وحتى الآن.
وهذا ما دعى أمريكا من خوض الحروب والتدخل العسكري في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في أرض الفرات، أرض العراق كي تكون بمقربة من أرض المعركة الأخيرة “الهرمجدون” بفلسطين، حتى إن الرئيس السابق للقساوسة الإنجيلين “س.س.كريب” كتب عام 1977 م يقول :
( في هذه المعركة النهائية فإن المسيح الملك سوف يسحق كليا ملايين العسكريين المتألقين الذين يقودهم الديكتاتور المعادي للمسيح).
وفي كتابه “آخر أعظم كرة أرضية يقول المؤلف هال ليندسي: إن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمعظم أحداث الحاضر والمستقبل.
ويضيف الكاتب: (قبل أن يصبح اليهود أمة لم يكشف عن شيء، أما الآن وقد حدث ذلك فقد بدأ العد العكسي التنازلي لحدوث المؤشرات التي تتعلق بجميع أنواع النبوءات، ولأنه يجب أن تظهر هناك دوائر لقوى سياسية معنية واستنادًا إلى النبوءات فإن العالم كله سوف يتمركز على الشرق الأوسط وخاصة على إسرائيل في الأيام الأخيرة، إن كل الأمم سوف تضطرب وسوف تصبح متورطة بما يجري هناك.
إن باستطاعتنا الآن أن نرى أن ذلك يتطور في هذا الوقت ويأخذ مكانه الصحيح في مجرى ) النبوءات تماما كما نأخذ الأحداث اليومية مواقعها في الصحف اليومية( .
2- ماهي هرمجدون
وعن الحرب الأخيرة المدمرة “هرمجدون” يقول المبشر ليندسي في كتابه : عندما تصل الحرب الكبرى إلى هذا المستوى، بحيث يكون كل شخص تقريبًا قد قتل، تحين ساعة اللحظة العظيمة، فينقذ المسيح الإنسانية من الاندثار الكامل. . .
وفي هذه الساعة سيتحول اليهود الذين ينجون من الذبح إلى المسيحية ..وسيبقى فقط ١٤٤ ألف يهودي على قيد الحياة بعد معركة هرمجدون، وسينحني كل واحد منهم، الرجل والمرأة والطفل أمام المسيح، وكمتحولين إلى
) المسيحية فإن كل الناضجين سوف يبدؤون التبشير ببشارة المسيح(
هذا هو فكر الإنجيليين الأصوليين في أمريكا، وفكر قادتهم.
وقد ظهر جليا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ م ذلك الفكر التدميري المنسوب إلى نبوءات التوراة والإنجيل فيما يفعله بوش الأب والابن في أراضي الشرق من قتل وتدمير، وما يفعله إخوان القردة والخنازير في فلسطين من إبادة الشعب الفلسطيني بأكمله، وذلك لأن من مقدمات حدوث معركة هرمجدون التي يؤمنون بها أن يذبح المسلمين على أرض الميعاد، ويقدمون كقرابين للرب!!.
لقد أعلن القس “بات روبرتسون” وهو أحد المرشحين لرئاسة أمريكا عام ١٩٨٨ م في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري في برنامجه التلفزيوني “نادي ال ٧٠٠ أن شارون رئيس وزراء إسرائيل أخطأ الحل الصحيح، لأنه يريد أن يقضي على الفلسطينيين بالقطاعي،
والصواب أن يقضي عليهم بضربة واحدة!!.
والمبرر لدى هذا القس الأمريكي الذي كان من الممكن أن يكون رئيسًا لأمريكا أن المسلمين أشرار ونبيهم شرير وإلههم شرير، ويقرأ ترجمة ما جاء في القرءان الكريم قوله تعالى :
(َفإَذا انسَلخ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقُتُلوأ المُشرِكِينَ حَيث وَجَدتُّموهُم وَخذوهُم وَاحصُرُوهُم وَاقعُدُوْا لهُم كُلَّ مَرصد) سورة التوبة 5 – هذا هو الفكر الديني والسياسي لقادة ومفكري أمريكا الذين يتحكمون في القرار السياسي والعسكري لأكبر دولة في العالم.
لقد أصبح لديهم أن كل ما تفعله إسرائيل من غزو وقتل وإبادة جزءا من إرادة الرب وتحقيقًا لما جاء في نبوءات الإنجيل والتوراة، لقد وضعوا قدمي الولايات المتحدة على حافة النهاية وربطوا مصيرها بمصير دولة إسرائيل حتى أصبحت أمريكا إحدى ولايات إسرائيل وليس كما يعتقد البعض إن إسرائيل إحدى ولايات أمريكا!!.
ويوم كان للروس دولة عظمى وشوكة كبرى ومكانا في ميزان القوى قبل فك الاتحاد السوفيتي في القرن الماضي على أيدي الماسونية اليهودية، كان يظن الإنجيليون الأمريكان أن الروس هم يأجوج ومأجوج المذكورون في الكتاب المقدس وأنهم هم الذين سيقودون جيشالشرفي معركة هرمجدون.
ونظروا إلى تحالف بعض الدول الإسلامية العربية مع الاتحاد السوفيتي على إنه مبشرات النهاية أو نهاية المرحلة السابقة والأخيرة من عمر الكرة الأرضية وهي مرحلة الدَّروة وإقامة مملكة المسيح الألفية حيث يحكم المسيح من مدينة القدس العالم ألف سنة وأن اليهود سوف يتحولون إلى المسيحية، وأن على العرب مغادرة أرض اليهود التي يسكنونها من النيل إلى الفرات لأن هذه الأرض تخص اليهود وهي عطاء الرب لهم كما يزعمون.
وقد يزعم البعض أننا نفرط في تحليلنا لمجريات الأمور أو أننا من عشاق نظرية المؤامرة التي يرفضها البعض ويؤيدها الكثير، وليس دليلا أكبر من أفعال وأقوال أصحاب الشأن أنفسهم المساهمون في صنع القرار الأمريكي أمثال “جيري فولويل” المبشر الإنجيلي ومستشار الرئيس الأمريكي الأسبق الراحل “رونالد ريجان”.. فتقول الكاتبة الأمريكية جريس هالسل في كتابها
( النبوءة والسياسة: كان رونالد ريجان واحدا من الذين قرؤوا كتاب “آخر أعظم كرة أرضية)
فهل هول مثل “لندسي” يؤمن بأن الله قد قضى أن على هذا الجيل بالتحديد الذي يعيش في الوقت الحاضر أن يدمر الكرة الأرضية”. وهل بدأنا عملية العد العكسي (التنازلي) للقضاء على أنفسنا؟.
وتضيف الكاتبة: في وقت مبكر من عام ١٩٨٦ م أصبحت ليبيا العدو الدولي رقم واحد لرونالد ريجان، فهل يعود ذلك إلى نبوءة توراتية، استنادَا إلى “جيمس ميلز “الرئيس السابق لمجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا، فإن “ريجان” كره ليبيا لأنه رأى أن ليبيا هي واحدة من أعداء إسرئيل الذين ذكرتهم النبوءات وبالتالي فإنها عدو لله.
وفي عشاء أقيم عام ١٩٧١ م في “مدينة سكرمنتو” في كاليفورنيا حيث كان ريجان حاكما لها تكريما ل “جيمس ميلز” بدأ” ريجان” فجأة يتحدث إلى “ميلز” الذي كان يجلس بجانبه حول النبوءات الإنجيلية وحول قيمة مقاتلتنا للاتحاد السوفياتي يأجوج ومأجوج في الكتاب
المقدس ويذكر ميلز هذا الحادث في عدد شهر أغسطس ١٩٨٥ م من مجلة “سان دييغو” ويقول إن ريجان أخبره بتأكيد جازم: “في الفصل ٣٨ من أصحاح حزقيال هناك نص يقول: إن أرض إسرائيل سوف تتعرض إلى هجوم تشنه عليها جيوش تابعة إلى دولة لا تؤمن بالله،
وتقول إن ليبيا ستكون من بينهم، هل تفهم ماذا يعني ذلك؟
( لقد أصبحت ليبيا الآن شيوعية، وهذا مؤشر إلى أن هرمجدون ليس ببعيد)
ويقول الباحثان” لارى جونز” من نيويورك وأندرولانغ في المعهد المسيحي الإنجيلي في مدينة واشنطن، إن دراستهما تقنعهما بأن “ريجان” قبل في الماضي تفسيرا توراتيا لنبوءة تقول:
بأن هرمجدون نووية هي أمر لا يمكن تجنبه وأنه حتى عام ١٩٨٦ م، ربما يكون” ريجان” قد استمر على هذا الاعتقاد وأن الموضوع مثير لدرجة أنني أخصص فصلا خاصا عن “ريجان” وإيمانه.
( كتاب “آخر أعظم كرة أرضية” من أكثر الكتب التي لاقت رواجًا في السبعينيات وتتصدر لائحة أكثر الكتب ) مبيعًا بعد الكتاب المقدس وبيع منها ١٧ مليون نسخة وقتها.