الحشاشون:
هي فرقة فدائية من الإسماعيلية الباطنية كانت الجناح العسكري للإسماعيلية النزارية التى كان داعيها الأكبر هو (الحسن بن الصباح ).
موطنها قلعة “ألموت “أو قلعة عش النسر، وكان الصباح يختار للتدريب الفدائي أقوى الشبان وأكثرهم حماسة وأمضاهم عزماً وأشدهم جلداً،
وكانوا لا يتوانون عن الاستشهاد ويأتمرون بمؤامرة الدعاة ويعتقدون أنهم يؤدون واجبهم ويطيعون الله الطاعة الواجبة، وكانت طريقة (الحسن) هي الاغتيالات السياسية والتصفية الجسدية للخصوم فلم تكن لديه القوة الكافية لمجابهة الجيوش ومقارعة الفرسان فاتبع الطريقة الفردية وحققت الهدف منها فأثارت الفزع وأرهبت الأمراء.
والطريقة الفدائية تعتمد على تقدم الفدائي للضحية ومحاولة لفت نظره إليه ثم الاقتراب منه أكثر والقفز عليه وطرحه ارضاً وضربه بسكين يخفيه،
وأصل التسمية بالحشاشين أنهم قالوا أن الحسن كان يأخذ بهؤلاء الفدائيين أن يعتادوا تعاطي الحشيش ليسهل عليه قيادتهم وأن يمتثلوا الأوامر ( إلا أننا لا نعتقد أن ذلك صحيح لما تعرفه من تأثير الحشيش الهابط وما يستحدثه فى المتعاطي من تهاويل وتهاويم غير واقعية تسلبه العزم والقدرة على الأداء وتلغى عنده الدقة والقدرة على الأداء والوعي بما يفعله وذلك عكس ما يتطلبه العمل الفدائي من حذر وترقب فرأينا أن هذا الاسم ألصق بالفدائية من قبل أعداؤهم).
وفى عام ١٠٩٢ م أرسل السلطان ملكشاة السلجوقى حملتين أحداهما القلعة ألموت والثانية إلى كوهستان للقضاء على الخطر الإسماعيلى، وفى أثناء حصارهم فى قلعة الموت قاموا بعدة اغتيالات، واستولوا بعد غياب الإمام الظاهر على قلعة (غير دكوه) وحكموها طيلة أربعين عاماً كما استولوا على قلعة (شاه ديز) قرب أصفهان وقلعة (خالنكان).
ومما استفحل خطرهم اتفق الملك (بركيا رق) مع أخيه (سانجار) على حربهم فحملوا عليهم حملة دمرت جدران حصنهم الرئيسى كما تمكنت قوات السلاجقة من هزيمتهم وتدمير قلعة (طيس).
ولم يتمكنوا من الاستيلاء على قلعة الموت فخططوا لهجوم سنوي وإتلاف محاصيلهم طيلة ثماني سنوات، وقد توالى الأمراء بعد (الحسن الصباح) وعند ظهور (صلاح الدين) حاولوا اغتياله ثم تحالفوا مع أعدائه وقد تقدم (صلاح الدين ) باتجاه مصياف مركز الحشاشين فحاصرها عام ١١٧٦ م ولكنه فك الحصار واتجه للقاء الصليبيين. واحتل قادة بيبرس قلاعهم عام ١٢٧٣.
وبقى منهم حتى الآن سكان منطقة سلمية ومصياف مسالمين يعملون بالزراعة يدين بعضهم لأغاخان والبعض الآخر لمشايخ فرقتهم.
وقد تميز عهد الحشاشين بسفك الدماء والإرهاب حتى أصبح الناس يخشونهم وخاصة الحكام والوزراء، ولو حللنا قوائم الاغتيالات يتضح لنا أنهم قصدوا به طوائف معينة بهدف إيجاد فراغ سياسي وفكري وأهم هذه الطوائف الأمراء والقواد والوزراء والقضاة والفقهاء والوعاظ ومن كان فى مقدورهم توجيه مشاعر الناس وكذلك من عرف شيئَا عن الإسماعيلية وارتد عنها، وقد حاول ابن الصباح تطبيق برنامج اقتصادي اقرب للشيوعية كما طرح عن أتباعه جميع التكاليف الدينية.
كما اشاع الحسن الثاني بن محمد الإباحية المطلقة فى النساء والمال وشرب الخمر.
وفى العصر الحديث تعاون الإسماعيليون مع الاستعمار الإنجليزي فى الهند وفتحت أبواب المستعمرات الإنجليزية التى تدين بالإسلام لهم ليرسلوا دعاتهم إليها ليشككوا الناس بدينهم وعقيدتهم.
المراجع:
١- موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب د. عبد المنعم الحفني
٢- جذور الفكر الإسلامي، حسن صادق.
٣- الحركات الباطنية فى العالم الإسلامي – محمد الخطيب.