يسأل الأخ ويقول إننا في فندق وهو بعيد عن الحرم، ويقول إننا نصلي على المذياع، على صوت الإمام، أو أن بعض الحجاج يصلي على المذياع إذا سمع صوت الإمام.
الجواب: أقول أيها الإخوة إن هذا العمل خطأ لا يجوز، فأنه لا يصح الاقتداء إلا إذا رأى الإمام، إلا إذا كان في المسجد، سواء رأي الإمام أو لم يره، إذا كان في المسجد مثل الآن في الدور الأعلى في الحرم، أو في الدور الأرضي أو الوسطاني أو في الخلوة مثلا، هذا إذا كان يرى الإمام والمأمومين سواء رآهم أو لم يراهم، إذا سمع التكبير، وإما خارج المسجد، خلاف هذا لا يصح اقتدائه به إلا إذا اتصلت الصفوف، إذا رأى بعض المأمومين واتصلت الصفوف،
أما إذا كان هناك فاصل فإن الإمامة لا تصح حينئذ، فالآن الإخوة الذين يصلون على المذياع صلاتهم غير صحيحة اقتدائهم غير صحيح، فلا يجوز لهم أن يقتدوا بالإمام، يعني وهم على صوت المذياع وإنما عليهم أو أن يعني إذا ما كانوا في المسجد أو خارج المسجد والصفوف متصلة،
يعني ما في مثلا بينها وبينها فاصل كشارع فإن الاقتداء يصح، أما إذا كانوا في المسجد فيصح الاقتداء، سواء رأوا الإمام أو المأمومين أو لم يروهم لأنه في المسجد حكمه، إذا سمع التكبير، أما من خارجه فلابد أن يرى الإمام والمأمومين وتتصل الصفوف ولا يكون هناك فاصل.
إذاً من هذا الكلام لا يصح أن يقتدي من كان منزله بعيد عن المسجد أو قريب لكن هناك فاصل، لا يصح أن يقتدي ولو كانت قريبة، ولو كان يسمع الصوت، حتى ولو سمع صوت الإمام عادي بدون مكبر، مادام هناك فاصل فلا يصح الاقتداء،
وأيضا ينبغي بهذه المناسبة، أولاً عرفنا هذا الحكم جميعاً وأنه لا يصح الاقتداء وأيضا على جميع المسلمين أن يصلوا في المساجد، الرجال لا يصلون في بيوتهم، ولا في الفنادق، وإنما يصلون في المساجد.
وأيضا على المسلم أن ينتهز الفرصة في وجوده في هذا المكان الطاهر المبارك ويصلي في المسجد مع جماعة المسلمين، فإنه جاء في الحديث الصحيح:
“أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة”،
فالإنسان لا يفرط في هذا الأجر العظيم، فإذا لم يتيسر له أن يصلي في المسجد في الحرم الذي نحن الأن فيه فيصلي في مساجد الحرم الأخرى، في مساجد مكة مع جماعة المسلمين، وهو إن شاء الله حاصل على هذا الفضل وعلى هذه المضاعفة،
وإن كان هذا المكان الذي هو الحرم الذي نحن فيه أفضل لاعتبار كثرة الجمع ولاعتبار أيضا قربه من الكعبة، ولاعتبار أيضا أنه يعني يكون في المسجد الحرام بلا خلاف، لكن قد لا يتيسر ، فإذا يصلي في جماعة في مساجد مكة مع الجماعة وهو إن شاء الله تعالى على خير، وأرجو أن يحصل له هذه المضاعفة.
الحاصل من هذا الكلام أن الاقتداء غير شرعي فهو غير صحيح، فأرجو أن يتنبه السائل لذلك، وأن يبلغ إخوانه الحجاج بهذا، وأن يقول إني سمعت أن الاقتداء إذا لم يكن في المسجد أو كان خارجه ولم تتصل الصفوف، أن الاقتداء غير صحيح، عليك أن تبلغ هذا، وأنت على أجر، لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:
“من دل على خير كان له من الأجر مثل أجر فاعلة من غير أن ينقص من أجر ذلك الشخص الذي عمل بهذا العمل شيئا”،
وفي لفظ أخر “من دعا إلى هدى” والمعنى متقارب، ويقول -عليه الصلاة والسلام: “بلغوا عني ولو آية”،
وفي الحديث: “رب مبلغ أوعى من سامع”، فانتبهوا لهذا رحمكم الله، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.